رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. ديفيد هربرت عشيق الليدي تشارتلي الذى عاش حياة عاصفة

جريدة الدستور

يعتبره كثيرون واحدًا من أكثر الكتاب تأثيرًا خلال القرن العشرين، نشر طوال حياته عددًا كبيرًا من المؤلفات الأدبية، منها "أبناء وعاشقون"، عاش حياة عاصفة،نساء عاشقات، وعشيق الليدي تشارتلي، التي تعد أشهر مؤلفاته وأكثرها إثارة للجدل نظرًا لما احتوته من تصوير جريء للعلاقات الجنسية، إنه الروائي البريطاني "ديفيد هربرت لورنس"، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

ولد ديفيد في قرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام شاير، لأسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، أما أمه فكانت على قدر من التعليم والثقافة وعملت في التدريس لفترة قبل زواجها، لم تعجبها حياة المناجم فدفعت بأبنائها إلى التعليم، وقدمت كثير من التضحيات لأجل ذلك، انفصلت أمه لاحقا عن والده بعد صراعات ونزاعات ذكرها بصورة أدبية في روايته "أبناء وعشاق" مزجها بما يصيب الأبناء من قلق عاطفي وتمزق جراء هذه الصراعات القائمة في جو المنزل.

استأثر ديفيد بحب والدته بعد وفاة أخيه الأكبر فارتبط بها ارتباطا وثيقا أثر على حياته اللاحقة وأصبح ممزقا بين حبه لوالدته التي لاترغب في التنازل عنه والفتاة الصغيرة التي أحبها ورغب في الزواج منها والتي انتهت لصالح أمه، ذكر ذلك في الجزء الأخير من روايته "أبناء وعشاق".

وكان لنشأة لورنس ضمن أفراد الطبقة الكادحة أثر بالغ على نفسه، وقد تكلم بإسهاب حول تجربة النضوج ضمن بلدة فقيرة تحيط بها مناجم الفحم فقال: "مهما داهمني النسيان فإنني سأتذكر دائمًا مزرعة هيغز الواقعة على حافة الغابة؛ هناك تملكني حافز الكتابة لأول مرة".

عاش لورنس حياة عاصفة، وكان دائما يبحث عن الكمال، متعدد الوجوه والاهتمامات، وعبقريًا فذًا إلا أن ذلك لم يظهر دائمًا في كتاباته؛ وربما كان جهره بآرائه فيها، ومحاولاته الإرشاد والإصلاح في مجتمع فكتوري محافظ هو السبب في كبت تلك العبقرية.

من أهم أعماله: "الطاووس الأبيض، المعتدي، أبناء وعشاق، قوس قزح، نساء عاشقات، القتاة الغامضة، الحية المجنحة، الديك الهارب"، ومن أهم أشعاره: "قصائد حب وآخرى 1913، قصائد جديدة 1918، سلاحف (1921)، طيور ووحوش وزهور".

ومن مسرحياته: "الرجل المتزوج 1940"، و"مدينة الألعاب 1941"، و"المسرحيّات الكاملة لديفيد هربرت لورانس 1965".

وتوفي لورنس في مدينة فنس الفرنسية عام 1930 لتختتم بذلك حياة واحد من أعظم الروائيين الإنجليز خلال القرن العشرين.