مراحل علاج الإدمان من منظور الطب النفسى

يسعى صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي إلى الوصول لنسبة تفاعل كبيرة عاما تلو الآخر، لذا يتم تكثيف الحملات بقوة للعمل على تشجيع الشباب بالاتصال بالصندوق لمساعدتهم على التعافي من الإدمان وبدء حياة سليمة لهم.

من جانبه، قال الدكتور إبراهيم عسكر، مدير عام البرامج الوقائية في صندوق مكافحة، إن التدخين هو البوابة الرئيسية لتعاطي المخدرات، لذا لابد من تكاتف الجميع من شباب وأطباء لإطلاق حملة تنوير ووعي بأضرار المخدرات، مشيرًا إلى وجود 29 ألف متطوع من الشباب في الحملات الخاصة بالصندوق.

وعن كيفية التواصل مع صندوق المكافحة، من خلال الاتصال بالخط الساخن 16023 بالمجان، وفي سرية تامة، ويأتي المريض على العيادات الخارجية للتأهيل النفسي والاجتماعي، ثم يتم معه تحديد برنامج متكامل للتعافي، وعندما يحقق شروط التعافي يتم الحصول على قرض لبداية جديدة.

في سياق متصل قال الدكتور حسام عمارة استشارى النفسية والعصبية، إن زيارة الطبيب النفسى أفضل الخطوات الفعالة لعلاج الإدمان من المخدرات، حيث تكون باتخاذ المدمن لقرار نابع من داخله بأهمية خضوعه لبرنامج علاج الإدمان، كما إننا فى تخصص الطب النفسى لا نكتفى فقط بالعلاج والتأهيل السلوكى، إنما نعمل على ما هو أكثر من ذلك بتنمية المهارات الشخصية بأسلوب علمى.

وأضاف: يستطيع المريض التعامل مع ضغوط الحياة دون التفكير للعودة للمخدرات مرة أخرى، والعيش فى سلام مع نفسه ومع من حوله ويكون شخص منتج ومسئول فى المجتمع.

وتابع: علاج مرض الإدمان إلى ثلاثة مراحل أساسية يجب إتمامها جميعا حتى يصل المريض إلى التعافي من هذا المرض باية من مرحلة نزع السموم وهي المرحلة التي تبدأ مع توقف المريض عن تعاطي المخدرات وتبدأ معها أعراض الإنسحاب الجسدية والنفسية، وتستمر أعراض الانسحاب النفسية إلى عدة أسابيع ويكون هناك دور كبير للعلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب النفسي حتى يستطيع المريض المرور بهذه المرحلة بأقل قدر ممكن من التعب الجسدي والنفسي.

وأضاف عمارة أن المرحلة الثانية هي مرحلة التأهيل والهدف من هذه المرحلة هي أن يقوم المريض بعملية تغيير شامل في أسلوب حياته حيث يقوم بتغيير معتقداته وأفكاره وسلوكياته ويتعلم المريض في هذه المرحلة كيفية عمل هذه التغييرات ويتدرب عليها حتى تصبح نمط حياته فيما بعد ومن المهم خلال هذه المرحلة علاج العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية التي تدفع المريض لتعاطي المخدرات وتمتد فترة العلاج في هذه المرحلة من شهرين إلى ستة شهور.

وأوضح عمارة أن من أهم مراحل العلاج والهدف الأساسي منها هو التعامل وبشكل سريع مع أي صعوبات يجدها المريض في التأقلم مع أسلوب حياته الجديد وتستمر هذه المرحلة فترة من الزمن يقوم خلالها المريض بمتابعة جلسات العلاج النفسي والمواظبة على عمل تحاليل المخدرات ثم يقل معدل الجلسات تدريجيا مع الوقت ومع استمرار التعافي حتى يستطيع المريض الوقوف على أرض صلبة في تعافيه والمحافظة عليه من الانتكاس.