رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فنانة الوشم دينا الحاروني: "التاتو" يحول الحروق والندبات إلى لوحة فنية

دينا الحرونى
دينا الحرونى

تعرضت دينا الحارونى لحادث أقعدها على كرسي متحرك منذ 8 سنوات، كان عمرها وقتها 15 عامًا، لكن ظل تليفونها المحمول هو صديقها المقرب، ومنه تعرفت على عالم "التاتو" وفن الوشوم.

قالت دينا لـ«الدستور»: مررت بسنوات من الإحباط بعدما أبلغنى الأطباء بعدم رجوعى للمشي مرة أخرى، فكنت دائمًا مستلقية على ظهرى أو أتحرك بالكرسي، ولأن أغلب وقتى ضائع لا أفعل شيء، فكرت فى تنمية هواتيتى "الرسم"، فجربت الانضمام للدراسة بكلية فنون جميلة لكن لم تنجح الفكرة لرفض الكلية ذلك، فدرست بكلية التجارة لكن ظل حبي للفن يدفعنى لتعلمه".

تابعت: "جذبنى تعلم التجميل وطرق تحول العيوب إلى مميزات، فكنت أبحث على موقع يوتيوب عن طريقة تجمع بين الرسم والتجميل، من هنا أعجبت بفن التاتو عند الأجانب ووصولهم فيه لمراحل فنية غاية فى الجمال والدقة، ثم بدأت تعلمه أونلاين".

أما عن تجربة أول رسمة قامت بها دينا فكانت على قطعة قماشة من خامة الجلد، ثم جربتها على ذراعها، حيث أصيبت بحروق نتيجة الحادث، لكن فى البداية عارضها والدها عن ممارسة هذا الفن لأسباب تتعلق بالحرمانية الدينية، ما دفعها تبحث عن ذلك- حتى وجدت فتاوى معتدلة لاتحرمه، وبالفعل رسمت تاتو على ذراعها، الأمر الذي لاقى قبول واستحسان من والدها الذي أصبح من أهم مشجعيها فيما بعد، بل ومساعدًا لها.

تحكي دينا عن تشجيع والدها: "بابا بيشجعنى لما أكون محبطة أو أحس ان ايدي مرهقة من استخدام الأدوات أو غير متزنة، فيقول لى تعلمى الهدوء والتركيز على نقطة بعينها تضعى يدك فيها لتثبيت حركتها، ومع الوقت ستجدى العمل أكثر سهولة".

تخطت فنانة التاتو ألم الحادث، واستطاعت أن تسير على قدميها، بعد عدة سنوات، وهى تبلغ من العمر حاليًا 22 عام، وتمتلك ستوديو "دينا الحرونى- dina.elharony" لرسم التاتو بأحدث الأدوات، مع مجموعة من الشباب والفتيات يعملون كفريق عمل متكامل، يسعى لخدمة من يرغب فى رسم وشم، ليس من أجل تحصيل المال فقط، ولكن بهدف تحسين نفسية العميل قبل أي شيء.

تقول: "لا يشعر بألم الأشخاص إلا من جربه، وبعد أن تخطيت أزمتى أعمل على مساعدة فتيات أخريات فى الشفاء من ألمهم وتحسين نفسيتهم بالرسم، وعلى الرغم من صغر سنى إلا أن الكثيرات ترغب فى استشارتى حول اختيار رسم شكل يدارى حرق أو جرح أو ندبة بعد جلسات من الفضفضة، وأحيانًا أنصحهم بالعلاج أولًا حتى لا أخدعهم، فبعض الحروق تحتاج إلى فترة علاجية، وأخرى يمكن الرسم عليها".

وتختتم دينا حكايتها مع هذا الفن: "أسعد لحظات حياتي حين أساعد فتاة على تحويل ندباتها إلى مظهر جمالى مثلما فعلت بيدي التى لم تداريها عمليات التجميل، لكن رسمة أسد بالتاتو حولتها للوحة فنية".