رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ديلى ميل»: صناعة الملابس تدمر الكوكب.. والحل فى إعادة التدوير

جريدة الدستور

سلطت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية الضوء على الأضرار البيئية التى تسببها صناعة الملابس، مشيرة إلى مبادرات تدعو لإعادة استخدام الملابس القديمة وإعادة تدوير التالف منها أو الاستئجار بدلًا من الشراء، لتقليل خطوط الإنتاج والحفاظ على الكوكب.
وذكرت الصحيفة، فى تقرير، أمس، أن خطوط إنتاج الملابس تعد من أهم أسباب المشكلات التى يعانى منها العالم، لأنها تتسبب فى تغير المناخ وزيادة المخلفات البلاستيكية وإهدار المياه، فضلًا عن استنزاف العاملين فى تلك الصناعة.

قالت «ديلى ميل»: «الحقيقة أنه لا توجد صناعة ملابس سليمة بنسبة ١٠٠٪، فإذا وجدت مصنعًا يعامل العمال بطريقة سليمة ستجد أنه يستخدم ألياف البوليستر التى ينتهى بها الحال كنفايات، وعادة ما يكون افتخار العلامات التجارية الشهيرة بنظافة منتجاتها محض ستار لغسل الأموال».
وقال أحد كبار الخبراء الأوروبيين فى مجال الاستدامة والبيئة، مايكل سبينلى، إن هناك طرقًا قد يمكننا بها إنقاذ الكوكب من هذه الصناعة دون أن نتخلى عن الموضة، لكننا بحاجة للاستهلاك بشكل مختلف، من خلال شراء هذه المنتجات بشكل أقل، والاعتماد على الألياف والخيوط الطبيعية.
وأوضحت الصحيفة: «يجب اختيار المنتجات المعاد تدويرها، ففضلًا عن أن أسعارها أقل مقارنة بالملابس الأخرى، فهى تحافظ على البيئة بشكل أكبر، وتستخدم كبرى دور الأزياء الفرنسية هذه التقنية، من خلال صنع الحقائب من الألياف الجلدية المعاد تدويرها، بشكل عصرى وأسعار أقل».
ولفتت إلى أن البنطال الجينز ذا الأرجل الواسعة أصبح موضة مرة أخرى وسيستمر لفترة طويلة من الزمن، لذلك يمكن إخراج جميع الملابس القديمة وإعادة استخدامها مرة أخرى، مع الحفاظ على الجينز ذى الأرجل الضيقة لحين عودته للموضة مرة أخرى.
وأشارت إلى أن صناعة الجينز من أكثر الصناعات تلويثًا للبيئة، لأن معظمها مصنوع من القطن المعدل، وبالتالى يستهلك الكثير من المياه، ويتم صبغه بمواد كيميائية سامة، غالبًا ما يتم إلقاء نفاياتها فى أنهار البلدان الفقيرة، مضيفة: «لذلك يجب البحث عن قطع مصنوعة من خامات أفضل، والبحث فى الخزانة عن ثياب قديمة وارتدائها لأنها أصبحت موضة».
وأكدت أن هناك الآن مبادرات لإصلاح الملابس القديمة، إذ دشن جيل جديد من المصممين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل تعريف الأفراد بأفضل الطرق لاستغلال ملابسهم القديمة.
وأضافت أن الكثيرين يشترون ملابس بأسعار كبيرة من أجل ارتدائها مرة واحدة فقط، ثم يشترون غيرها، على الرغم من الإحصائيات التى تثبت أن إنتاج المنسوجات يسهم فى تغير المناخ على الكوكب، مشيرة إلى أن حجم نفايات المملكة المتحدة على سبيل المثال من الملابس القديمة يقدر بنحو مليون طن سنويًا.
وأشارت إلى أنه مع سرعة حركة الموضة، هناك اتجاه قوى لإعادة استخدام الملابس وإصلاحها حتى تناسب آخر الصيحات، أو اللجوء لاستئجار الملابس، وهى استراتيجيات تقلل من خطوط الإنتاج وبالتالى تقلل التلوث.
وأوضحت أن استئجار الملابس يعد اتجاهًا قويًا للغاية، خصوصًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، فيمكن لأى سيدة ارتداء فستان فخم بقيمة ٥٠٠ جنيه إسترلينى، مقابل دفع ٥٠ جنيهًا إسترلينيًا فقط، وهى فى كل الأحوال لن ترتديه مرة أخرى.
وتابعت أن المملكة المتحدة بدأت فى إنشاء تطبيق يتيح للمستخدمين تصوير خزانة ملابسهم، وتبديل القطع مع بعضهم البعض، ودعت للتفكير فى طرق جديدة تساعد الكوكب على التخلص من هذا القدر من التلوث.
وأكدت الصحيفة أن كبرى دور الأزياء بدأت تستعين بموديلات قديمة والبحث فى خزانتها من أجل إعادة بعض المنتجات مرة أخرى، وهو ما فعلته شركة «جوتشى»، عندما أعادت إصدار قميص ارتدته من قبل هيلدا أوجدين، الشخصية البريطانية الشهيرة، فى الأعمال الدرامية والسينمائية القديمة، وستعرضه بـ٢٠٥٠ جنيهًا إسترلينيًا.
وتابعت: «تم تصوير ربة المنزل وعاملة النظافة هيلدا من قِبل الممثلة جان ألكساندر من ١٩٦٤ إلى ١٩٨٧، مع ظهورها كضيف فى عامى ١٩٩٠ و١٩٩٨.. كانت شخصية أساسية فى البرنامج لأكثر من عقدين من الزمان، وكانت تشتهر بمعطفها بلا أكمام من الأزهار».
وأضافت: «جوتشى استوحت آخر تصاميمها من قميص هيلدا، وأصدرت نفس المنتج لكن بمبالغ كبيرة للغاية».