قدرى الحجار يكتب: لا عزاء لنجومنا الراحلين

الشاشة الصغيرة لها سحر خاص وجمهور كبير وهناك نجوم أثرو هذه الشاشة بالعديد من الأعمال الضخمة مثل يوسف وهبي ورشدي أباظة وفاتن الحمامة وشادية ومريم فخر الدين ونورالشريف ومحمود عبدالعزيز وصلاح ذو الفقار وإسماعيل ياسين وكمال الشناوى وشكرى سرحان وهند رستم وفؤاد المهندس وفريد شوقي، وغيرهم من النجوم العظام الذين شكلوا وجدان الوطن العربي وأفنوا عمرهم فى خدمة الفن، معتبرين أن الفن رسالة عظيمة وكانت الجملة الوحيدة التى كانت تتردد على لسان هؤلاء النجوم "أن كل ما سيتبقى منى هى تلك الأعمال بعد موتى"، وبالفعل قدموا رسالتهم على أكمل وجه، ولهم أعمال ستظل فى وجدان الوطن العربي، وبعد وفاة كل فنان نتفاجأ بان أعماله قد دفنت معه؛ بل والأدهى من ذلك أن سيرته وذكراه فى التليفزيون المصرى بلده قد انتهى أيضًا. 

وأصبحت الساحة الفنية خاليه تمامًا لأشباه الأعمال الفنية التى يستهلكها التليفزيون ليل نهار، والتى تحتوى على مجموعة من الألفاظ البذئية التى تخدش حياء المشاهدين، والأكثر من ذلك آت أجيال جديدة من الشباب أصبحت لا تضحك إلا على الإفيهات البذيئة، وقد أصبحت  الإفيهات الجنسية هي الشئ الوحيد الذي يضحك الجمهور.. وفى ظل هذا الجو العام من الكساد الفكرى.

وأن كنت ترغب فى مشاهدة الأعمال ذات القيمة وأن تسمع عن ذكرى هؤلاء النجوم، فعليك أن تبحث عن القنوات الخاصة والعربية؛ لأن التليفزيون المصرى رفع شعار "خد الشر وراح" أو "خرج ولم يعد"، فقد وصلنا إلى مرحلة أن تمر الذكرى السنوية لهؤلاء الراحلين العظام ولا يجدون من يتذكرهم من المسئولين عن التليفزيون المصرى بكل قنواته أو يقرأ لهم الفاتحة.

لا أدعى أن التليفزيون المصرى كان يقدر هؤلاء النجوم فى حياتهم ولكن على الأقل أن يتذكرهم بعد وفاتهم، كما قامت منذ الأيام قناة "DMC" بعمل تنويهات لذكرى ميلاد ووفاة الأستاذ فؤاد المهندس.

منذ عدة عقود كنّا نتعرف على موعد ذكرى الفنان من عرض مجموعة من أعماله، ولكن هذه الأيام يتجاهل التليفزيون الذكرى السنوية لهؤلاء النجوم، وأصبح المشاهد فريسة الأعمال التى تهتم بأبناء الليل والعشوائيات بعيدًا عن الأعمال الجادة التى كانت تناقش قضايا المجتمع وكنا نجد أنفسنا فيها، فقد كانت تعرض قضايا وهموم غالبية الشعب المصرى، فالشعب المصرى ليس كله راقصين وراقصات وبلطجية وتجار مخدرات وبائعات هوى والتى بها العديد من الألفاظ والمشاهد التى تخدش حياء الأسرة من الأعمال التى نشاهدها اليوم على شاشات تليفزيون الدولة. 

أرجو فقط وليس أمامنا إلا الرجاء أن يتذكر التليفزيون المصرى هؤلاء العظام على الأقل فى ذكراهم؛ إلا إذا كانت مكتبة التليفزيون بلا أعمال وهنا تكون الكارثة!!