رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفكر إسلامي سعودي: الإرهاب حرب موجهة ومتاجرة بالدين

جريدة الدستور

قال الدكتور عبد الله فدعق، المفكر الإسلامي السعودي، إن معاناة من تجلية مفهوم المواطنة للناس كبيرة جدا، خاصة وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعات المتطرفة حاولت وتحاول دائما وضع الناس في تقابلية خاطئة بين الدين والدولة، ودائما ما يستميت المتطرفون في تشتيت المجتمعات، من خلال ترديدهم أن الدين نقيض الدولة، وأن الدين ـ في زعمهم ــ لا بد أن ينشأ في معزل عن الدولة، مع الحرص الكامل منهم في إخفاء ما يقوله فقهاء المسلمين، من أن العدو إذا دخل بلدا صار الجهاد واجبا على أهل البلدة، دون تفرقة بين ذكر أو أنثى، أو بين صغير أو كبير.

وأضاف "فدعق" خلال كلمته بالجلسة العلمية الأولى بمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الوسطية، والعدالة، والمساواة أركان من جملة أركان أساسية تؤدي إلى رفعة أمن المجتمعات، على عكس مهددات كثيرة، كالاستبداد، ونفي الآخر، وصناعة الإرهاب، وكلها مسائل تستوجب التكاتف المجتمعي للقضاء عليها، والتحالف الإقليمي والدولي لمواجهتها؛ وآليات المواجهة متعددة، فهناك الآلية التربوية، والآلية الاجتماعية.

وأوضح أن الآلية الإعلامية، والآلية العسكرية، وتوحدها ضروري من أجل صمود الدولة الوطنية، وتقوية بنائها، بل إن مساندة الدولة الوطنية في مساعيها ضد مهددات الأمن؛ فرض عين على كل إنسان، في موقعه الفكري والثقافي والاجتماعي.

بين فدعق أن الإرهاب صار ظاهرة دوليةً، وليست مقتصرة على بلد بعينه، وما يحدث في أية دولة من دول العالم نجد تأثيره في منطقتنا وما حولنا الإ، وأن أحجامه وألوانه ومستوياته مختلفة، ويجمع أشكاله قاسم مشترك يتمثل في كونه طاحونة تأكل الأخضر واليابس، وأن الأديان بريئة منه ومن صانعيه، وأن من أهم مقاصدها ــ أي الأديان ــ حفظ وحماية الأوطان.

وقال إن الإرهاب اليوم لم يعد فكرة، وإنما هو صناعة وباب ربح، وما حدث ويحدث من الجماعات الإرهابية المختلفة ليس أمرًا عفويًا، وإنما هو حرب موجهة ومعلنة ضد كل سلام ونماء ورخاء في المنطقة، ومتاجرة واضحة باسم الدين، الأمر الذي يستوجب زيادة جرعات التوعية بمخاطره ــ أي الإرهاب ــ على الحاضر والمستقبل، من خلال تكاتف المثقفين والإعلاميين والدعاة والعلماء، استجابة لقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.