رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجاز شعب وأمانة زعيم


بعض ممن باعوا الوطن يبحثون عمن يسمعهم ويصدقهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت والإعلام، حيث أصبحت الوسائط الإلكترونية وسيلة حرب جديدة قد لا يدرك البعض خطورتها.
هؤلاء وجدوا من يساعدهم ويستخدمهم ضد الوطن لنشر الشائعات والفوضى مرة أخرى، لكنهم لا يدركون أن الشعب المصرى قد كشف الخطط والخداع باسم الدين والحرية والإصلاح، صحيح أنه قد ساد نوع من الضجيج من خلال استخدام هذه الوسائل، وصحيح أنها استطاعت نشر بعض الأكاذيب، إلا أن الأغلبية من الشعب المصرى والحمد لله لم تقع فى الفخ الذى تم نصبه بدقة متضمنًا أسماء وأرقامًا هائلة إلا أنها لم تكن موثقة بأوراق أو وثائق تؤكدها، حيث إن كل ما تم بثه «كلام مرسل» من واحد ممن باعوا الوطن من أجل المال الحرام والثراء السريع.
فى المقابل، فإن الرئيس السيسى قرر وبشجاعة وكرامة أن يتحدث مباشرة للشعب ببساطته المعهودة، فاستطاع بتلقائية كلماته وأسلوبه الذى يتميز بأنه من القلب أن يوقف هذه الشائعات، حيث تصدى لها فى مؤتمر الشباب على الهواء، منذ أيام، لكننا من ناحية أخرى من الضرورى أن ننتبه لمحاولات التشكيك فى كل شىء فى وطننا، وكان آخرها نشر شائعات مغرضة عن الجيش المصرى.. نعم، هناك حالة من الضجيج قد حدثت وسط مواقع التواصل الاجتماعى فى الأيام الأخيرة، لكنها لم تستطع هز الثقة العميقة والرباط الوثيق بين الشعب والجيش، ومن ناحية أخرى، فإننا فى مواجهة هذه الأكاذيب المستمرة، خاصة الأخيرة، علينا أن نتوقف لنعى أننا نفتقد متحدثين رسميين يقولون للشعب الحقائق فى مواجهة حرب الإعلام.
ويجب أن ندرك أنها ستكون حربًا طويلة ومستمرة، ومن هنا فلا بد أن يكون لدينا متحدثون يتصدون لهذه المهمة حينما يتم تمرير وبث شائعات وأكاذيب، خاصة التى تمس أمن مصر وزعامة مصر ومكانة مصر، أو جيش مصر أو شرطة مصر، أو حتى التى تستهدف بلبلة الرأى العام فى معيشته اليومية.. ولا بد أن تكون هناك شفافية من جانب الدولة فى التصدى والرد ومواجهة الشائعات ذات المحتوى الذى يمس أمن جهات مهمة، هى: الجيش المصرى أو الشرطة المصرية أو الحكومة المصرية.. فليس من المعقول أن يتولى الرئيس السيسى، أى رأس الدولة، الرد فى كل مرة بنفسه على الشائعات أو الأكاذيب أو محاولات الترويج للفوضى وبث الفتن.
أما من جانب الشعب، فيجب أن يدرك أن هذه المحاولات القذرة ستستمر ولن تتوقف، وستأخذ أشكالًا وصورًا عديدة ومختلفة ما دام هناك من يبيعون الوطن، وهناك من يمولون الخيانة بالمال والحماية والترويج للأكاذيب عبر أبواق ومنابر عديدة.. وعلينا ككتّاب وأصحاب رأى وقلم أن ننشر الوعى بخطورة تداول هذه الشائعات الهدامة، ولا بد أن تعيد الدولة للكتّاب والمثقفين دورهم وأهميتهم فى السلم الاجتماعى حتى يكونوا جبهة داعمة لأمن مصر وسلام مصر وسلامة العقل المصرى، ولا بد من إيجاد وسائل جديدة ومبتكرة يمكنها التصدى لحرب الإعلام، وأن تنشر الوعى بشأن أهدافها الخبيثة والمختبئة وراءها.
إن الرئيس السيسى استطاع وقف هذا الضجيج ببساطته التى قرّبته من الشعب، وجعلتنا نلتف حوله طوال خمس سنوات سابقة.. فقدّم لنا كشفًا موجزًا بالإنجازات التى حدثت لبناء مصر الحديثة ووضعتها فى مكانتها اللائقة بها.. وما مسّ قلوبنا بالفعل هو تأكيده أن الإنجازات والمشروعات الكبرى التى تحققت على الأرض، والتى رأيناها، هى إنجاز أمة.. ما يعنى الاعتراف بدور الشعب وصلابته وصبره على السنوات الصعبة.. ما يجعلنا نأمل فى قفزة جديدة من جانب الدولة لتحسين أحوال الشعب المعيشية، والتصدى لارتفاع الأسعار، ودعم الأكثر احتياجًا، وتسهيل الاستثمار، وتشجيع الرجال والنساء الشرفاء على العمل والإنتاج، وتشجيع رجال الأعمال الشرفاء ليساعدوا الدولة فى البناء والتنمية.
وقد صدق الزعيم فى كلامه وصدقناه أيضًا من جانبنا.. ولهذا فنحن مطالبون بأن نظل على يقظة ووعى بأن الحروب لن تنتهى ضد أمان وتقدم الوطن وسلامته ووحدته لإضعاف نسيج الأمة، ونسيج هذه الرابطة العميقة والفريدة بين الشعب والجيش.
وإذا كنا نؤكد الثقة فى زعيم استطاع أن يقود جيش مصر لإنقاذ الشعب من براثن الظلام والعنف والفوضى، فإننا نريد أيضًا أن يكون لدينا إعلام نزيه وقوى قادر على الانتصار على محاولات تخريب مصر وبث الفتن والمؤامرات والشائعات من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.. وربما يكون تكثيف ردنا وتصدينا للشائعات على المواقع والإنترنت وسيلة مثمرة، لأنها تجعل الشعب جبهة قوية على الوسائل الإلكترونية، تنتصر للوطن واستقراره وتتصدى بقوة للدفاع عن أمنه وكرامته.. إلا أننا أيضًا مطالبون بحماية أبنائنا، الشباب والمراهقين، من الاستسلام لهذه الوسائل التكنولوجية والتأثر بما يبث فيها، من خلال المتابعة والحوار المتواصل معهم.
إن خطورة هذه الوسائل تتمثل فى أن الشباب والمراهقين يستخدمونها بكثرة ويجلسون أمامها ساعات طويلة، ربما أكثر من جلوسهم مع أهاليهم.