رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يونا": الإعلام الرسمي أهم القنوات المساهمة في بناء الدولة الوطنية

جريدة الدستور

أكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا" عيسى خير روبله، أنَّ الإعلامَ هو من أهم القنوات التي تساهم في بناء الدولة، لما يتطلَّبُه من معالجة خاصَّة.

وأوضح المدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي، في كلمته أمام المؤتمر العام الثلاثون الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعه، أن الإعلامُ الرسميُّ يمتاز عن كثيرٍ من وسائل الإعلام التي يضِجُّ بها الفضاء التواصلي، والتي تلتبس فيها عناصرُ العمليةِ الاتصاليةِ، ويسُودُهَا الغموضُ، حتى لا يُعْرَفُ في كثير من الأحيان مصدرُ المعلومة، ولا الغايةُ منها، ولا مرجعياتُها التي تعتمد عليها، الأمر الذي يُسَهّلُ عمليةَ التلاعبِ بالجمهور، والتنصُّلَ من مسؤوليات المهنية والدقة التي يقتضيها العمل الإعلامي.

وأضاف المدير العام أنه يأتي على رأس قنوات الاتصال الرسمية، التي تسهم في تحقيق رسالة الدولة الوطنية في المجال الإعلامي، وكالات الأنباء الوطنية التي تضطلع بكثير من المهام في هذا الجانب.

وقال المدير العام "إننا كاتحاد لوكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامية، على استعداد تام للتعاون مع الجهات والمؤسسات الدينية لبلورة مشروع على نطاق العالم الإسلامي لتدريب كوادر الإعلاميين المختصين بالشأن الديني عبر دورات وورش عمل إقليمية، ودراسة توفير منح دراسية مع الجامعات والأكاديميات الدينية في العالم الإسلامي للمنخرطين في هذه الدورات، انطلاقًا من مخرجات الجمعية العامة الخامسة للاتحاد والمنعقدة في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في الخامس عشر من أكتوبر عام ألفين وسبعة عشرة، حيث شددت على التصدي لاستخدام الفضاء الافتراضي لأغراض إرهابية، بما فیها التجنید والتمویل، وكذلك العمل على نشر الرسالة والمعلومات الصحيحة عن الإسلام باعتباره دین الوسطیة والاعتدال والتسامح".

وتابع: "كذلك استنادًا إلى النظام الأساسي، المتمثل في تعزیز العلاقات والصلات المهنیة والتدریبیة، وتنمیة التعاون وتعزیز أواصر الأخوة والتضامن، وبذل الجهود لتحقیق أقصى درجات التعاون المشترك".
ودعا المدير العام إلى عقد ملتقى سنوي لمسئولي ومحرري الأقسام الدينية في وكالات الأنباء وممثلي المؤسسات والمراكز الإسلامية التي أخذت على عاتقها التصدي للتطرف والتكفير والتشدد لمناقشة آخر المستجدات بهذا الشأن، ووضع أجندة سنوية لتناولها ومناقشتها لنشر الوعي الحقيقي لدى عامة الناس وفي أوساط الشباب، تحصينًا لأمتنا من هذا البلاء.

وأشار المدير العام إلى أن الدولة الوطنية تعد من السمات البارزة للمرحلة الحالية في التاريخ الإنساني، وعلى الرغم من الإشكالات التي تثار بشأنها بين الفينة والأخرى، إلا أنَّنا نستطيع القول بوضوح إنَّ الدولةَ الوطنيةَ القائمةَ على مبدأِ المواطنة وتساوي الأفراد في الحقوق والواجبات، تظلُّ الشكلَ التنظيميَّ الأمثلَ الذي اختارته الإنسانيةُ في أطوارِها الأخيرةِ، للحفاظِ على مصالحِ الأمةِ، وتنميةِ مواردِها، وإدارةِ علاقاتِها الخارجيةِ بالأممِ الأخرى.

وهذا يعني أنَّ وجودَ الدولةِ الوطنيةِ الفاعلةِ والقادرةِ على بَسْطِ نفوذِها، وتحويلِ قراراتِها وخططِها إلى سياساتٍ فعليةٍ، أصبحَ شرْطًا للاستمرار الحضاري، واطِّرادِ العمران، في العالم المعاصر.

وتابع قائلا: إنني أتحدث إليكم من واقع مسئولية اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي الذي هو مظلة لوكالات الأنباء بدول المنظمة، ومنصة لأخبار وقضايا الأمة والذراع الإعلامية للمنظمة، مضيفا في الواقع منذ أن عصفت رياح التطرف والتشدد بالعديد من مناطق الأمة الإسلامية تنبهت المؤسسات الأصيلة في عالمنا الإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، والعديد من المراكز والجامعات في دول العالم الإسلامي إلى هذا الخطر، وعملت على تفنيد هذه الرؤى المتشددة وتقديم الصور السمحة لديننا الحنيف، وقد كان لمؤتمرنا هذ الذي تقوم عليه ثلة من العلماء الأجلاء في دوراته السابقة جهود رائعة في مناقشة وترسيخ صور التعايش والتسامح والحوار في الإسلام.

وأضاف: في العقدين الأخيرين بات الأمر أكثر إلحاحًا في التصدي لظواهر التطرف والتشدد،ولا بد من الاشارة هنا المراكز التي كانت لها الصدارة في هذا المجال مثل مرصد الازهر الشريف للفتاوي التكفيرية والمتشددة والإسلاموفوبيا، وكذلك دار الإفتاء بمصر، ومركز اعتدال في الرياض، ومركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، وهناك العديد من المنابر والمنصات لمواجهة ظاهرة التطرف وترسيخ صور التسامح والتعايش ومنها مجلس حكماء المسلمين والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والمجلس العالمي للتسامح ومركز هداية في الامارات العربية المتحدة، ومركز صوت الحكمة للحوار التابع لمنظمة التعاون الاسلامي، الى غير ذلك من الجهود المبذولة في هذا المجال.