رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه: أبو ضحكة جنان يقدم أول فيلم خيال علمي

جريدة الدستور

كانت أول مركبة من صُنع الإنسان تصل إلى سطح القمر هي المركبة الفضائية لونا 2 التابعة للاتحاد السوفيتي في 13 سبتمبر 1959، وفي نفس العام لعب الفنان إسماعيل يس٬ الذي تحل اليوم الذكري الــ 107 لميلاده، بطولة فيلم "رحلة إلي القمر" أخرجه حمادة عبد الوهاب٬ وشاركه البطولة رشدي أباظة، الوجه الجديد حينها صفية ثروت.

الفيلم كان رائدا في مجال أفلام الخيال العلمي٬ وإن لم يكن بالإبهار الذي نراه اليوم في تقنية إخراج مثل هذه الأفلام. فضلا علي أن الفيلم تم إنتاجه وإخراجه في فترة وجيزة لا تتعدي الشهور بين الإعلان عن وصول أول مركبة فضائية للقمر٬ وبين عرضه للجمهور٬ وهو ما يؤكد ذكاء فريق العمل الذي استجاب لحدث تاريخي وهو إرتياد الفضاء لأول مرة في عمر البشرية.

يبدأ الفيلم بمشهد تظهر فيه سيارة تحمل شعار جريدة "أخبار اليوم" يقودها "إسماعيل" سائق المؤسسة٬ في طريقه لمرصد حلوان٬ وبصحبته مصور ومحرر صحفي لتغطية حدث إطلاق أول صاروخ مصري إلي القمر وكشف تفاصيله. تصل السيارة فيسحب أمن المرصد الكاميرا من المصور٬ إلا أن إسماعيل يحتفظ بواحدة أخري يخفيها في جيبه.

داخل المرصد يرفض العال المسئول عن برنامج الصاروخ الإفصاح عن أية معلومات عن مشروعه٬ يحاول مساعده "رشدي" أن يقنعه بالحديث مع الصحافة إلا أنه يرفض رفضا باتا. فيتسلل إسماعيل داخل الصاروخ وعندما يبحثون عنه يصل العالم ومساعده داخل الصاروخ٬ وأثناء محاولتهما القبض علي إسماعيل٬ يضغط الأخير زر إطلاق الصاروخ فينطلق خارج المجال الجوي للأرض حتي يصل للقمر.

ينجح رشدي في الإتصال بالمركز الأرضي للمرصد٬ ويخبرهم أنهم جميعا بخير وقد وصلوا إلي القمر. برعونته بعد أن شرب وتملك السكر منه٬ يخرج إسماعيل خارج الصاروخ ليكون أول مصري يصل للقمر. ما أن يلحق به رشدي والعالم ليكتشفا سطح القمر٬ حتي يصل إليهم إنسان آلي "روبوت" ويسلط عليهم أشعة ما تسلب إرادتهم ووعيهم٬ ليقودهم إلي كهف داخل أحد جبال القمر. لنكتشف أن هناك من يعيش بداخله من بقايا حضارة متقدمة زالت عقب حرب دامية بين سكان القمر.

بعد التعارف بين سكان القمر والأرض٬ يحكي رشدي وإسماعيل والعالم٬ كيف وصلوا بالخطأ للقمر وكيف أن وقود الصاروخ قد نفذ وأنهم بهذه الطريقة قد أصبحوا سجناء علي سطح القمر ولن يتمكنوا من العودة للأرض مرة أخري. إلا أن مضيفهم بعدما يهدئ من روعهم ويقدم لهم وجبة عبارة عن حبوب كحبوب الدواء الواحدة منها تشبع لمدة يوم كامل. يخبرهم بأن هناك وقود نووي يكفي لإعادتهم إلي الأرض٬ لكن الوقود موجود في مكان بعيد عن مقر إقامتهم.

في هذه الأثناء تنشأ علاقة حب بين رشدي وإحدي الفتيات من ساكنات القمر٬ والتي تصر علي أن تصحبهم في رحلتهم لجلب الوقود للصاروخ. يصل رشدي وإسماعيل والعالم بصحبة الفتاة إلي المغارة٬ وبداخلها نري فلول جيش المتحاربين من سكان القمر. قائدهم يحذرهم من خطورة دخول المغارة التي تحوي الوقود٬ ومع تصميمهم ينصحهم بألا تعلو أصواتهم حتي لا تنهار المغارة فوق رؤوسهم. إلا أن إسماعيل يتجاهل التحذير فتتساقط المغارة وعند محاولتهم الهروب يقع العالم إلا أن إسماعيل يعود لإنقاذه.

وعلي طريقة أفلام هوليوود في إنقاذ الجميع٬ في اللحظات الأخيرة٬ بينما يهم الصاروخ للعودة إلي الأرض وعلي متنه من تبقي من سكان القمر٬ يلوح لهم إسماعيل والعالم الذي أنقذه فيلتقطهما الصاروخ ليعود الجميع إلي الأرض. وكان في إستقبالهم جميع سكان القاهرة٬ وعلي رأسهم موفد من رئيس تحرير أخبار اليوم حاملا عقد عمل لإسماعيل٬ من سائق لسيارة توزيع الجريدة لمحرر صحفي بها.