رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"خطة البقاء".. لماذا دعا نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة مع جانتس؟

جريدة الدستور

تراجع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرئيلي وحزب "الليكود"، عن تمسكه بتشكيل حكومة يمينية واحدة بقيادته، وأعلن أنه مستعد للعمل على حكومة وحدة مع بيني جانتس رئيس تحالف "أزرق أبيض".

وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي، بعد عملية فرز 99% من الأصوات، حصول حزب "أزرق أبيض" برئاسة جانتس على 33 مقعدًا، مقابل 31 مقعدا لحزب "الليكود" بقيادة نتنياهو.

ووجه نتنياهو، اليوم الخميس، الدعو لجانتس من أجل عقد اجتماع، يتبعه سلسلة أخرى من الاجتماعات، بهدف تشكيل حكومة وحدة، قائلا: "دعنا نشكل حكومة وحدة واسعة، الإسرائيليون ينتظرون منا أن نظهر مسؤوليتنا، وأن نجتمع في أي وقت دون شروط مسبقة، لكي نحمي إسرائيل"، حسبما نشر موقع "واللا" الإسرائيلي.

ويعد تراجع نتنياهو أمر مفاجئ، خاصةً أنه استمر حتى وقت متأخر من مساء الأربعاء يصر على رؤيته: "حكومة واحد بقيادتي، أو حكومة يسار خطيرة يشارك فيها العرب"، كما أنه بعد هذه التصريحات، أكد يسرائيل كاتس وزير خارجية تل أبيب أنه لا توجد أن مفاوضات مع حزب "أزرق أبيض"، من أجل تشكيل حكومة، خاصةً أنهم يرفضون بنيامين.

سيناريوهات نتنياهو

ويحاول نتنياهو، خلال دعوته، التي وجهها عند مصافحته لجانتس خلال مراسم إحياء ذكرى شمعون بيريز، أن يظهر بأنه الشخص الذي يخاف على انهيار كيان الاحتلال الإسرائيلي من الانهيار، وأنه يرفض التوجه لانتخابات ثالثة، لتحصين نفسه من الانتقادات في حال أُجريت، وإظهار غريمه "جانتس" بأنه الشخص الرافض لهذا الهدف في حال رفض رسميا تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو.

وألمح نتنياهو أنه قد يقبل تناوب رئاسة الحكومة مع جانتس حال التوجه لحكومة وحدة، بينما يسعى إلى الحفاظ على وجوده في دائرة القرار، والحصول على توصية رئيس الاحتلال رؤوفين ريفلين، بأن يكون هو رئيس أول للوزراء، وأن يبقى جانتس رئيسا ثانيا، نظرًا لأن بنيامين سيستغل الملفات الهامة لتل أبيب، والتي كان يديرها مثل التهديدات الأمنية على الحدود الشمالية مع إيران وحزب الله، والجنوبية مع قطاع غزة المحاصر، وكذلك تأكيد سعيه إلى عدم الذهاب لانتخابات جديدة، بالإضافة إلى أنه يدير مفاوضات "صفقة القرن"، التي من المقرر طرحها عقب الانتخابات.

وقد يلجأ نتنياهو إلى خطوة أخرى، بأن يكون جانتس هو رئيسًا أول للوزرء، ويبقى هو رئيسا ثانيا، بجانب أن توليه بوزارة هامة له، والتي قد تكون وزارة الجيش، ليبقى هو المتحكم في قرارات إندلاع التصعيدات العسكرية أو الدخول في حرب على اي من الجبهات المتوترة، أو ربما يلجأ إلى وزارة الخارجية، ليكون المتحكم في العلاقات الخارجية لتل أبيب، بجانب إعادة كسبه لدعم القوى الدولية، خاصة اللوبي الصهيوني، لاسيما أنه الجهة التي ضغطت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم دعم أي من المرشحين، تحديدًا بنيامين، في الانتخابات الحالية، ومن أجل تقوية موقفه في أي انتخابات مقبلة.

وكذلك، يسعى نتنياهو إلى تحصن نفسه ضد احتمالات سجنه، في ظل قصايا الفساد الموجودة ضده، وملاحقته، وقرب تقديم لائحة اتهام ضده، فهو يفضل أن يخوض هذه الازمة وهو رئيسا للوزراء أو حتى وزير مهم، كي لا يتم إداعه السجن.

موقف أزرق أبيض
في بداية الأمر، رد مسؤولون في حزب "أزرق أبيض"، أمس الخميس، على دعوة نتنياهو، بالرفض، قائلين إن بنيامين يحاول إثارة ضجة إعلامية، وإنهم سينتظرون حتى ظهور النتائج النهائية للانتخابات، والتي تظهر – حتى الآن – فوز الحزب، مشيرين إلى أن رئيس "الليكود" يجب أن يعترف بهزيمته، حسبما نشر موقع "ريشت كان" الإسرائيلي.

وبعد ساعات قليلة، أعلن جانتس أنه لا يرفض إقامة حكومة وحدة إسرائيلية واسعة، لكن برئاسته هو فقط، وهو ما يعد رفضا لدعوة نتنياهو بأن يكونا الاثنين شريكين في الأمر.

وأكد موشيه يعالون عضو "أزرق أبيض"، أن نتنياهو فشل في الانتخابات، ويريد أن يحصن نفسه، من أجل ممارسة انتهاكاته وفساده من على كرسي رئاسة الوزراء، مشيرًا إلى أن جانتس ينتظر تفويض ريفيلن من أجل تشكيل الحكومة بعد الإعلان عن النتائج النهائية في الانتخابات، وأن الحزب يستطيع أن يشكل حكومة وحدة وطنية برئاسته فقط.

من جانبه، قال يائير لابيد عضو الكنسيت، إن نتنياهو يحاول جر إسرائيل لانتخابات ثالثة، لأنه غير مستعد لقبول هزيمته الحالية.

وأعلن نتنياهو عن خيبة أمله من رفض جانتس لعقد اجتماع على الأقل، قائلا: "لقد فوجئت، ولدي خيبة أمل الآن لأن جانتس لا يزال يرفض الاستجابة لدعوتي من أجل اللقاء".

زيارة جرينبلات
ووصل جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط، اليوم الخميس، إلى الاحتلال الإسرائيلي، حسبما أذاعت القناة 13 في تلفزيون الاحتلال.

وأوضح تلفزيون الاحتلال أنه من المقرر أن يعقد جرينبلات لقاءات منفصلة بكل من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وبيني جانتس رئيس حزب "أزرق أبيض"، والتي قد تعد محاولة من واشنطن لمنع انتخابات ثالثة،و محاولة الوصول لاتفاق بين أزرق أبيض والليكود.