رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا للطوابير.. «الدستور» ترافق أول تجربة تحول رقمي في مستشفى حكومي

جريدة الدستور

برغم أن وضع المستشفيات الحكومية في مصر هو الأسوء بلا منازع، لاسيما في السنوات الأخيرة التي عانى فيها القطاع الصحي من مشكلات عدة، إلا أن محاولات تطوير وتجديد لا تلبث الحكومة المصرية في القيام بها بشكل دوري.

ربما يكون آخر تلك المحاولات وليس آخرها، هي رقمنة القطاع الصحي، والاعتماد على التحول الرقمي داخل المستشفيات الحكومية، حتى تقدم خدمة تضاهي المستشفيات الخاصة ولا يكون المواطن المصري مجبرًا على دفع أموال طائلة للحصول على خدمة جيدة.

واتساقًا مع ذلك، وجه مؤخرًا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإنشاء منظومة التحول الرقمي في المستشفيات الجامعية بالجامعات المصرية، وعمل مسابقة على أفضل جامعة ستقوم بتطبيق التحول الرقمي داخل مستشفياتها الجامعية، وذلك لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في خدمة المرضي من خلال عدة سبل مختلفة.

كانت أولى الجامعات التي تطبق هذه المنظومة في مستشفياتها، هي جامعة طنطا في مستشفي الباطنة الجامعية، بهدف تحسين الأداء ورفع مستوى الخدمة، حيث تعد مستشفى أمراض الباطنة أول مستشفى ذكية، كما تم ميكنة العلاج على نفقة الدولة بهدف التيسير على المرضى، وتقديم خدمات صحية وطبية متطورة للمواطنين.

بداية، يُعرف التحول الرقمي بأنه عملية انتقال القطاعات الحكومية أو الشركات إلى نموذج عمل، يعتمد على التقنيات الرقمية، في ابتكار المنتجات والخدمات، وتوفير قنوات جديدة من العائدات التي تزيد من قيمة منتجاتها.

يمكن أن يبدأ التحول الرقمي، من خلال بناء استراتيجية رقمية، وإجراء تحسين على الوضع الراهن، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال قياس الإمكانيات الرقمية الحالية ولتحديد أفضل هيكل عمل لأنشطة التسويق الرقمى في المنشئة.

بعد ذلك يتم تحديد المتطلبات، لخطط التستثمار، مع تحديد عوائق التكامل الرقمي لعمل خطة شاملة ومحكمة لكل الظروف، ولتدفع بعجلة التحول إلى المسار المنشود، ولا بد للتحول الرقمي وجود إدارة التغيير للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية.

"الدستور" كانت برفقة أو تجربة مستشفى تقوم على التحول الرقمي؛ لرصد كيفية التطبيق وإلى أي مدى تحسنت الخدمة، في مستشفى طنطا الجامعي، والتي تعتبر حاليًا أو مستشفى جامعي يطبق الرقمنة في العلاج.

الدكتور محمود سليم، مدير مستشفى أمراض الباطنة، يقول أنها تعد أول مستشفى رقمي بالجامعة، حيث تم إعداد شبكة معلومات داخلية، وقاعدة بيانات أساسية للمرضى في إطار التحول الرقمي للجامعة، تتيح التعرف على التاريخ المرضى منذ الإصابة حتى بدأ العلاج.

وعن الجديد بمستشفى أمراض الباطنة، أعلن "سليم" عن تشغيل وحدة عناية فائقة تضم 2 جهاز تنفس صناعي، وجهاز أشعة متنقل، وجهاز موجات فوق صوتية، لتصبح أول وحدة بالمستشفيات الجامعية بطنطا.

وأضاف، تم افتتاح صيدلية جديدة لخدمة المستشفيات الجامعية بطنطا، كما تم تشغيل عنبر اليوم الواحد لحالات نقل الدم لمرضى أمراض الدم، كاشفًا عن وضع خطة لربط جميع العنايات المركزة بمستشفيات جامعة طنطا بوحدة إدارة مركزية، كذلك ربط العنايات المركزة بالمعامل وأقسام الأشعة، كم تم ربط مستشفى الباطنة بوحدة مناظير الجهاز الهضمي.

ويوضح لـ"الدستور" إن المستشفي قامت بعمل قاعدة بيانات للمرضى بالتشخيص وجميع بياناتهم، وتسجيل كل الأجهزة بتاريخ صيانتها، مشيرًا إلى أن جميع المرضى يتم التعامل معهم على أجهزة الحاسب الآلي، باستخدام نظام الانترنت.

وأضاف: "تم ربط جميع الأقسام ببعضها، والصيدليات فيقوم الدكتور بكتابة العلاج، ويقوم المريض بصرفة مباشرة دون أي عوائق أو تأخير، وفي الخطوة القادمة سيتم ربط الأقسام والعيادات بالمعامل والأشعة.

وتابع، وذلك لعدم انتظار التحاليل والأشعة وتسلمها فور انهائها عن طريق الشبكة، مبينًا أنه خلال شهر يوليو الماضي، تم صرف الدواء على نفقة الدولة لعدد 9320 مريضًا بالقسم الخارجي، و1000 مريضًا بالقسم الداخلي.

أما الدكتور عماد عتمان، نائب رئيس جامعة طنطا لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، قال أن منظومة التحول الرقمي جاري تطبيقها في الجامعة في جميع قطاعات (لطلاب - الدراسات العليا - قطاع الخدمات).

وأوضح أن ذلك بإستخدام شبكة الإنترنت، حيث يستدل على جميع الخدمات عن طريق الإنترنت، ولا يتم التعامل مع أي موظف بصفة مباشرة، وكذلك معرفة النتيجة أو الحصول على أي شهادة.

وتابع "عتمان"، أنه سيتم الانتهاء من قطاع الطلاب خلال إسبوع، ومن قطاع الخدمات الأخرى خلال شهرين، ومن قطاع الدراسات العليا في غضون ثلاثة أسابيع، مبينًا أن المرحلة التجربية لكل منهم ستكون مدتها إسبوع.

وأوضح أن كل ما تحتاجه المنظومة متاح لها، وذلك بقرار من رئيس الجامعة، حيث تم توفير 5 مليون جنيهًا لها، وشبكة إنترنت جديدة، مشيرًا إلى أن كل البيانات الخاصة بالموظفين مسجلة على الشبكة.