رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس فى الأمم المتحدة



إلى نيويورك، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ ساعات، للمشاركة فى اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى اعتاد الرئيس أن يستخدم منبرها أو منصتها لطرح رؤية مصر ومواقفها تجاه مجمل الأوضاع المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية.
تلك هى المرة السادسة التى يشارك فيها الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية، منذ توليه رئاسة البلاد. وعليه، يكون هو أول رئيس مصرى يشارك فى ست دورات متتالية. وكان أهم، ما طرحه خلال مشاركاته الخمس الماضية، هو رؤية مصر أو تصورها لمكافحة الإرهاب، ومطالبته بمعاقبة الدول الداعمة له. ومع أننا نعرف، مثل غيرنا، أن المنظمة الدولية وهيئاتها وأجهزتها عاجزة عن القيام بذلك، ومع أن عشرات، بل مئات، الوقائع أكدت أن ما يوصف بالمجتمع الدولى لا يعترف إلا بمعادلات القوة، لكن، يكفينا شرف المحاولة.
أوضحنا، مرارًا، أن منظومة العلاقات الدولية كانت وستظل قائمة على معادلات وضعتها مجموعة أو «عصابة» وحققتها خارج القانون وضده، وتمكنت عبرها من اختطاف مؤسسات صنع القرار الدولى، وحوّلتها إلى شركات خاصة لا تخدم غير مصالحها، ولا تصدر إلا القرارات التى ترتضيها، ومع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل أهمية ما حققته مصر فى الزيارات الخمس السابقة، وما سيتحقق فى الزيارة السادسة.
حققنا بالفعل الكثير، سواء من خلال عشرات اللقاءات التى أجراها الرئيس مع قادة وزعماء ومسئولى دول العالم، أو عبر كلمات «بيانات» مصر، أمام جلسة الجمعية العامة، وفى المؤتمرات والقمم التى انعقدت خلال أو على هامش انعقاد الجمعية العامة. إذ كان واضحًا، بدءًا من الكلمة الأولى التى ألقاها فى ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤، أن الرئيس يخاطب شعوب العالم، ويشرح لها حقيقة ما حدث ويحدث فى مصر من تطورات.
لا نبالغ أو نجامل، لو قلنا إن الرئيس نجح، إلى حد كبير، فى أن ينقل إلى الرأى العام الدولى صورة حقيقية لمصر، تختلف كليًا عن تلك الصورة المشوهة التى نقلتها «وتنقلها» له وسائل إعلام أجنبية، ثبت بشكل يقينى أنها تحت مستوى الشبهات، كما نقل بالنيابة عن الإعلام المصرى، الخاص والرسمى، العاجز أو الضائع، ما قطعته مصر من خطوات على طريق بناء دولة مدنية حديثة، كما تواصل أيضًا مع وسائل إعلام دولية كبرى، خاطب من خلالها شرائح مختلفة من شعوب العالم، لم تكن تعرف شيئًا عن القضايا الداخلية والخارجية لمصر، غير ما يصلها من أطراف معادية.
كلمة الرئيس أمام الجلسة العامة للأمم المتحدة، فى هذه الدورة، ستركز مجددًا على السلم والأمن الدوليين، وعلى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ولن تخلو من تصورات اقتصادية، واجتماعية، وتنموية، تأسيسًا على التجربة المصرية فى تلك المجالات، وما تحقق من إنجازات على المستوى الوطنى. وطبيعى أن تتناول الكلمة قضايا القارة الإفريقية، فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وقيادة الرئيس للعمل الإفريقى المشترك.
أجندة الرئيس فى نيويورك مزدحمة باللقاءات مع عدد من زعماء ورؤساء الدول والحكومات، وهى اللقاءات التى تكون فرصة للتباحث وتبادل وجهات النظر بشأن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتلك الدول فى مختلف المجالات، إضافةً إلى تبادل الرؤى والتقديرات حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية المتلاحقة ذات الاهتمام المشترك، كما يشارك الرئيس قادة العالم، أيضًا، فى عدد من المؤتمرات رفيعة المستوى، التى تنعقد خلال الدورة الرابعة والسبعين، لمناقشة عدد من القضايا والتحديات الراهنة التى تواجه المجتمع الدولى، وفيها سيطرح الرئيس الموقف المصرى بشأن هذه التحديات وتلك القضايا.
على صعيد العلاقات المصرية- الأمريكية، كانت هناك، حسب علمنا، ترتيبات لعقد قمة مصرية- أمريكية بين الرئيس ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، للبناء على ما تم تحقيقه فى إطار تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين، وكذلك مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن و.. و... إلخ. وطبقًا لما ذكرته وكالة «بلومبرج»، فإن القمة ستنعقد غدًا، الإثنين، أى قبل يوم من إلقاء «ترامب» كلمته أمام الجمعية العامة التى من المتوقع أن يتناول فيها ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث مقلقة، أبرزها الهجوم على منشأتى شركة «أرامكو» السعودية.
وتبقى الإشارة إلى أن زيارة الرئيس إلى مدينة نيويورك، ستشهد أيضًا عددًا من اللقاءات المهمة مع عدد من الشخصيات الأمريكية ذات الثقل، ومع قيادات كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية والاستثمارية، التى تسعى إلى زيادة حجم أنشطتها وأعمالها فى مصر، على ضوء الفرص الاستثمارية المتاحة، وفى ظل المناخ الاستثمارى الجاذب، وانطلاقًا من عملية التنمية الشاملة والمشروعات الكبرى، وتأسيسًا على ما تنعم به مصر، حاليًا، من أمن وهدوء واستقرار.