رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حديث «السيسي» عنه.. كيف أثرى «بنك المعرفة» البحث العلمي في مصر؟

السيسي
السيسي

اعتادت «ولاء خالد»، 32 عامًا، ربة منزل، على مساعدة «منة» ابنتها الطالبة في الصف السادس الإبتدائي، في استذكار دروسها جيدًا، فجميع المواد التي تدرسها تعتبر سهلة وبسيطة الفهم على الأم، لذلك لازمتها طوال تلك السنوات في المذاكرة.

بيد أن حين انتقلت «منة» إلى الصف الأول الإعدادي، بدأت المناهج تصبح أكثر صعوبة، في وقت لا يشرح فيه المدرسون بشكل جيد، ورغبة الأم في إنهاء ابنتها جميع مراحل التعليم بدون اللجوء إلى الدروس الخصوصية.

قررت «ولاء» لأجل حل تلك الأزمة شراء جهاز حاسب آلي، وتحميل برامج عليه يساعدها في فهم دروس ابنتها، وبالبحث عثرت على موقع يسمى «بنك المعرفة»، وجدت عليه قسم خاص بالطلاب به كل المناهج وهو ما ساعدها في كل المراحل.

«ولاء» ليست المواطنة الوحيدة المصرية التي استفادت من الموقع الحكومي العلمي «بنك المعرفة»، الذي تم تدشينه في 2015 وتحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الوطني للشباب بإن مصر هي الوحيدة التي انشأت بنك كهذا.

«الدستور» تعرض في التقرير التالي ماهية ذلك الموقع العلمي الحكومي، إلى جانب تجارب حياتية لشباب اعتمدوا عليه في إجراء الأبحاث العلمية والماجيستير إلى جانب مواطنون عاديون يستخدمونه في المذاكرة لأطفالهم.

تقول «ولاء» أن ابنتها الآن في الصف الثالث الإعدادي، ولم تلجأ إلى الدروس الخصوصية اعتمادًا على ذلك الموقع الإلكتروني، مضيفة: «كل المناهج موجودة عليه، وفيه شرح من خلال الفيديو مبسط».

توضح أنه يحتوي على قواعد مبسطة باستخدام الرسوم والبيانات؛ لتسهيل عملية الاستذكار على الطلاب، مشيرة إلى أن البنك يقدم خدمة اسمها «ديسكفري» وهي وجود الكتاب المدرسي، وفيديوهات وصور مرتبطه بالمنهج.

أُنشأ بنك المعرفة في نوفمبر عام 2015، وهو أحد المشروعات الوطنية التي أعطاها الرئيس عبدالفتاح السيسي أولوية من أجل خطة تطوير التعليم، ويهدف المشروع لتثقيف الشباب والأطفال وأولياء الأمور بأمهات الكتب والمجلات والمواد التعليمية المصورة.

وخلال الثلاث سنوات التي عمل خلالها البنك زاره أكثر من 8 مليون زائرًا، بين باحثين وطلاب ومعلمين وأطفال، ويعتبر البنك أحد أكبر وأشمل بنوك المعرفة الموجودة على مستوي العالم؛ نظرًا لما يحتويه من مصادر معرفية وتعليمية وثقافيه وبحثية، من أكبر دور النشر والإنتاج العالمية وبيوت الخبره المتخصصة،

ويوفر المصادر البحثية والمعرفية من مختلف الناشرين المحليين والدوليين، والعمل على سهولة الوصول إليها من قبل المستخدمين، للصغار نصيب أيضًا في بنك المعرفة، من خلال بوابة تهتم نشر مواد تعليمية بالفيديو والصور تعرض مواد تعليمية بصورة جذابة للأطفال.

بمجرد الدخول على الموقع تجد 4 بوابات كل منها في تخصص مختلف وهي بوابة القراء، بوابة الباحثين، بوابة الطلاب والمعلمون، بوابة الأطفال، ومن خلالهم يستخدم زائر الموقع المعلومات والكتابات والصور لأغراضه الشخصية غير التجارية، أو للحصول على معلومات بخصوص المنتجات والخدمات التي يستضيفها بنك المعرفة.

