رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دكتوراه فني.. هل يمكن لطلاب التعليم الفني الحصول على الماجستير؟

جريدة الدستور

ظل التعليم الفني عدة سنوات مهمشًا، يلجأ إليه من لم يلحق بركب التعليم العالي أو فوق المتوسط، واعتبره كثيرون ملجأ الطلاب الذين ساقهم مجموعهم الضئيل، حتى ينالوا آخر فرصة في الحصول على ورقة تثبت تعرضهم للتعليم.

لكن ربما بدأ الأمر في طريقه للتغير، بعد عدة قرارات اتخذتها الدولة من أجل إصلاح حال التعليم الفني، كان من بينها زيادة عدد الجامعات التكنولوجية التي ستحل أزمة التعليم الفني بمصر، من خلال منح طلابها درجة البكالوريوس التكنولوجي، وكذلك الماجيستير والدكتوراه، مما سيزيل صورة ذهنية سيئة ظلت راسخة لسنوات عن التعليم الفني بمصر.

فماذا قال طلاب التعليم الفني عن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة تجاه التعليم الفني؟ "الدستور" حاورت عددا منهم، "أحمد حسن"، طالب بالسنة النهائية في إحدى مدارس التعليم الفني نظام الـ5 سنوات، قال"للدستور" إن هذا القرار المعني بإنشاء جامعات لطلاب التعليم الفني من شأنه الرفع من مكانة هذا التعليم بمصر.

وأضاف: "مساواته بالتعليم العالي؛ ما يؤدي إلى اعتزاز طلابه بالانتماء إليه بدلًا من الخجل الذي يعتري الكثيرين من حصولهم على شهادة التعليم الفني باعتبارها تمثل بمصر أدنى مستويات التعليم".

أحمد علي، طالب بالسنة الثانية بإحدى الكليات الفنية الصناعية، يقول: "لم أكن أحب التعليم الفني، ولكني انجذبت إلى استكمال الدراسة به بعد أول سنة"، مشيدًا بالقرار الذي اتُخذ من قبل الدولة بشأن زيادة أعداد الجامعات التكنولوجيا التي ستلبي رغبته في التوسع بدراسة المواد التكنولوجية، ومن ثم تمكنه في الحصول على الماجيستير والدكتوراه للعمل بهذا المجال بحسب قوله.

"علي فارس"، خبير التعليم الفني، يرى أنه لا يوجد تعليم فني حقيقي بمصر، مشيرًا إلى أن طلاب هذا التعليم التحقوا به راغمين وليسوا راغبين، وأن 60% من طلاب المرحلة الإعدادية من أصحاب المجاميع الضئيلة يلتحقون بالتعليم الفني، وأن الغالبية العظمى من خريجي هذه المدارس لا يستطيعون القراءة والكتابة.

يوضح فارس، أنه من أجل تطوير منظومة التعليم الفني لا بد من تطوير الطالب الملتحق به أولًا، من خلال انتقاء الطلاب المتميزين فقط لتدريبهم في مدارس فنية متقدمة كذلك حتى يتم تأهيلهم للالتحاق بالكليات التكنولوجية، وبالنهاية يُنتج أجيالًا من الجدير لها حقًا العمل بهذا المجال الحيوي، مشيرًا إلى أهمية التعليم الفني بجميع دول العالم، ودوره الرئيسي في تنمية اقتصاد الأمم.

أما عن الطلاب ذوي القدرات المحدودة، اقترح خبير التعليم الفني إلحاقهم ببعض المدارس المهنية، التي لا تعتمد على مناهج دراسية بل تقوم على تعلم حرفة كالميكانيكا والسباكة وغيرها، وبالتالي تصبح الفرصة سانحة أمام طلبة التعليم الفني من النجاح الحقيقي، وتحقيق أعلى الدرجات العلمية بالكليات التكنولوجية.

الإحصائيات الصادرة عن مركز التعبئة والإحصاء لعام2017/ 2018 تشير إلى زيادة أعداد مدارس التعليم الفني، فهناك 2.3 ألف مدرسة للتعليم الفني (منها 1.2 ألف مدرسة بالتعليم الصناعي، و 866 مدرسة بالتعليم التجاري، و243 مدرسة بالتعليم الزراعي).

أما عن الطلبة الملتحقين بالتعليم الثانوي الفني فهم بنسبة 8.7 % من إجمالي المراحل التعليمية ( منهم 897.9 ألف تلميذ بنسبة 48.2 % بالتعليم الصناعي، و751.3 ألف تلميذ بنسبة 40.3 % بالتعليم التجاري (عام ــ فندقي)، و215.6 ألف تلميذ بنسبة 11.6 % بالتعليم الزراعي من إجمالي التعليم الثانوي الفني، ونحو 687 ألف تلميذ بالتعليم التجاري العام بنسبة 91.4 %، و64.3 ألف تلميذ بالتعليم الفندقي بنسبة 8.6 % من إجمالي التعليم التجاري.

وتأكيدًا على أنه السبيل للخروج من مأزق التعليم الفني، أوضح الدكتور عمرو عدلي، نائب وزير التعليم العالي الجديد لشئون الجامعات، أن الجامعات التكنولوجية ستمنح الخريج بكالوريوس تكنولوجي، وستعطي أيضًا ماجستير تكنولوجي، لافتًا إلى أن التعليم في هذه الجامعات سيكون نظام الدراسة به 4 أعوام تقسّم إلى مرحلتين، بالعامين الأوليين يستطيع الطالب الحصول على شهادة دبلوم مهني، به يستطيع العمل، كما يستطيع استكمال السنتين الباقيتين للحصول على درجة البكالوريس.

ومن المعروف أن الجامعات التكنولوجية تشمل عددًا من التخصصات منها تكنولوجيا المعلومات، تكنولوجيا "الميكاترونكس والأوتوترونكس"، تكنولوجيا إدارة المؤسسات المالية، تكنولوجيا الأجهزة الطبية، تكنولوجيا السياحة، تكنولوجيا تشغيل وصيانة أنظمة ومحطات الطاقة.