رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باقة ورد فى ذكرى ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب



فى الرابع والعشرين من شهر سبتمبر، شرفت وسعدت بحضور احتفالية ذكرى ميلاد الشاعر الكبير سيد حجاب «٢٣ سبتمبر ١٩٤٠» والتى أقامها صالون «مصر المبدعة» بدار الأوبرا المصرية، من إعداد وإشراف آمال سعدالدين وإشراف عام دكتور مجدى صابر. أمسية فنية رائعة بالأداء المبدع عالى الإحساس من الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، ومشاركة الشاعر المبدع محمد بهجت، والأستاذة ميرفت الجسرى ومصاحبة الفنان صاحب الصوت المميز الدافئ الشجى ماهر محمود وفرقته الموسيقية، وطافت بنا الأمسية بين أشعار وأغانى شاعرنا الكبير عن البحر والشمس والأرض السمراء والنيل والناس الغلابة التى انحاز لها شاعر الحب والوطن.
طافت بنا الأمسية بين أشعاره وأغانيه وأغانى مقدمة ونهاية عدد كبير من المسلسلات «الأيام وبابا عبده والشهد والدموع وليالى الحلمية وبوابة الحلوانى والوسية وليلة القبض على فاطمة ووجع البعاد والمال والبنون وأميرة فى عابدين»، ومالت بنا الأمسية على إبداعاته السينمائية فى أفلام «الأراجوز والكيت كات والعشق والدم وكتيبة الإعدام»، وأغانى الأطفال الجميلة والباقية على مر الزمان نغنيها لبناتنا وأولادنا وحفيداتنا وأحفادنا «حادى بادى حادى بادى.. وسوسة سوسة سوسة.. سوسة كف عروسة، وهم المم يا روحى يالا جايبالك مم، وتوت توت قطر صغنطوط». وسط الحضور الغفير من الفنانين والمفكرين والأدباء والشعراء وحضور الابنة المبدعة ريم سيد حجاب وابنها الجميل شمس، تذكرت ورجع بى الزمان ما يقرب من نصف قرن.. «نحن الآن نكتب دستورًا يجسد حلم الأجيال بمجتمع مزدهر متلاحم ودولة عادلة تحقق طموحات اليوم والغد للفرد والمجتمع. نكتب دستورًا يفتح أمامنا المستقبل ويتسق مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى شاركنا فى صياغته ووافقنا عليه. نكتب دستورًا يصون حرياتنا ويحمى الوطن من كل ما يهدده أو يهدد وحدتنا الوطنية. نكتب دستورًا يحقق المساواة فى الحقوق والواجبات دون أى تمييز.. نحن المواطنات والمواطنين، نحن الشعب المصرى السيد فى الوطن السيد، هذه إرادتنا وهذا دستور ثورتنا».
ومين غيرك يا صاحبى يكتب ديباجة دستور ٢٠١٤، ومين غيرك يا سيد يكتب عن الشعب السيد فى الوطن السيد، ومين غيرك يا عاشق مصر وشاعر مصر، يا عاشق الأرض والسماء والبحر، شبّيت على رجليك ومديت إيديك طالت القمر، وهزيت الهلال يا سيد ومديت إيديك طالت الشمس، وبنور الحقيقة إدفِّيت يا سيد، وبمية النيل ارتويت، وعشقت البحر والصيادين. وفى سنة ١٩٦٩ وأنا لسه صغيرة بضفاير المدرسة فى الصف الأول الثانوى ضحك لى زمانى، وكان من حظى أكون معاكم فى شقتكم فى الدور الأخير من العمارة رقم ١٠ فى شارع نجيب الريحانى وسط الأهل والأصحاب والأحباب وفى قلب بيتكم كانت اللَّمة، وفى قلب بيتكم اتعلمت أقرأ فى الكتاب، وفى قلب بيتكم اتعلمت معنى الصداقة والمحبة وسمعت الألحان، وفى قلب بيتكم عرفت معنى وقيمة الأوطان وانحزت لشعب مصر الطيب، وانحزت لمعنى الإنسان. وفى قلب بيتكم تفتح قلبى على الحب والحياة وتفتح عقلى على معنى الإنسانية والعطاء، وانحزت لحقوق الغلابة الفقراء،فى ١٠ شارع نجيب الريحانى كانت البداية لتشكل المعرفة والتاريخ والوجدان.
وتمر بيننا الأيام ونكبر ويكبر معانا الألم والأمل، ونحلم معاك فى أشعارك «حتة حلم» ونردد، بكرة أجمل م النهارده:
من ورا ستارة الليالى شمس بكرة جاية تانى
إحنا شايفينك تعالى يا أم ضحكة برتقانى
العروسة الذهبية جاية وف شفايفها وردة
شمس بكرة جاية جاية بكرة أجمل م النهارده
وتستمر بيننا رحلة الحياة، وأغانيك فى مقدمة ونهاية تترات المسلسلات تنطبع فى قلوبنا وعيوننا وعقولنا يا صديقى ونردد معاك فى مسلسل الأصدقاء:
أصدقاء والود موصول فوق ظروفنا.. مهما نبعد مهما طفنا مهما شفنا
فى ساعات شِدّتنا وقلقنا وخوفنا.. تستعيدنى واستردك.. يا صديقى مد إيدك
من ١٩٦٩ وحتى اليوم خمسون عامًا يا صاحبى وأبويا وخالى وعمى نطوف معًا بالحلم والأمل والحزن والفرح. تبعدنا الأيام والليالى وتقربنا لكن نفس الفكر والتاريخ والوجدان يجمعنا، وهانفضل يا صاحبى لآخر نبض فى قلوبنا، ولآخر نفس فى صدورنا عاشقين للبحر والأرض والنيل يا أيها الإنسان النبيل.