رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميادة الحناوي: أُحيى حفلًا فى مصر قريبًا.. وأبحث عن لحن كى أغنى لها

جريدة الدستور

مطربة الجيل كشفت عن أن منتجًا رفض طرح أغانيها وقال «مش وقت طرب»
«الكبير» محمد سلطان أعطانى «الشياكة اللحنية» وحلمى بكر «الجملة الصعبة»
أعانى قلة الملحنين المميزين بعد رحيل العمالقة وسأطرح أغنية قريبًا



لم يَخِبْ ظن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فيها، عندما اكتشفها ووضعها على أول سلم المجد الغنائى.. فقد حققت ميادة الحناوى أو «مطربة الجيل» النبوءة كاملة، وأصبح صوتها أحد أهم أسباب السعادة والبهجة للمستمعين على اختلاف أذواقهم وأجيالهم. لكنها غابت لفترات طويلة، وظل الجمهور خصوصًا هنا متشوقًا لها، وها هى تبشر فى حوارها مع «الدستور» بإحياء حفل غنائى على أرض مصر فى أقرب فرصة ممكنة. وكشفت الفنانة الكبيرة عن كواليس أعمالها الفنية التى تطرحها قريبًا، إلى جانب آرائها فى الفن الذى يقدم حاليًا، وذكرياتها مع عمالقة التلحين فى مصر وغيرها من التفاصيل.

