رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 11 سنة.."بسنت" تحقق حلم طفولتها وتصبح مهندسة ديكور

جريدة الدستور

11 عاما استغرقتها بسنت عزقول، لتحقق حلمها فى أن تصبح مهندسة ديكور، رغم عدم معرفتها بطبيعة المهنة وتقول:"كان حلم عمري وأنا في ابتدائي أني أطلع مهندسة ديكور زي ما بشوف في الافلام، كانت عقيدة موجودة كدا أني هادخل فنون جميلة".

عندما أنهت امتحانات الثانوية العامة وتقدمت لأداء اختبارات القدرات بالكلية، ونجحت، لكن التسيق حرمنى، حتى بالاغتراب عن أسرتها والتقديم لكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، دخلت كلية الآداب جامعة الإسكندرية.

جاء تنسيقها الداخلي بالكلية لقسم الآثار يوناني ورماني، درست فيه لمدة عامين الا أن الحظ لم يحالفها فكانت تمر السنة برسوبها في مادة أو مادتين، رغم أني كنت بذاكر بما يرضي الله وبحضر محاضراتي كلها وباخد كورسات برا كمان لكن حسيت أني بعمل مجهود والموضوع مش جايب نتيجة وبضيع وقت على الفاضي".

قررت "بسنت" أن تحول إلى كلية التربية النوعية قسم تربية فنية، رغم الهجوم الذي تعرضت له من أقاربها الذي رأوا أن "سمعت ما لا يحمد وأني بضيع وقت على الفاضي وأكمل السنتين اللي فاضلين وخلاص، لكن والدي ووالدتي ساندوني ووقفوا جنبي في قراري".

تخرجت بتقدير عام جيد جدًا، وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، في عامها الأخير بالدراسة، عرفت مصادفة أن زميل لها قدم لدخول كلية الفنون الجميلة، عقب انتهاء دراستة بكلية أخرى،:"فضلت أسأل وأدور في الموضوع وعرفت أن جامعة الإسكندرية فيها امكانية أني اقدم في كلية تانية بعد تخرجي، لكن بمصاريف غالية لأني حقي في مجانية التعليم أخدته لما درست واتخرجت من كلية معينة".

كان بينها وبين تحقيق حلمها خطوة واحدة وعقبة واحدة وهي مصاريف الدراسة المرتفعة التي لن تتمكن من تحمل دفعها، ولا تستطيع أن تزيد من أعباء والدها بمصاريف زيادة خاصة وأن لديها ولدين أخوة مازالوا في مرحلة التعليم،:"قلت خلاص كفاية اللي اتعلمته ومش مهم أدخل فنون جميلة، وحكيت لوالدي ودخلت نمت وشيلت الموضوع من دماغي، لاقيت والدي تاني يوم بيقولي هو أنتي مش هتروحي تقدمي في كلية فنون جميلة، واتصدمت من رد فعله، رغم أن ظروفنا المادية بسيطة وكان على المعاش، الا أنه صمم أدخل الكلية".

تقدمت في اختبارات القدرات بالكلية لتأكيد قبولها، وهو ما نجحت فيه، لتلتحق بحلم حياتها في قسم الديكور، وتتخرج فيها دفعة 2018، بدأت في الحصول على الكورسات اللازمة والتي تؤهلها للعمل في مجال تخرجها، رغم أن الشركات "عايزين الناس اصحاب الخبرات ودا فيه صعوبة لأني متخرجة جديد هيكون معايا خبرة ازاي وانا مش مارست الشغل لسه".

تعمل "بسنت" حاليًا مدرسة تربية فنية في مدرسة خاصة، إلى جانب عملها في شغل الهاند الميد الكورشيه، "كان لازم ادور على شغل أقدر اصرف منه على نفسي وعلى كورساتي خاصة أن كفاية لحد كدا على أسرتي اتكفلوا بيا كتير أوي فكان لازم اشوف مصدر دخل ليا، لحد ما اشتغل في المجال اللي بحبه".

كان لوالدي "بسنت" الفضل الأكبر والدور المميز طوال مسيرتها التعليمية، خاصة والدها، الذي كان لوفاته في عامها الدراسي الأول من كلية الفنون الجميلة أكبر صدمة في حياتها، والتي لا تستطيع أن تنسى وقوفه الدائم بجانبها وتشجعيها على كافة أحلامها.