رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر السيسى.. وأمريكا ترامب


اللقاءات الثنائية بين قادة ورؤساء الدول والحكومات، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو غيرها من الفعاليات الدولية، تكون فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين تلك الدول فى مختلف المجالات، إضافةً إلى تبادل الرؤى والتقديرات حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية المتلاحقة ذات الاهتمام المشترك.
غير القمة الثلاثية التى عقدها مع عبدالله الثانى بن الحسين ملك الأردن والرئيس العراقى برهم صالح، ازدحمت أجندة الرئيس عبدالفتاح السيسى، كالعادة، باللقاءات مع عدد من زعماء ورؤساء الدول والحكومات، خلال مشاركته فى اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الرئيس السيراليونى جوليوس مادا بيو، رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، و... و... يوم الإثنين، التقى بنظيره الأمريكى، دونالد ترامب، للبناء على ما تم تحقيقه فى إطار تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين ولمناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن و.. و... إلخ.
للشراكة المصرية الأمريكية، فى ظل الإدارة الحالية، دور مهم فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وطبيعى أن تحرص مصر على تعزيز وتدعيم علاقات الشراكة المتميزة بين البلدين، وأن تتطلع إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة. وفى المقابل، وبعد ترحيبه المعتاد بالرئيس، وتأكيده مجددًا على تقديره لشخصه، شدّد ترامب على حرص إدارته على تفعيل أطر التعاون الثنائى المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجى القائم وتطويره خلال المرحلة المقبلة، فى ضوء الدور المصرى المحورى بمنطقة الشرق الأوسط، وباعتبارها دعامة رئيسية لصون السلم والأمن لجميع شعوب المنطقة.
الرئيسان تناولا أبرز الملفات الإقليمية، ومن الوضع فى ليبيا وسوريا واليمن، انتقل النقاش إلى التطورات الجارية فى السودان، فأكد الرئيس حرص مصر على استقراره ودعم خيارات شعبه، وكذا أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمساعدة السودان على استعادة الاستقرار. وبشأن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، جدّد الرئيس التأكيد على موقف مصر الثابت، وعلى أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.
ملف مكافحة الإرهاب، كان أبرز الملفات التى تناولها اللقاء، إذ أشاد الرئيس الأمريكى بالجهود المصرية الناجحة فى التصدى بحزم لخطر الإرهاب، وأعرب عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية فى هذا الصدد. كما شهد اللقاء إشادة أخرى مستحقة من نظيره الأمريكى عن الإنجازات التى تحققت خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، خاصة فى الملفات التنموية والاقتصادية، التى تضمنت تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. أما الإشادة الأهم، فكانت بالتقدم الذى أحرزته مصر فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، وبمجمل الخطوات الناجحة التى تم اتخاذها لجذب المزيد من الاستثمارات، وكذا تأكيده على رغبة بلاده فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.
قبل وبعد هذا اللقاء، أو هذه القمة، كانت هناك ترجمة عملية للسطر الأخير، أو لإشادة ترامب الأخيرة. وعلى ضوء الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، وفى ظل مناخها الاستثمارى الجاذب، وانطلاقًا من عملية التنمية الشاملة والمشروعات الكبرى، وتأسيسًا على ما تنعم به مصر، حاليًا، من أمن وهدوء واستقرار، أقامت غرفة التجارة الأمريكية مأدبة عشاء على شرف الرئيس، مساء الأحد. ومساء الإثنين، كان هناك عشاء عمل آخر نظمه «مجلس الأعمال للتفاهم الدولى»، الذى يضم فى عضويته مديرى كبرى الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية فى الولايات المتحدة.
فى الاجتماعين، أو العشاءين، أشاد رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية بالطفرة التى حدثت فى مصر على الصعيد التنموى، وبالتغلب خلال السنوات القليلة الماضية على عدد كبير من التحديات التى كانت تواجه الاقتصاد المصرى، وثمنوا الدور الذى قام به الرئيس لتعزيز الاستقرار والتنمية، مؤكدين أن استقرار مصر نقطة ارتكاز لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها. كما أشادوا بالإجراءات التى تم اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، وبالمشروعات التنموية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدين حرصهم على مواصلة العمل على تعزيز الاستثمارات الأمريكية فى مصر فى مختلف المجالات... وأخيرًا، نعتقد أن ما سبق أكثر أهمية من رد الرئيس ترامب، خلال المؤتمر الصحفى الذى جمعه بالرئيس، على سؤال بشأن المظاهرات، مع تسليمنا بأن الرد أثار إعجاب المصريين، كل المصريين باستثناء فئة ضالة، وحرق قلوب كارهيهم: «الجميع لديهم تظاهرات واحتجاجات. وكان لدينا أيضًا فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما. أما مصر، فلديها قائد عظيم محترم، وقبل أن يأتى للسلطة كانت هناك فوضى».