رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حريملاء" لأسماء عواد.. رواية تحكي وجع المرأة العربية

جريدة الدستور

مخطوطة سمية هى محور القصة والحكاية وهى العمود الفقرى لرواية الأديبة أسماء عواد والتى تحمل اسم "حريملاء" تلك المخطوطة التى دونتها سمية فى 1990 والتى ذكرت الراوية أنها قاربت الاربعين عاما، رغم أن هذا التاريخ لم يصل إلى الثلاثين ربيعا، ربما أرادت الكاتبة من وراء ذلك القفز على عتبات الزمن، مثلما قفزت على عتبات المكان داخل الرواية، وراحت بنا إلى عوالم مختلفة، بشخوص مختلفه، من أقطار مختلفة.

كما قصدت الكاتبة أن تصنع تداخلا زمنيا يمزج الماضى بالحاضر.

تبدأ الأحداث بالتنوية عن تلك الأوراق التى دونت فيها سمية مذكراتها كتابة مع بعض الرسوم. ثم تنتقل بنا الكاتبة إلى سمية المحتجزة فى احدى المستشفيات المهددة بالقصف فى إحدى المدن العربية ولم تنوه عن تلك المدينة وكأن كل المدن العربية مهددة بالقصف، برشاقة تبدأ الشخصيات فى الظهور وكأن غرفة المستشفى خشبة مسرح يظهر عليها الممثلون تباعا. ما عدا الممرضة الفلبينية ريتا، كلهن نسوة عربيات، عنود ونجوى ومها وهتون.

تنزل الكاتبة الستار عليهن ثم تأخذت إلى قرية رغبة فى منطقة تدعى حريملاء تقع فى الصحارى الحجازية، التى ارتحلت اليها مع والدتها ووالدها المدرس الذى انتقل لهذه المنطقة الجرداء ليعلم أبنائها.

استطاعت اسماء أن تطوف بنا فى عالم البادية وطقوسها وعادات أهلها ومعتقداتهم فى تلك القرية البعيدة التى نسيها الزمان ولم يأخذها فى ركابه. لذا لم تتزحزح روح القبيلة فيها خطوة واحدة.

أرادت أسماء عواد من خلال روايتها النسوية أن تقول أشياء كثيرة من خلال بطلات الرواية، فلكل واحدة منهن حكاية تحمل فى سطورها وجعها المستتر، الذى يغلى فى آتون قلبها دون أن تنطق به.

من مميزات هذه الرواية أنها مختلفة فى نوعية الكتابة حيث أنها اعطت مساحة حيث جعلتنا بين مخدودة ثابتة لسمية وهوامش لأسرتها بعد أن عثرت عليها، وأن كان البعض قد لا يتقبل هذا التداخل ويعتبره مشوشا وله الحق فى ذلك، ولكنى أراه اعمالا لعقل القارئ الذى يجب أن يجتهد قليلا مع النص، حتى يكن يقظا ومشاركا فى الأحداث. كما اعجبتنى اللهجات الخليجية التى استخدمتها الكاتبة فى الحوار لتدخل القارئ الى عوالم الحكاية. وكان من الأسهل للمؤلفة أن تكتب الحوار بالفصحى تجنبا لعدم اتقان اللهجات الخليجية.