رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضاءات للنشر تطرح رواية مامبا سوداء لـ"أسامة رقيعة"

جريدة الدستور

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع. صدرت حديثا للباحث والروائي السوداني أسامة رقيعة٬ رواية جديدة بعنوان "مامبا سوداء". هذا العنوان وكعتبة أولى للنص الروائي. يثير في نفس القارئ تساؤلات عدة حول ماهية هذه "المامبا السوداء" وهي أطول الأفاعي الإفريقية، وأسرعها وأكثرها فتكا في العالم، وكذلك يثير في مخيلة القارئ صورا ومشاهد لأحداث وتفاصيل مرعبة ومثيرة مرتبطة بها.

غير أن بعض بني البشر، قد يكونون أكثر فتكا وشراسة، بل وأكثر الكائنات توحشا، بما يحملونه من شرور في أنفسهم تجاه بعضهم البعض، فالرغبة بالسيطرة وسلب الآخرين أموالهم وحياتهم دون شفة صفة ينفرد بها البشر عن بقية الكائنات.

تدور أحداث الرواية في عالمين مختلفين، هما عالمنا نحن البشر، وعالم الجن الموازي والذي يكاد يتطابق مع عالمنا بقوانينه وشرائعه التي تحكم سكانه، ويختلف بما فيه من غرائب وطاقات وقدرات فائقة، وسحر وشيطانية، وبولوج فرد من الجن إلى عالم البشر تبدأ اللعبة.

في القصر الفخم، قصر زوجها مقصود والذي يغط بنوم عميق في الجانب الآخر من القصر، وفي غرفتها الخاصة، وبين روائح العطور، وتصاعد دخان البخور، تبدو "ملعوبة" من خلال الأضواء الخافتة، كزهرة اقحوان، تتهيأ للقاء "جايكا" الذي يتحَرَّقُ بشغف مجنون، يتسلل إلى غرفتها من اللامكان، ليغرق معها في طقوس المجون.

مقصود بطل الرواية الرجل الثري، صاحب الأملاك، وابن الأسرة الخيِّرة ذات السمعة النظيفة، ومنذ أن التقى بملعوبة، والتي ستصبح زوجته لاحقا لم يجرب أو يحاول مقاومة غنجها ودلالها وسحر أنوثتها فهو ودونما إدراكٍ منه، وجد نفسه فريسة بين أنيابها، هذه الأخيرة التي كانت قد عقدت اتفاقا مع "جايكا" القادم من العالم الموازي عالم الجن وبما لديه من قدرات سحرية خارقة، للإيقاع بمقصود.

بعد أن تمكنت منه أبعدته عن أسرته، وشيئا فشيئا سيطرت على أعماله وأملاكه، وباتت هي المتحكمة بحياته ومصيره، بينما هو غائب عن الواقع، يتناول الطعام دون توقف، ليزداد ترهلا بجسده وعقله.

إلا أن السحر سيزول عن مقصود، في يوم من الأيام عندما سيغيب "جايكا" وينقطع عن "ملعوبة" وستتكشف لمقصود كل الألاعيب الشيطانية التي كانت قد حاكتها له.