رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد البساطي.. كاتب يجعلك ترى وأنت تقرأ

 الكاتب محمد البساطي
الكاتب محمد البساطي

وكأن الكاتب محمد البساطي اشتق اسلوبه فى الكتابه من حروف اسمه.. البساطة هى العنوان الرئيس فى كتاباته تلك بالبساطة التى تغرى على القراءة، ليجد القارئ نفسه منغمسا فى تفاصيل عميقة ومعقدة، ولكن بأسلوب سلس جدا.. فى روايتة فردوس يحكى البساطى عن شابة تحمل نفس الأسم، جميلة ممشوقة القوام ليس فى القرية شبيهة لها فى هيئتها ونظافتها، تزوجت من رجل له كرش ابجر، يكبرها بعقدين من الزمان وله زوجة وابناء، تزوجته على غير رضا بعد أن فاتها قطار الزواج، بعد أن رفضت الزواج كى تقوم على شئون والدها بعد أن تركه ابنه وتزوج فى بلاد بعيدة، ولما تزوجت أختها الصغرى ومات والدها، تزوجت من موافى الذى عاملها كزوجة لمدة عام ثم تركها تحادث الجدران، ونام تحت قدمى زوجته القديمة ذات الشعر المنفوش، مما جعل ابنه سعد الذى بدأ فى طور المراهقة يتجرأ عليها..

بعيدا عن كون الفكرة تقليدية الا ان البساطى استطاع أن يفرد لنا بساط الريح، لنتجول فى قرية من قرى الدلتا، صور لنا السيدات مفترشات الدروب وهن يرضعن أولادهن غير مكترثات بالمارة. كما صور لنا بقلمه الأطفال العرايا والبنات اللواتى يجنين القطن، والسيدات اللواتى يحملن الطعام لأزواجهم فى الغيطان، بل أن البساطى وصف الغيطان نفسها، بأحواضها وألوان زرعها وسنابل قمحها التى اثقلها الحب.. كما وصف النرع وحديث المراهقين اثناء العوم عن سيدات القرية وكيف ينتهى يومهم بشجار. ولم ينسى الكلاب الرابضه على عتبات البيوت والماعز التى تدخلها فردوس أخر الليل خشية أن يقتلها البرد.

وانت فى رحاب البساطى ترى وانت تقرأ، وكأن حروفه كاميرا تجسد لك الصورة كاملة، من عدة زوايا، بغير نقص أو ضعف، فيدخلك فى الكادر لتكون واحد من أفراد المشهد. وليس مجرد قارئ عادى يقرأ بعض السطور ثم يرتحل. بل يجعلك مشدوها ومنتظرا لما ستظهرة السطور التى صرت جزءا منها.