رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهلة كرم: النشر أصبح لـ«مشاهير السوشيال ميديا»

جريدة الدستور


رأت الروائية الشابة نهلة كرم أن مؤتمر أدباء مصر أصبح لا يمثل الشباب ولا يهتم بجذبهم بوسائل قريبة منهم ومن احتياجاتهم، مستشهدة على ذلك بأنها لا تعرف حتى الآن موعد انطلاقه.
وحذرت صاحبة العديد من الروايات، منها «على فراش فرويد» و«المقاعد الخلفية»، من تحول حركة النشر إلى منصة لنشر كتابات «مشاهير مواقع التواصل الاجتماعى

■ لماذا يتجاهل شباب الكتاب مؤتمر أدباء مصر؟
- ربما سأفاجئك إن قلت لك إننى لا أعرف الموعد المحدد لـ«مؤتمر أدباء مصر»، وهذا فى حد ذاته جزء من الإجابة الخاصة بلماذا ابتعد الكتاب الشباب عن فعالياته، ببساطة لأنه ليس له تأثير إلى الدرجة التى تجعلنا نلتفت إليه أو ننتظر موعده، مشكلة مثل هذه الفعاليات هى أنها لا تعرف كيف تجذب الشباب بوسائل دعاية تشبهنا، وبالتالى لن تجد اهتمامًا من جهتنا.
■ خسائر كبيرة سببتها قضية نسخ «بير السلم» للكتاب ودور النشر.. ما الحل؟
- حل أى مشكلة يبدأ بالسؤال عن سببها، تزوير الكتب يحدث بسبب غلاء أسعارها وعدم قدرة الكثيرين على تحمل تكلفة شراء الكتب التى يرغبون فى قراءتها، وبالتالى فإن الحل الوحيد خفض أسعار الكتب إلى الدرجة التى تصبح فيها فى متناول الجميع، فيتجه القراء حينها إلى الكتاب الأصلى ويعزفون عن المزور.
لكن من ناحية أخرى لا تستطيع دور النشر خفض سعر الكتب إلى تلك الدرجة بسبب ارتفاع أسعار الورق والأحبار وغيرهما من المواد الخام، وهذه هى المعضلة التى أتمنى أن يحلها أى شخص لنا، فليس لدى أى حل فعلًا، أنا الآن مع جميع الأطراف، من ناحية أتعاطف مع دور النشر ومن ناحية أخرى أتعاطف مع القراء.
■ ماذا ينقصنا لنشارك إبداعنا المصرى على خريطة الترجمات العالمية؟
- من تجربتى مع ترجمة قصة لى فى «كتاب القاهرة» يمكننى أن أقول إن الترجمة هنا ومع الشباب بالذات عمل فردى، فالمترجم راف كورماك مثلًا بحث بنفسه عن أحدث المجموعات القصصية وقرأها، ثم اختار قصة أعجبته لكل كاتب، ثم سأل الكُتاب عما إذا كانوا يوافقون على ترجمة قصصهم، وهذا مجهود كبير من جانبه وتطلب المشروع وقتًا قبل أن يخرج إلى النور.
وبالتالى فمهما كان هناك مترجمون مثل «راف»، فمن الصعب ترجمة عدد كبير من أعمال الشباب، لأن الترجمة لا تقوم على مجهود فردى هنا وهناك، بل تتطلب دعمًا مؤسسيًا واهتمامًا بإبراز أعمال تستحق الترجمة والتواصل مع مترجمين وتقديم تلك الأعمال إليهم وهكذا.
■ رواج كبير تشهده سوق النشر على مستوى الدور والكتاب.. كيف ترين ذلك؟
- أنا مع فكرة أن يكتب الجميع ما يريد وأن تنشر دور النشر ما يستحق، المشكلة أن دور النشر كثرت وفرز الجيد من السيئ أصبح صعبًا، فباتت لدينا دور نشر تنشر لكاتب لمجرد أن له متابعين كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعى وليس لجودة ما يكتب، وهناك دور أخرى تنشر بمقابل مادى كبير، وبالتالى لا تهتم بمحتوى العمل وهكذا.
فى النهاية نحن نأمل أن يقوم القراء بهذا الدور، ويفرزون بأنفسهم ما يستحق على الأقل ثمن الورق الذى كتب عليه.
■ ما مشروعك الأدبى الجديد؟
- مشروعى الأساسى فى الوقت الحالى هو رواية من المفترض أن أخصص لها وقتًا أطول لكتابتها وإجراء أبحاث خاصة بها.