رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصالون الثقافي العربي يناقش "تحرير جديد للمرأة العربية" في بيت السناري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد الصالون الثقافي العربي أن أوضاع المرأة في الدول العربية مازالت بحاجة لثورة تشريعية، وأن قوانين الأحوال الشخصية لم تمنح المرأة حقها، ولم تواكب مراحل تحرر المرأة العربية، مشيرا إلى أنه على مدار ما يزيد علي 100 عام منذ بداية حركة تحرير المرأة تعرضت لعديد من الانتكاسات ما أدى إلى التفكير الجاد في إعادة إحيائها أو بدء عملية مغايرة نحو تحرير جديد وحلول مبتكرة لقضايا المرأة العربية.

جاء ذلك خلال انعقاد الصالون الثقافي العربي في بيت السناري، لمناقشة قضايا المرأة العربية ودورها في المجتمعات العربية اقتصاديا وسياسيا وتعليميا، تحت عنوان "نحو تحرير جديد للمرأة العربية".

واستهلت الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، المشاركات والتي خلصت خلال كلمتها إلى أن الصراعات السياسية في المناطق العربية أدت إلى تراجع مكانة المرأة العربية، مؤكدة أن العالم المعاصر يقيس تقدم الدول بمدى مشاركة المرأة في عملية التنمية المستدامة وليس فقط الكوتة البرلمانية أو عدد الوزيرات في الحكومة.

كما حاضرت الدكتورة فيفيان فؤاد مستشار وزير التضامن، والتي أكدت أن المرأة العربية لم تنل كامل حريتها رغم ما وصلت إليه من مناصب قيادية في معظم الدول كمنصب الوزيرة والسفيرة وغيرها من المناصب القيادية.. مضيفة أن الفجوة كبيرة ليست بين الرجل والمرأة فقط، بل هي كبيرة بين المرأة والمرأة، ضاربة مثالا بين درجة حرية وإمكانات المرأة في المدينة عن نظيرتها في المناطق الريفية.

كما تطرق الدكتور محمد الخولي، المترجم بالأمم المتحدة، خلال مشاركته، إلى تأثير الفقر والأوضاع المالية على المرأة، متمثلة في الزواج المبكر للبنات، ما يجعل رب الأسرة يعرض إبنته للزواج وعمرها 10 سنوات، ما جعلها ضحية تقاليد وأعراف وغياب قانون، لافتا إلى ثقافة الشرف في الأسرة العربية، مستشهدا بحادث قتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب في أغسطس الماضي.

وأكد الخولي ضرورة إعادة النظر في البنية التحتية لتشريعات المرأة، إلى جانب إعادة تصور بنية الحياة الزوجية لتعتمد على مبدأ المساواة، المساواة في الزواج والمساواة في الطلاق.

من جانبه، ذكر الدكتور والناقد صلاح فضل أنه بالرغم أن قيمة الحرية هي المسيطرة على العقلية الثقافية المعاصرة، إلا أن ضعف الأصوات المنادية بأهمية قضايا المرأة أدى إلى تراجع تحقيق الإنجازات في مجال حل قضايا المرأة.

ولفت إلى أنه على مدار التاريخ ارتبطت عملية تحرر المرأة بانتشار النزعة العقلية في التفكير وإدارة الحياة، بينما تتراجع أدوارها وتقل مكانها مع انتشار الظلامية وتراجع التفكير العلمي.

في السياق نفسه، قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندري، إنه يعتقد أن قضايا تحرر المرأة لا ترتبط بظاهرة الحجاب إذ أن الأخيرة مجرد شكل، والتحرر قضية عقلية في المقام الأول.

وأكد الفقي ضرورة تجاوز الازدواجية الثقافية التي تنتشر في مجتمعاتنا، إذ يختلف ما نعتقد عما نعبر عنه في كلامنا، على الصعيد الأخلاقي أو العقائدي.

يذكر أن أعضاء اللجنة التنفيذية انتخبوا الدكتور مصطفى الفقي رئيسًا للصالون الثقافي العربي بالقاهرة، خلفًا للراحل الدكتور "يحيى الجمل"، وأعلن الفقي دمج الصالون الثقافي للمكتبة، مع الصالون الثقافي العربي، على أن يعقد الصالون الجديد بأعضائه من الجانبين كل ثلاثة أشهر، سواء بمقر المكتبة الرئيسي أو أحد مقراتها الفرعية التابعة لها بالإسكندرية أو القاهرة.