رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ألعب يلا ولأ لأ" في الصدارة.. "الدستور" تتبع إنتاج المهرجانات الشعبية في مصر

جريدة الدستور

أصوات صاخبة أقرب منها للنشاز من أن تكون موسيقى ناعمة، ضجيج يؤرق الأذن الموسيقية، وكلمات تفتقد الحسّ الفني، جمل غير مُتسقة، كونت لونًا غنائيًا غير مُعترف به، يُطلق عليه "المهرجان الشعبي"، والعامل الأساسي فيه اللحن الراقص والإيقاعي.

يغني تلك المهرجانات أشخاصًا أقحموا أنفسهم في الوسط الغنائي؛ بحجة الإبداع وتقبل ألوان الفنون المختلفة، حتى حققوا منالهم وتربعوا على عرش المسلسلات والأفلام وأيضًا الإعلانات، ولاقوا نجاحًا وقبولًا لدى الجمهور.. فكيف وصل هؤلاء لذلك؟

القانون رقم 35 لسنة 1978، ينظم الرقابة على الممارسات الفنية لا سيما المسموعة منها، ينص على حظر تأليف كلمات أغانٍ، أو مقطوعات موسيقية، أو العزف، أو الغناء، وعدم نشر تلك الأغاني والمقاطع، أو نسخها، أو التعاقد مع فنان آخر للعمل عليها، أو حتى أدائها بشكل مباشر أو إذاعتها في مكان عام بدون التعامل مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أولًا، ونقابة الموسيقيين ثانيًا، وإلا توقع عقوبة الحبس لمدة 3 أشهر.

"الدستور" تتبعت كيف تُذاع أغاني "المهرجانات" دون الخضوع إلى الرقابة، وفي حال خضوعها بالفعل من أين يحصلون على موافقة الظهور في الإعلانات والغناء في الأفلام ما دام هذا يخالف الدستور والقانون؟، من خلال مواجهات مع أشهر فرق المهرجانات ومع المهن الموسيقية.

إسلام سليمان، القائم بأعمال فرقة المدفعجية، يقول إن شندي، وكانكا، هما المسئولان عن كلمات المهرجانات التي نغنيها: "ممكن نساعدهم برأينا وبوجهة نظرنا، بس هما اللي بيكتبوا، وبيحافظوا على الألفاظ كي تتناسب مع المستوى العام".

وعن توزيع الأغاني والإنتاج، يقول "سليمان"، نحن ليس في حاجة لشركة تسويق أو عمل إعلانات لشغلنا، بمجرد الانتهاء من الأغنية، يتم رفعها على قناة اليوتيوب والسوشيال ميديا، ومحبيهم هم من يقومون بمشاركتها وتسويقها على جميع القنوات والحسابات.


واختتم "سليمان" بأن آخر أعمالهم كانت إعلان لإحدى شركات المحمول، وأغنيتهم الشهيرة "الأسود راجعة"، في فيلم ولاد رزق، لافتًا إلى أنهم وصلوا لهذه المكانة فكيف لا تخضع كلاماتهم للرقابة والمصنفات الفنية، فضلًا عن أن ليس لديهم أي مشكلات تعيقهم في إقامة الحفلات الغنائية، كما أنهم يحصلون على تصاريح تلك الحفلات.

وينص القانون رقم 430 لسنة 1995، في حال ممارسة عمل فني سمعي، بدون الحصول على تصريح من وزارة الثقافة متمثلة في إدارة الرقابة على المصنفات الفنية، توقع عقوبة الحبس لمدة عامين.

أما رجل المهرجانات الأول الفنان "أورتيجا"، فيوضح لـ"الدستور" أنهم فرقة فيها ثلاثة أو أربعة أفراد، منهم المسئول عن التلحين، وآخر عن كتابة الأغنية وتأليفها في شكلها الأخير، مضيفًا: "نحن من يكتب كلمات الأغنية بمجهوداتنا الشخصية، أي ليس هناك أحد يكتب أو يلحن لنا، ودائمًا ما نراعي أن كل الأعمار تسمع أغنياتنا وأولهم الأطفال، لذا نراعي هذا جيدًا ونأخذه في الاعتبار".

يضيف: "نحن تجاوزنا مرحلة حظر الأغاني أو فكرة إيقافها بسبب الكلمات أو عدم اتفاقها مع المستوى العام من وجهة نظر الرقابة، خلاص عملنا اسم لنفسنا، ولنا جمهورنا بيسمعنا وفي ضهرنا، ودا بيساعدنا إن مفيش أغنية لنا سيتم حظرها أو إيقافها، والأغاني تُعرض على الرقابة والمصنفات الفنية ولا يتم حجبها أو الاعتراض عليها".

"هل تخضع كلمات المهرجانات الشعبية للرقابة الفنية أم لا؟"، وضعت "الدستور" هذا التساؤل أمام نقابة المهن الموسيقية؛ للرد على كيفية إذاعة أغاني المهرجانات فى المنصات العامة والأفلام والمسلسلات والإعلانات.

يقول طارق مرتضى، المستشار الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية: "ليس هناك مصطلح اسمه أغاني المهرجانات في قاموس الموسيقى والفن، هناك الأغنية الشعبية، العاطفية، والدينية، ولكن ليس هناك مسمى المهرجان، فهذا النوع يعتبر إسفافًا، والنقابة يوميًا تمنع وابل من هذا الإسفاف من الإذاعة والنشر".



"كل من هو عضو بنقابة المهن الموسيقية له الحق في الغناء والطرب وإقامة الحفلات الموسيقية، بيد أن يلتزم باللوائح والقوانين التي تنظم العمل الفني؛ وذلك لعدم التعرض من سحب العضوية، أما الأشخاص الذين يغنون ويطلقون أغانيهم التي تُسمى بالمهرجانات في الحفلات، فهم ينتحلون صفة المطرب، ويخضعون تحت طائلة القانون الجنائي لانتحال الصفة أو المهنة، وفيما يخص السوشيال ميديا فهو ليس من اختصاصات المهن الموسيقية"، بحسب مرتضى.

واختتم المستشار الإعلامي للمهن الموسيقية، أنه يكمن الدور الرقابي للنقابة تجاه الأشخاص التي تغني المهرجانات وتقيم الحفلات، هو تقديم بلاغ للمصنفات الفنية بشأن شخصٍ ما ينتحل صفة المطرب ويقيم حفلات غنائية، وعليه تبدأ المصنفات في إقامة دعاوى قضائية ضده.



بحسب قرار رئيس مجلس الوزراء المصري رقم 162 / 1993، تخضع المصنفات الفنية السمعية أو البصرية لقانون الرقابة على المصنفات الفنية، وذلك للمصنفات المبثة أو المسجلة على أشرطة أو أسطوانات أو أي تقنية أخرى، بعد أن يتم منحها ترخيصًا من الإدراة العامة للرقابة على المصنفات الفنية.


أصدر محرك البحث Google تقريره السنوى "البحث هذا العام"، الذي تناول أهم عمليات البحث وأهم المواضيع التي بحث عنها المصريون خلال عام 2018، وجاء في المرتبة الأولى مهرجان "لأ لأ"، الذي احتفظ بالصدارة طوال عام 2018، وجاء في المركز الثاني مهرجان "أنا جدع"، ويستمر البحث عن مهرجان "ألعب يلا"، الذي ظل في قائمة الأعمال التي تم البحث عنها عام 2018.