رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اتحاد العمال يدفن رجله المتوفى لـ هنرى لوسون.. شكر الله سعيكم

جريدة الدستور

الكل فى انتظار الجثمان المستخرج من نهر " نهر الدارلنج".. بعد غرقه أمس. والمتوفى شاب لم يتم الخامسة والعشرين.. نزل إلى النهر ليسقى الخيل فانزلق.. لا أحد يعرف اسمه فذلك لا يهم.. مادام المتوفى تابعا للاتحاد.

كان المشيعون من مذاهب مختلفة عن المذهب الكاثوليكى.. الذى كان يعتنقه الفريق.. إلا أن اشتراكهم فى اتحاد العمال أنساهم مذاهبهم.

انضم إلى المعزين الراعى وصاحب الحانة وآخرون. وصل الجثمان وتحرك المشيعون فى شكل ثنائيات.. وثلاثيات.. وكانت الحركة غاية فى الصعوبة.. نظرا لشدة الحر بسبب تعامد الشمس على المشيعين.
فى الطريق ظهرت علامات تدعو للتوقف.. أولاها: ثلاثة من جزازى الغنم كان أحدهم مسطولا.. أما الأخران فقد أمالا قبعاتهما للمتوفى.. الذى لايعرفانه.. وركل أحدهما ذاك المخمور ثم وضع قبعته على وجهه.

والثانية: هى أن أهل القرية كانوا يغلقون الحانات أثناء مرور الجنازة. أما الثالثة: فهى أن الراعى أخذ يردد أشعار "بيرون".

اقترب أحد الشخوص ليسأل عن المتوفى.. فأجابه أحد المشيعين بأنه شاب غرق فى النهر وهو يسقى الخيل..
فأوما الراعى برأسه ثم ضحك.. لأنه رأى المتوفى بالأمس وهو فى طريقة إلى النهر يقول: إن هذا اليوم هو أفضل يوم فى حياتى.. تنهد الراعى وقال: لم يكن يعلم أن هذا اليوم هو آخر يوم فى حياته.
وقفت العربة التى تقل النعش أمام المقابر الخاصة بالاتحاد.. وقام أربعة من الرجال بسحب التابوت.. ثم أتى القس وقام برش الماء عليه.. فانتفض بعض الوثنيين وانصرفوا.. كما أن الماء أوضح رثاثة القماشة المغطى بها التابوت.. وللعلم كانت تابعة للاتحاد.

ويبدو أن القبر كان أضيق من حجم التابوت.. فقام بعض المشيعين بتوسعة المدخل. بينما قام صاحب الحانة بحمل قبعة القس.. وتم الدفن فى وقت الظهيرة.

قال أحد الأشخاص أن المتوفى اسمه "جيم " لكن لاتوجد له صورة أو أوراق فى الاتحاد.
وقال آخر اسمه "الفتى المسكين" الذى غرق فى النهر. فقال الراعى بل اسمه "جيمس تايسون ". ورغم أن الصحف الاستراليه نعته بهذا الاسم.. إلا أن هذا الاسم لا يخصه.
وأمام البحث عن معلومات وافية لأم تبحث عن فقيدها محى الاسم من الذاكرة.

قصة عن رواية اتحاد العمال يدفن رجله المتوفى للكاتب هنرى لوسون.