رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد أن تخطوا المليون.. سر إقبال الطلاب على المدارس الفنية (صور)

جريدة الدستور

لم تعد الدارسة تسير في نمطها التقليدي، من الابتدائية حتى الالتحاق بالثانوية العامة، والحصول على الشهادة من أجل دخول الجامعات، بل بدأ مسار بعض الطلاب يتغير بعد المرحلة الإعدادية مباشرة بعد الالتحاق بالثانوية العامة.

ذلك المسار أخذ في التغيير، لاسيما بعدما أطلقت وزارة التربية والتعليم طفرة جديدة من نوعها في هذا المجال، بإنشاء مدارس فنية مبتكرة تمكن الطلاب من دخولها بدرجات قليلة من الشهادات الإعدادية، ويمكنهم أيضًا الالتحاق بالجامعات التكنولوجية الجديدة من خلال هذه المدارس.

فقبل أيام، أعلنت الوزارة الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد، التي تشمل إنشاء مجالات التعليم الفني والتقني والتدريب المهني وتطويره، والتوسع في أنواعه المتعددة، حتى يتم توفير كوادر فنية قادرة على التماشي مع احتياجات سوق العمل، وذلك بالتعاون مع كبرى المؤسسات الصناعية.

كان الأمر مشجعًا أن تحدث طفرة في التعليم الفني بمصر، للطلاب في الالتحاق بمدارس التعليم الفني والبعد عن الثانوية، بحسب تجار خاصة لطلاب لحقوا تلك التطورات التي قامت بها الوزارة عرضتها "الدستور" في التقري التالي.

مؤمن هشام، من قاطني محافظة الفيوم، كان من أوائل الطلبة الذين تقدموا للالتحاق بمدرسة "إيجيبت جولد" للتكنولوجيا التطبيقية بالعبور، المعروفة بإسم "مدرسة الحلي والمجوهرات"، بعد إعلان الوزارة عن فتح باب التسجيل.

يقول لـ"الدستور"، إنه يستعد للذهاب غدًا لأداء الإمتحان الذي سيعقد لاختيار 300 طالبًا يتم مقابلتهم للاختيار من بينهم، مشيرًا إلى رغبته في اكتساب خبرة في سوق العمل بدلًا من تضييع أعوام عدة في الدراسة.

يستكمل: "لدي شغف كبير في تعلم صناعة المجوهرات، وأتمنى أن أكون بين الطلبة المقبولين من مرحلة التقديم، خاصة أنني خضت مشاكل عدة مع أهلي لإختياري هذه المدرسة".

يضيف: "كان الأمر صعبًا في إقناعهم بالتخلي عن شهادة الثانوية العامة، لكن استطعت اقناعهم أنها تجربة مصرية جديدة تضمن مستقبل أفضل للطلبة، بالإضافة إلى أنه يمكنني الالتحاق بالجامعة مثلها مثل المدارس الطبيعية".

توضح أمينة خيري، المتحدثة الرسمية بإسم وزارة التربية والتعليم سابقًا، أن التعليم الفني الذي تعمل عليه الدولة خلال الفترة القادمة سيكون في مستوى التعليم العام نفسه.

تؤكد أنه سيتم تأهيل الطلاب كليًا، وإمدادهم بخبرات موسعة في مجال التعليم الفني خاصة بعد توافر مدارس لديها فكر ووأساليب جديدة في جميع محافظات مصر.

تضيف: "تطوير التعليم في مصر هو أحد الأركان الذي يهتم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة الحالية، ويمثل له اهتمام كبير بالنسبة لدعم المدارس والتعليم الفني، فقد أصبحت مصر تتعاون مع عدة دول أوروبية لتطوير التعليم الفني، مثل المدارس التي تدعمها جهود إيطالية، وكذلك ألمانيا والصين".

مدرسة الحلى والمجوهرات لم تكن الأولى والأخيرة من نوعها فى مجال المدارس الفنية، فقد سبقتها بالفعل مدرسة التكنولوجيا النووية فى الضبعة عام 2017، التي تأهل الخطلبة للعمل فى المحطة النووية المصرية، المنتظر دخول أول مفاعلاتها الخدمة في 2026.

مدرسة الصالحية للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة الصالحية الجديدة في محافظة الشرقية تُعد أيضًا هي الأولى من نوعها في التخصص بمجال تكنولوجيا الزراعة والري، والإنتاج الحيوانى والداجني، كونها مجالات عامة يحتاجها السوق المصري في الوقت الراهن.

محمد عبد الباسط، من قاطني محافظة أسيوط، أحد طلبة الصف الثاني الثانوي الصناعي، يقول إن المدارس الفنية أصبحت تؤهل الطلبة بشكل كبير على التدريب العملي بعد أن كانت مجرد وقت فراغ للطلبة.

يضيف: "واستطاع عدد كبير من الطلبة اكتساب الخبرة في مجال الحرف والمهن؛ للالتحاق بسوق العمل دون قلق، لأن الورش المنتشرة داخل المدرسة جعلتهم ينتجون مراجيح وكراسي خشبية، ومظلات، وصناديق قمامة، وأشكال أخرى من أدوات النظافة المتعددة".

يستطرد: "محافظة أسيوط تنسق مع ورشة المدرسة لتصنيع الكراسي الخشبية والتند وصناديق القمامة، من أجل توزيعها على الشوارع والميادين العامة في المحافظة، تحت إشراف مدربين ومعلمين مختصين بهذا الشأن الفني، ونعمل أيضًا على إعادة تصنيع إطارات السيارات المتهالكة، وتصنيع مظلات خشبية".

الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، سبق وأعلن عن السر وراء إقبال الطلاب على الالتحاق بمدارس التعليم الفني، وهو أن أهالي الطلبة يبحثون دومًا عن إلحاق أبنائهم في الجامعات التي تتطلب الحصول على شهادة الثانوية العامة.

ولكن يعد افتتاح جامعات تكنولوجية في مصر ازداد الإقبال على المدارس الفنية خاصة أنها تقبل الخريجين منها، فالمدارس الفنية تُعلم الطالب الانضباط، والمحافظة على بيئة العمل، بحسب نائب الوزير.

الأرقام أيضًا تدل على زيادة أعداد طلاب المدارس الفنية والصناعية، فالنشرة السنوية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحساء 2017/2018 كشفت أن هناك 2.3 ألف مدرسة التعليم الفني (منهم 1.2 ألف مدرسة بالتعليم الصناعي، و866 مدرسة بالتعليم التجاري، و243 مدرسة بالتعليم الزراعي".

وأشار الإحصاء إلى تخطي طلاب المدارس الفينة المليون تلميز بنسبة 8.7 % من إجمالي المراحل التعليمية (منهم 897.9 ألف تلميذ بنسبة 48.2 % بالتعليم الصناعي، و751.3 ألف تلميذ بنسبة 40.3 % بالتعليم التجاري، و215.6 ألف تلميذ بنسبة 11.6 % بالتعليم الزراعي".

كما يوجد بحسب الإحصاء 149.8 ألف مدرس بالتعليم الثانوي الفني ( منهم 94.1 ألف مدرس بالتعليم الصناعيبنسبة 62.8 %، و42.1 ألف مدرس بالتعليم التجاري بنسبة 28.1 %، و13.5 ألف مدرس بالتعليم الزراعي بنسبة 9.0%".