رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ليست من حق الخاطب".. الهلالي يكشف 4 آراء فقهية في "استرداد الشبكة"

جريدة الدستور

أثارت الفتوى التي أدلت بها دار الإفتاء، عن حق الخاطب في استرداد الشبكة، جدلا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنها جاءت بعد واقعة "مصطفى أبو تروتة"، الشاب الذي ترك خطيبته في قاعة الحفل وأخذ شبكته و"التورتة" وهرب.

اعتبرت كثير من الفتيات، الفتوى انحيازًا كاملًا للرجل، في حين جرى العرف لدى البعض أن أحقية "الشبكة" ترجع لسبب فسخ الخطبة، إذا فسخ الشاب بدون سبب فالشبكة للعروس، أما إذا كانت البنت هي من أرادت الفسخ، فترد الشبكة للعريس.




في حوار تلفزيوني، قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنالشبكة اختراع مصري، الهدف منها ترقيق قلب المخطوبة، بتقديم ذهب أوهدية ثمينة، ولأنه لم يكن هناك شبكة في الفقه القديم، حيث ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، فظهر اتجاهين في استرداد الشبكة.

أوضح الهلالي، أن الاتجاه الأول يقول إن الشبكة جزء من المهر، فلو تم عقد الزواج وتم الطلاق قبل الدخول يكون له النصف، وإذا تم الطلاق بعد الدخول فالمهر لزم للعروس، وهذه الفتوى تعود للشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية سنة 1970.

أما الاتجاه الثاني اعتبر أن  الشبكة هدية وليست مهر، وكان السؤال هل يجوز الرجوع في الهدية؟

أشار الهلالي، إلى أن الفقهاء اختلفوا على 4 أقوال، الأول أنه لا يجوز للمهدي أن يرجع في هديته، وهو مشهور عند الإمام مالك، أما الرأي الثاني وهو تخريج على المذهب الشافعي، فيقول إن الهدية إذا كانت مشروطة بقيد لا تتحقق إلا بتحقق القيد، وبالتالي الخاطب أعطى الشبكة للمخطوبة لإتمام الزواج، إذا لم يتم يستردها.

وأردف:"الرأي الثالث أن الخاطب يستردها بشرط ألا يكون هناك مانع من موانع رد الهبة، وهذه الموانع ألا يكون استهلكها، أو ضاعت منها، أو أحدهما مات الهادي أو المهدى إليه، أو أحد الطرفين رحم للآخر، أو إذا تغيرت أو استبدلت، بمعنى إذا بيعت الشبكة واستبدلت بمشغولات أخرى لا تسترد.

ولفت الهلالي، إلى أنه عند النزاع القانوني يحكم القاضي بهذا المبدأ، أن الشبكة ترد للخاطب إلا إذا وجد مانع من موانع رد الهبة.

وتابع:"الرأي الرابع هو للإمام مالك، وأخذ به المذهب الحنبلي، وعليه سار المصريون، وهو النظر لمن المتسبب في ترك الخطبة، لو الفتاة تردها، أما لو الشاب هو رافض الخطبة فيترك لها الشبكة".



علي جمعة: عرف مجتمعي

وفي رد للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن سؤال شاب لمن الشبكة في حال فسخ الخطوبة، قال إن الشبكة من حق الشاب، وقد  استقر المصريون على ذلك لنُعلم البنت أن الخطوبة ليست أي نوع من الاستباحة، فلا تترك نفسها للولد، لأنه ممكن يتركها ويمشي، وتعلم أن الخطوبة تهيئة فقط".