رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة جديدة بين التاكسي الأبيض وتطبيقات النقل الذكية

جريدة الدستور

ربما تشهد الأيام القليلة المقبلة منافسة جديدة، تجمع بين شركة "أوبر وكريم" وسائقي التاكسي الأبيض، الذين قرروا دخول عصر التكنولوجيا والمنافسة على التسهيلات التي يسعى كل طرف تقديمها لكسب رضاء المواطنين.

الوسيلة التي لجأ إليها سائقو التاكسي الأبيض هي تطبيق إلكتروني، قرروا إطلاقه بعد أيام قليلة، كتجربة أولى لإشعال المنافسة بينهم وبين شركتي "أوبر وكريم"، وإحدى خطوات تطور سوق المواصلات في مصر.

التطبيق من المقرر أنه يكون به خاصيات تدعم الهواتف العاملة بنظامي "آندرويد" و"آيفون"، لاسيما بعد ركود العمل الذي تعرض إليه التاكسي الأبيض بسبب استحواذ الشركات الأخرى على الزبائن بسبب المميزات التي تقدمها، وتجعلهم مختلفين عن غيرهم.

"الدستور" تواصلت مع بعض سائقي التاكسي في مصر، لمعرفة رأيهم حول تطبيق هذا البرنامج، ومدى نجاحه وتنافسه مع الشركات الأخرى، خاصة بعد أن أعلنت جمعية مالكي التاكسي الأبيض أن نسبة العمولة ستكون منخفضة مقارنة بالمنافسين.

محمد بدير، 49 عامًا، أحد سائقي التاكسي في محافظة القاهرة، يقول لـ"الدستور"، إنه انتظر تفعيل هذا التطبيق منذ فترة طويلة، للتغلب على حالة الركود التي أصابت أصحاب التكاسي في مصر، بعد انتشار سيارات "أوبر وكريم" في سوق المواصلات، بما لديها من إمكانيات مثل توفير المجهود على الزبائن في البحث عن وسيلة نقل، وتوفير أجرة سعرها أقل من التاكسي الأبيض.

"هيرحمنا من فصال الزبائن معانا على الأجرة، والخناقات بسبب إن العداد مش شغال"، هذا ما يقوله "بدير" عن الاستفادة من تفعيل التطبيق، معبرًا عن سعادته بتطوير المهنة، واحتمالية عودتها بقوة من جديد مثل الأعوام الماضية، مضيفًا: "التكاسي اتظلمت في السنوات الأخيرة بسبب انتشار التكاتك من جانب، وسيارات أوبر وكريم من جانب آخر".

يوضح محمود عبدالحميد، رئيس جمعية أصحاب التاكسي الأبيض، إنه سيتم تفعيل التطبيق الخاص بالتاكسي بداية من يوم 6 أكتوبر المقبل بشكل تجريبي، بشرط أن يكون السائق مستخدم التطبيق عضوًا في جمعية مالكي التاكسي الأبيض، مؤكدًا أن الأجرة الرسمية ستكون بقيمة 7 جنيهات تكلفة فتح العداد، و3 جنيهات لكل كيلومتر.

وعن شروط تسجيل السائقين، يقول: "يجب توافر شهادة فيش وتشبيه وتحليل مخدرات، ويتم بعد ذلك إجراء مقابلات شخصية مع خبراء موارد بشرية لوضع طرق معينة يجب الالتزام بها في التعامل مع العملاء، بالإضافة إلى إجراء فحص على السيارة المتقدمة، طبقًا لمعايير محددة منها جودة السيارة نفسها من خلال مراكز خدمة معتمدة للكشف عليها، وتتفاوض الجمعية حاليًا مع 3 مراكز في هذا الشأن على أن تستقبل تقريرًا فنيًا يفي بالحالة الكاملة للسيارة مصاحبة للصور".

مصطفى عطية، 34 عامًا، أحد أصحاب التاكسي الأبيض في محافظة الجيزة، يعبر خلال حديثه مع "الدستور" عن استياءه من وضع أصحاب التاكسي في مصر بعد احتلال الشركات الخاصة لسوق المواصلات، وفرض سيطرتهم على وسائل النقل بعد أن كان التاكسي هو الوسيلة الأولى بالنسبة للمواطنين، مشيرًا إلى إنه توارث التاكسي الخاص به عن والده ولم تمر عليه فترة ركود في هذه المهنة مثل الفترة السابقة.

يضيف: "أعمل على تحضير الأوراق المطلوبة لاستخدام التطبيق في سيارتي الخاصة، وسأكون أول من يشارك في هذه الطفرة الحديثة من نوعها، حتى نسترجع قوة التاكسي الأبيض في مصر من جديد، خاصة أن ما سيميزنا هي تعريفة الأجرة التي ستُطبق بمبلغ أقل من التطبيقات الإلكترونية الأخرى، كما أن التطبيق سيساعد السائقين الجدد على حفظ الطرق، وعدم إهدار البنزين في البحث عن الأماكن المتجهين إليها".

بلغ عدد سيارات التاكسي الأبيض في مصر 376 ألف سيارة، بقيمة تجاوزت 75 مليار جنيه، وكل سيارة منهم يكون لديها من سائق إلى 3 بنظام الورديات، يعملون على تسديد أكثر من ملياري جنيه سنويًا كرسوم إدارية تشمل التأمينات والضرائب.

في الفترة الأخيرة، رفعت شركة أوبر بداية من شهر يوليو 2019 سعر فتحة العداد لخدمة أوبر إكس من 7 جنيهات إلى 7.25 جنيه، وخدمة أوبر سيليكت من 10 جنيهات إلى 12 جنيهًا، كما أن سعر الكيلومتر تم رفعه من 2.40 إلى 2.70 جنيه، أما عن سعر دقيقة الانتظار من 25 قرشًا إلى 40 قرشا، وحددت تكلفة إلغاء الرحلة بقيمة 12 جنيهًا.