رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحيا مصر


شرفت بالعمل مراسلًا عسكريًا بعض الوقت، لذا كنت وما زلت حريصًا على عدم كتابة أى حرف عن جيشنا العظيم إلا بعد التأكد من الحدث، لذا التزمت الصمت طويلًا بعد أن وقعت عيناى على خبر «شؤم» بصفحة أحد الأصدقاء عن وقوع هجوم إرهابى، استهدف كمين تفاحة فى بئر العبد.
بعد ساعات قليلة، أصدرت قواتنا المسلحة بيانًا يكشف عن قتل عشرات الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم وعرباتهم، ونتيجة الأعمال القتالية الباسلة لقواتنا بمناطق العمليات، فإنه فى المقابل تم استشهاد وإصابة ضابط و٩ جنود أثناء الاشتباك وتنفيذ أعمال التفتيش بالكمائن على الطرق ومداهمة البؤر الإرهابية.
تزامن هذا الحادث الآثم ضد أبطالنا مع ما يروجه إعلام «الإرهابية» مؤخرًا من أكاذيب وادعاءات بعيدة كل البعد عن أرض الواقع، والذى فاق فى سفالته وتطاوله على الدولة ورموزها كل وأى حد، بل وكشف إلى أى درجة من التدنى والحقارة وصلت أخلاقهم وتدينهم المزيف.. الأمر الذى يجعلنى أطرح السؤال التالى: أى دين هذا الذى به يتشدقون ليل نهار؟.. هل هو دين حسن البنا الذى أمركم به فى وصاياه الشيطانية لقتل جنود وضباط الجيش الذى يحميكم والوطن الذى تعيشون فيه؟.. إذا كان الأمر كذلك- وأظنه بحسب مؤامراتكم الدنيئة كذلك- فبئس لكم ولكل من يتعاطف أو يتعامل معكم بشكل أو بآخر.
تطاول «إعلام الإرهابية» على مصر ورموزها ومؤسساتها بهذا الشكل، يحتاج منا جميعًا إلى وقفة حاسمة وحازمة لردع كل من تسول له نفسه أن يرتكب هذه الجريمة، سواء أكان ذلك خارج مصر أو داخلها، وهذا جانب مهم جدًا مسئوليته تقع على عاتق الأجهزة المعنية، أما الجانب الأهم، فهو مجرد اقتراح بأن يبدأ الإعلام المرئى «الرسمى والخاص» فى إذاعة خطابات كل من خالد الذكر جمال عبدالناصر، وبطل الحرب والسلام أنور السادات، وذلك لكشف إجرام وعمالة وخيانة تنظيم الإرهابية منذ نشأته وحتى الآن، ليعرف الشعب مع من يعيش ومع من يتعامل، وكيف يأخذ حذره من عدو يأكل أكله ويشرب مياهه ويحتمى بجيشه وشرطته ثم ينكر كل ذلك ويجحده. وحتى تتضح الأمور أكثر، وبحكم عملى الصحفى، وعلاقتى بالكاتب والمحامى الكبير الأستاذ ثروت الخرباوى، فقد حرصت- كل الحرص- على متابعة وقراءة مقالاته وكتبه وسماع أحاديثه الإذاعية ومشاهدة حواراتة التليفزيونية عن إجرام وخيانة وعمالة أعداء مصر والأمة «عبيد حسن البنا وسيد قطب ومن على شاكلتهما». ولأننى أيضا- كرئيس لقسم الرأى- كنت على تواصل مستمر مع عدد لا بأس به من قيادات «الإرهابية» ممن وظفهم مكتب الإرشاد للدفاع عنه ضد صاحب أى رأى دينى أو سياسى مخالف لتوصيات ورسائل «البنا»، مثل: عصام العريان وجمال حشمت وعبدالرحمن البر «مفتى الإرهابية» ومحمد مرسى ومحمد البلتاجى. فقد اطلعت عن قرب على أفكارهم وميولهم العدائية تجاه كل ما هو وطنى فى هذا البلد الذى ابتلى بهم وبأمثالهم.
لهذه الأسباب وغيرها الكثير، كنت وما زلت أحذر من غدر وكيد وخيانة وعمالة عناصر هذه الجماعة وأجنحتها، فهم- كما يؤكد لنا تاريخهم الأسود، واستنادًا إلى جرائمهم الأشد سوادًا بحق الوطن- لا ينتمون إلينا من قريب أو بعيد.