■ فترات غيابك عن الساحة الفنية كثيرة.. لماذا؟
- أسباب شخصية كانت وراء كثير من فترات غيابى.. وهناك بالطبع أسباب أخرى تتمثل فى بحثى الدائم عن منتج يستطيع فهمى جيدًا، إضافة إلى بحثى عن الألحان التى تضيف لى ولتاريخى، وأخيرًا لحفلات تليق باسمى.
■ نشاطك الفنى أصبح كثيفًا الفترة الأخيرة.. لكن أين أنتِ من مصر؟
- الحمد لله أن الفن الأصيل والطربى ما زال موجودًا، وأنا دائمًا أسعى لأن أكون موجودة بفنى ورسالتى الأصيلة المعتمدة على الأغانى الطربية، وأسعى للمشاركة فى المهرجانات العربية الكبيرة، وفى الأماكن التى تليق بفنى وبتاريخى، لذلك شاركت مؤخرًا فى عدد من المهرجانات الشهيرة فى عالمنا العربى كان آخرها بتونس، أما عن مصر فهى دائمًا فى بالى، فلها مكانة خاصة بقلبى وهى التى منحتنى الشهرة والألحان والكلمات، ولا أنسى جمهور مصر العظيم الذى وقف معى وشجعنى فى بداياتى الفنية، وما زال إلى وقتنا الحالى شغوفًا، وأستشعر حبه لى ولأعمالى الغنائية، وفى أقرب فرصة سأحيى حفلًا غنائيًا بين أهلى وأحبائى فى مصر الحبيبة.
■ قدمتِ عدة أغانٍ لسوريا ولبنان.. أين مصر من هذا أيضًا؟
- مصر فى قلبى ووجدانى، وعندما يُقدم لى لحن عن مصر فلن أتردد، وهذا هدية منى للمحروسة الغالية ولشعبها العظيم، وغنيت لمصر «وحشتينى يا مصر» فى السابق من ألحان صلاح الشرنوبى وكلمات عمر بطيشة، وأديتها فى الإسماعيلية، وهى موجودة فى أرشيف التليفزيون، وتذاع من الوقت للآخر.
■ ذكرتِ أن محسن جابر يرفض طرح أغانيكِ.. كيف ذلك؟
- محسن جابر كان وعدنى منذ فترة بأنه سيطرح أغانى جديدة لى، لكنه إلى وقتنا الحالى لم يفعل ذلك هو وشركته «مزيكا»، وحين فقدت الأمل سألته عن السبب، فقال لى: «مش وقت طرب»، وهذا الرد أحزننى للغاية، خاصة أن هذه الأغانى لحنها بليغ حمدى ومحمد سلطان، ومع ذلك فأنا أنتظر ما إذا كان سيطرحها من عدمه، فإذا طرحها فشكرًا له، وإذا كانت الأخرى فهو حر.
■ ما تعليقك على قوله: «مش وقت طرب»؟
- أنا أعرف محسن جابر جيدًا، فهو شخص ذواق وفنان باختياره لمطربى شركته، وأحب أن أذكره بأن الفن الحقيقى والطرب الأصيل لا يموت، فأمثال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وكل فنانى الزمن الجميل، خالدون بفنهم «عايشين معانا فى قلوبنا وعقولنا، وعلى فنهم الخالد نبنى حبنا الصادق والراقى».
■ كيف تقيّمين ما يقدم هذه الأيام؟
- الفن هذه الأيام يموت من حيث يُولد، لأنه ليس فنًا يعيش فى القلوب أو العقول، ويعتمد على الاستسهال فى صناعته.
■ ماذا تقولين فى أغانى المهرجانات؟
- أشكر القائمين على أغانى المهرجانات، لكن أرجو منهم أن يتجهوا إلى الفن الهادف والنظيف، وأن يبتعدوا عن الابتذال فى الكلمات والقصص التى يتم غناؤها، وكذلك عن فكرة المزيكا الراقصة فقط، فلا بد أن تكون تلك الأغانى ذات بُعد ثقافى وحضارى.
■ هل شغفك بتقديم الطرب أشعركِ بالاغتراب أو الوحدة الغنائية؟
- إطلاقًا.. أنا لا أعانى من الوحدة الغنائية، لكن أعانى من قلة الملحنين وتميزهم، فبعد العمالقة الذين تعاملت معهم من قبل، والذين رحل أغلبهم عن عالمنا، أصبحت متخوفة، وأصبح الانتقاء صعبًا، فأنا فنانة تفتش عن المضمون الحديث بالفكر الراقى، فالفن نبتة نزرعها للأجيال القادمة، ويجب أن يكون المحتوى راقيًا وهادفًا من أول الكلام مرورًا باللحن حتى الأداء.
■ ألا يوجد فى مصر من يطرح فنًا شبيهًا بالذى تقدمينه؟
- «اللى بيقدم فن ميادة الحناوى فى مصر هى ميادة نفسها»، لأن لى قاعدة جماهيرية كبيرة أسستها على فترات طويلة، وهى مبنية على الحب والاحترام بينى وبين جمهورى فى مصر الحبيبة، وأنا أتطلع دائمًا إلى التواصل بشكل دورى مع الجمهور من خلال فنى واسمى وتاريخى، وعبر اللقاءات التليفزيونية والحفلات الغنائية المتجددة.
■ ما رأيك فى أصالة؟
- فقط أدعو الله لها أن يوفقها فى مشوارها الغنائى.
■ فى الماضى اخترتِ اليونان لتسجيل أعمالك.. ما سر ذلك؟
- كنت أفعل ذلك فى البدايات، عندما كنت ممنوعة من دخول مصر، فكنت أجهز الأغانى فى دمشق، وكان اللحن يأتينى من القاهرة، وبعدها أسافر إلى اليونان لتسجيله.
وكانت مرحلة جميلة وذكريات مهمة فى حياتى، كنا نجتمع فى الاستديو هناك على طاولة واحدة أنا وأربعة من عمالقة التلحين، هم بليغ حمدى وسيد مكاوى وحلمى بكر ومحمد سلطان.
■ هؤلاء العمالقة.. فى أى شىء كان يتميز كل منهم؟
- كل فنان له خصوصيته وطبعه، وكل واحد فيهم أضاف شيئًا جميلًا لصوتى، فالكبير محمد سلطان أعطانى «الشياكة اللحنية»، وحلمى بكر منحنى «الجملة الصعبة»، أما بليغ حمدى فهو عبقرى الفن العربى وله الفضل فى شهرتى، وكذلك صلاح الشرنوبى الرائع الذى أضاف لى سكة جديدة فى «الأغانى القصيرة»، وهى أغانى السهل الممتنع، أما الملحن سامى الحفناوى فكانت ألحانه نقطة تحول فى مسيرتى الفنية، من خلال ألبومى «غيرت حياتى» و«جالك كلامى».
■ لقبتك الصحافة قديمًا بـ«نجمة الجيل».. كيف تقيّمين تعامل الإعلام مع المطربين حاليًا؟
- الإعلام فى الماضى كان يهتم كثيرًا بالمطربات ذوات الصوت القوى والشعبية الحقيقية، من خلال النجاحات التى يقدمها المطرب، أما الآن فهناك اختلاف واضح فى الذوق العام، وهناك اختلاف واضح فى شكل الإعلام، فالآن هناك محطات تليفزيونية وصحف وإذاعات تعطى مساحات كبيرة لفنانين ليست لهم علاقة بالفن، فى حين تترك مساحات صغيرة لفنانين كبار كدنا أن ننساهم، فالفن العربى يسير من سيئ إلى أسوأ، وهذا كله بسبب الإعلام المسموع والمقروء والمرئى، وبعض الناس «المزاجيين» يديرون الإعلام ويقولون «الناس عايزة كده» وهذا الكلام غير صحيح، فعندما تقدم فنًا راقيًا وهادفًا أعتقد أن الناس ستهتم به وتستمع إليه جيدًا.
■ موسيقار الأجيال من اكتشفك.. كيف تقيّمين تجربته؟
- من المستحيل أن يجود الزمان بشخص مثل محمد عبدالوهاب إطلاقًا، فهو إمبراطور الفن، فقد سبق عصره وفنه وسيبقى خالدًا على مر العصور، فكان فنه يخاطب القلوب والعقول، فكل من استمع إلى أعماله فُتن به، من أول رجل الشارع العادى مرورًا بالمثقف حتى الملوك والأمراء، ولذلك تم تلقيبه بـ«موسيقار الأجيال»، وأنا لا أنسى فضله علىّ فى بداية حياتى، فكان القدوة والمعلم الملهم، رحمه الله، وأبقى تراثه الفنى ليفكرنا بالأيام الجميلة والعصر الذهبى للفن العربى.
■ قلتِ إن واقعة سقوطك على المسرح ذكَّرتكِ بالموقف الشبيه مع أم كلثوم.. ما كواليس ذلك؟
- أنا أؤمن بقدر الله، وأنا دائمًا أسير على بركته، وواقعة السقوط حدثت على خشبة مسرح مهرجان صفاقس الغنائى الدولى.. والموقف وقع عندما علق الفستان بكعب حذائى، فأمسكت بـ«الميكروفون» وكنت أتوقع أنه ثابت، فإذا به غير ذلك، فاختل توازنى وسقطت، والحمد لله قمت واستعدت مكانتى وغنيت ساعتين، وكان الجمهور التونسى متناغمًا مع الأغانى، ومرددًا لكل كلماتها من خلال التشجيع والتصفيق الحاد، الأمر الذى أنسانى كل شىء، وأنا سعدت كثيرًا بهذا الموقف وأعجبت بردة الفعل، وهذا الموقف ذكرنى بواقعة سقوط العظيمة أم كلثوم على مسرح «الأولمبيا» بفرنسا، حيث واجهت نفس الشعور، خاصة أن ردة فعل الجمهور حينها كانت مشابهة لما حدث معى فى تونس.