ومع بداية العام الدراسي الجديد يتيح البنك المناهج الدراسة الحديثة أولًا بأول، فيستطيع كل من في المراحل التعليمية الدخول على البنك، واختيار الصف الفصل الدراسي الذي يدرسون فيه، وسيجدوا على الموقع كل ما يخص المنهج من كتاب التلميذ ودليل المعلم وفيديوهات وفلاش كارد وأفكار أنشطة لكل درس، وما على الطالب سوى اختيار ما يريد منه.

أما الباحثين في الجامعات فلهم بوابة خاصة بهم يستطيعوا الدخول عليها من خلال البريد الإلكتروني للجامعة أو المعهد التابعين له، وتهدف هذه البوابة إلى خدمة الباحثين في الجامعات وأعضاء المراكز البحثية، وتوفر لهم كل الأبحاث والدراسات العلمية المحلية والعالمية في التخصصات المختلفة.

واهتمت البوابة بتوثيق المحتوى المعرفي العلمي لكل الجامعات والمراكز البحثية؛ ما يدعم ذاكرة مصر العلمية والبحثية من خلال نظام إدارة المجلات العلمية وفهرستها وحفظها إلكترونيًا، ونظام لإدارة المؤتمرات، ويشمل إدارة المسابقات العلمية، وإدارة ورش عمل المؤتمرات، وإدارة تسجيل المشاركين وإدارة المعارض وإدارة النشر.

وكذلك، تقييم الناتج العلمي المحلي، وهو نظام متميز متكامل تم تصميمه للهيئات العلمية لمراقبة وتقييم المجلات العلمية المحلية الخاصة بها، وحفظ وتجميع الناتج المحلي بشكل قومي، إذ أن النظام يتيح لكل الباحثين على مستوي الجمهورية الحفظ والاسترجاع بشكل مركزي مع إحكام إدارة النظام.

«تامر توفيق»، 26 عامًا، أحد خريج كلية التمريض جامعة القاهرة، والتي عقب تخرجه منها عكف على إعداد رسالة الماجيسيتر الخاصة به، عن علم نفس المرضى متخطين سن الـ60 وكيفية التعامل معهم بالطريقة الصحيحة.

استخدم بنك المعرفة، في الحصول على عدد من المعلومات المتعلقة بموضوع رسالتهه، يقول: «كنت بغيب كتير أيام الكلية، وعلاقتي كانت محددوة بمعظم الدكاترة لحد ما لجأت إلى موقع بنك المعرفة في إعداد الرسالة بجانب مواقع معرفية أخرى».

يضيف: «الدكاترة والمدرسين في فيديوهات موقع بنك المعرفة، بيشرحوا بتبسط شديد، إلى جانب جودة دبلجة الصوت؛ بسبب الاعتماد على نسخ أجنبية من الكتب والشروحات».

أكثر ما أفاد «توفيق» في بنك المعرفة هي الأمثلة التي يعطيها المدرسون، والتي تقارب الواقع إلى درجة كبيرة، بحسب وصفه، مؤكدًا أن الموقع به كل المجالات العلمية والمعرفية.

الرئيس «السيسي» قال خلال جلسة المؤتمر عن بنك المعرفة، إن مصر أنفقت عليه مبالغ كبيرة، مضيفًا: «وضعنا في بنك المعرفة كل من يريد أن يعرف شيء عن معارف الدنيا، ولم نبخل في شيء ولم يفعل أحد في العالم هذا الأمر سوانا».

وتابع، أن القرارات تصدر بالتشاور ولا تخرج بشكل فوقي، لافتًا إلى أن هناك لقاءات مستمرة ونقاشات في مختلف الموضوعات بين الأطراف كافة، حتى نرى أن الموضوعات خرجت بشكل كافٍ من النقاش.

وأضاف: «كل من يحمل في يديه جهاز موبايل يقدر يدخل على بنك المعرفة، ويقدر يعلم أولاده بكل سهولة، دلوقتي تم إتاحة بنك المعرفة لكل المصريين، وبسأل نفسي يا ترى مين مننا يقدر يكون عارف كم المعلومات اللي داخل البنك؟».