رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدأ التغيير.. «الدستور» تحاور شباب نفذوا مشاريع خاصة بمساعد جهاز «تنمية المشروعات»

جريدة الدستور

بمجرد أن تحلم بتنفيذ مشروع صغير خاص بك، تجد العامل المادي هو العائق الأول الذي يأتي إلى الأذهان، فهناك أحلام شبابية عدة نحو عيشة كريمة، وطموحات عالية، يهدمها ضيق يد الشباب.

بيد أن حاليًا ربما اختفى ذلك السبب، بعدما تم إنشاء جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي مد يد العون للشباب لمساعدتهم ماديًا في تنفيد مشروعاتهم الخاصة. بحسب تجارب خاصة تعرضها «الدستور» في التقرير التالي، لنماذج شبابية كان لديها أحلامًا وردية أصبحت واقعًا ملموسًا عاشته، واستطاعت على يد ذلك الجهاز الوصول إلى أهدافها وتحقيق أحلامها.

محمد عبدالعزيز،40 عامًا، من محافظة الأسكندرية، دبلوم تجارة، وأحد الشباب المستفيدين من ذلك الجهاز، يقول "عملت بكثير من المهن إلى أن أدركت حبي الشديد لصناعة الملابس ورغبتي العمل بها".

يوضح أنه واجهته أزمة التمويل المادي، حتى علم بأمر القروض التي يقدمها جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مضيفًا: "أخدت القرض الأول 10000 جنيهًا لشراء المعدات اللازمة لمصنع ملابس صغير".

يشير إلى أنه بعد ذلك قام بأخذ قرض قيمته 50000 جنيهًا؛ لاستكمال معدات المصنع، ثم اقتراض على مراحل حتى وصل إجمالي المبلغ المقترض 150000 جنيهًا، مكنته من تطوير المصنع إلى أن أصبح له سمعة جيدة بالأسواق وأصبحت ماركة "عبد العزيز" مشهود لها بالجودة والسمعة الطيبة.

نيفين الجامع، الرئيس التنفيذي لجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تقول أن هناك ما يعادل 70% من قائمة واردات مصر، يمكن تصنيعها محليًا والاستغناء عن استيرادها، وذلك دون الحاجة إلى استحداث تكنولوجيا متقدمة.

تضيف: "أو استيراد مواد خام مكلفة، ولذا فالجهاز يعمل على تمويل المشروعات التي تندرج تحت هذه الفئة بالمجمعات الصناعية الجديدة والبالغ عددها 13 مجمعًا في 12 محافظة".

"بعد وفاة زوجي لم أجد عائلًا لي ولأولادي حتى أهلي رفضوا مساعدتي" تقولها نجلاء سيد 42 عامًا، إحدى المستفيدات من جهاز تنمية المشروعات، موضحة أن هذا ماجعلها تضطر إلى التفكير بعمل يمثل مصدرًا ثابتًا للرزق لها ولأولادها.

انتهزت نجلاء فرصة حبها للخياطة، ووجود ماكينة صغيرة لها لديها، وبالفعل قامت بالخياطة بالبداية لبعض جيرانها، وتحسنت الحالة المادية لها ولأسرتها، الأمر الذي جعلها تفكر في التوسع بهذا المجال.

كانت البوابة التي لجأت إليها هو جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي اقترضت منه مبلغ 150 ألف جنيهًا، كي تنشئ مشغل لتصنيع الملابس الأطفالي، والذي اشترك معها في العمل عدد من زميلاتها إلى أن أصبح مشغلًا كبيرًا يدر أرباح مرتفعة.

بحسب أحدث احصائيات، صدرت من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لعام 2019، فإن حجم القروض المقدمة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية، والتي بلغت 5.3 مليار جنيهًا، مولت حوالي 246 ألف مشروع صغير ومتناهي، ووفرت حوالي 395 ألف فرصة عمل.

كما قدم الجهاز، منح بإجمالي تمويل 33.3 مليون جنيهًا لمشروعات البنية الأساسية، والتنمية المجتمعية والتدريب ووفرت حوالي 182 ألف يومية عمل، كما وزعت تمويلات الجهاز، بين 1.3 مليار جنيه تمويلات للمشروعات الصغيرة من خلال الجهات الوسيطة لعدد 12.873 ألف مشروع توفر 27.543 ألف فرصة عمل.

وبلغ حجم الإقراض المباشر 0.97 مليار جنيه، لعدد 4.041 ألف مشروع توفر 21.514 فرصة عمل، ليبلغ إجمالي المقدم للمشروعات الصغيرة 2.27 مليار جنيهًا لعدد 16.914 ألف مشروع توفر 49.057 ألف فرصة عمل، فيما بلغ حجم التمويلات المقدمة للمشروعات متناهية الصغر 3 مليارات جنيه، لعدد

علي عبد الهادي، 31 عامًا، مهندس زراعي، ومستفيد من الجهاز، يقول أنه فور تخرجه بدأ يبحث عن عمل، كي يستطيع توفير دخلًا مناسبًا يمكنه من الزواج والعيش بحياة كريمة، لاسيما أنه لم يجد عملًا في مجال تخصصه.

بحث دون جدوى، إلى أن شاهد فيديو عن طريق الصدفة لتعليم تجفيف الفواكه، وأعجب بالفكرة مما دفعه جديًا إلى إنشاء مصنعًا لتجفيف الفواكه بمدينة المحلة الكبرى، وكانت الأزمة التي واجهته هي مصادر تمويل المشروع.

نصحه أحد الأصدقاء باللجوء إلى جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وطلب القرض والتمويل منهم، وهو ماحدث بالفعل، فساعده الجهاز بتقديم قرض قيمته 10000 ألف جنيهًا، بدء بهم المشروع، وبدأت ثماره تأتي من حيث إقبال تجار المحال والسوبر ماركت على الشراء منه.