رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تُخلط بمواد كيماوية.. «منظفات» مغشوشة تُصيب السيدات بأمراض مزمنة

جريدة الدستور

تشعر «سامية علي»، 40 عامًا، ربة منزل، بضيق في التنفس كلما استخدمت المنظفات في غسيل الأطباق المُستخدمة بمنزلها، لم تعبأ بالأمر في البداية وظنت أنها حساسية من الأتربة الزائدة، أو إرهاق من العمل، لكن بدأت تلاحظ أن الأمر متزامن مع استخدامها للمواد المنظفة.

تقول أنها استخدمت مواد التنظيف المختلطة بالمواد الكيماوية لشدّتها في التنظيف، ولكونها تمتاز بنتيجة مُبهرة، تضيف: «أعاني من ضيق التنفس، والحكة في اليدين، حتى ذهبت إلى طبيب جلدية ونصحني باستخدام مراهم وكريمات ولكن بلا جدوى».

وتضيف سامية، لـ"الدستور"، أنها في إحدى مرات تنظيف المنزل استخدمت كمية كبيرة الكلور، وشعرت حينها بالاختناق، ذهبت بعدها إلى طبيب أمراض صدرية، الذي منعها من استخدام المنظفات نهائيًا، وحذرها أنها على وشك الإصابة بمرض «الربو».

«سامية»، لم تكن هي السيدة الوحيدة التي تعرضت لذلك المرض من استخدامها المنظفات المخلوطة بالمواد الكيماوية، فهناك العديد من السيدات اللاتي يتعرضن لذلك يوميًا، بسبب المواد الكيماوية المسرطنة التي تستخدم في المنظفات ويتم تصنيعها في مصانع غير مرخصة، بحسب جولة مصور قامت بها "الدستور".

مصنع المنظفات غير المرخص كان في منطقة "فيصل"، يقوم بخلط المواد الكيميائية والسائلة؛ لإنتاج منظفات مغشوشة، وترويجها في السوق المصري بقصد الغش التجاري والحصول على أكبر قدر من المال، ومن خلال الحديث مع أحد العاملين في هذا المصنع اتضح أنهم يستخدمون عبوات بلاستيكية، تحمل علامات تجارية معروفة لشركات أخرى حتى لا يتم كشف أمرهم.

«عمر»، 23 عامًا، أحد عمال المصنع، يقول أن صاحب المصنع يقوم بشراء خامات رديئة الصنع من المنظفات الصناعية، والصابون السائل، التي لا تتعدى سعرها بعض الجنيهات، ثم يأمرنا بخلطها داخل المخزن وتفريغ المحتوى في الجراكن البلاستيكية التي يحضرها جاهزة بالعلامات التجارية المدونة عليها، بالإضافة إلى أنه يتفق مع أصحاب المحال على توريد هذه البضائع لهم بأسعار أقل من الأخرى دون علمهم بماهية المنتج.

ينص القرار الوزارى رقم 113 لسنة 1994، بشأن حظر السلع مجهولة المصدر، على حظر تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المصحوبة بالمستندات كما يحظر عرضها للبيع أو حيازتها بقصد الاتجار، وكل مخالف لأحكام هذا القرار يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي جميع الأحوال تضبط الكميات موضوع المخالفة ويحكم بمصادرتها واعدامها.

"أول مرة اكتشفت المنظفات المضروبة كان بسبب إصابتي بأكزيما في إيدي، واستخدمت أكتر من نوع لحد ما اتصبت بنوبة ربو"، تقولها سالي، 35 عامًا، ضحية أخرى للمنظفات المغشوشة.

توضح أنها ابتاعت بعض مستلزمات التنظيف من إحدى محال المنظفات في منطقة الهرم، وعند أول استخدام لها واختلاط يداها بالمسحوق أثناء التنظيف، لم تمر ثواني حتى شعرت بحكة في الجلد، لتذهب سريعًا إلى أقرب صيدلية التي اكتشفت من خلالها إصابتها بمرض الأكزيما.

تستكمل: "لم تمر أيام قليلة حتى استخدمت نوع آخر من المنظفات الصناعية الذي أصابني بمرض الربو في هذه المرة، فقد شعرت بنوبة من الصداع الرهيب بعد أن انتهيت من تنظيف الشقة، ولم أشعر بنفسي حتى استلقيت على الأرض من شدة المرض، وبعد الكشف أثبتت التحاليل الطبية إصابتي بمرض الربو الذي مازلت أتعافى منه حتى الآن".


الدكتورة مروة إسماعيل، الأستاذ بمركز سموم طب إسكندرية، تقول أنه يجب تجنب استنشاق الروائح والغازات الناتجة عن عملية خلط المواد المنظفة؛ لأنه يعتبر أمر في غاية الخطورة وقد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة أولها الأمراض الصدرية.

تنصح "إسماعيل"، بإرتداء السيدات اللاتي يتعرضن للتعامل اليومي مع المنظفات كمامات عند استخدامها، لتجنب خلط المنظفات، ومراعاة أن يكون المكان جيد التهوية قبل البدء بعملية التنظيف.
وأشارت إلى أهمية لبس قفازات واقية لمنع ملامسة تلك المواد للجلد مع تخفيف المنظفـات بالماء قبل الاستخدام، بالإضافة إلى إحكام العبوات التي تحتوي على تلك المنظفـات ووضعها في مكان بعيد عن متناول الأطفال.

منذ أيام، نجحت مباحث التموين بالتعاون مع مديرية التموين، من ضبط 10 أطنان منظفات صناعية غير مطابقة للمواصفات القياسية، بمصنع غير مرخص بمدينة الخانكة داخل محافظة القليوبية بهدف الغش التجاري، وفي شهر يوليو السابق، ضبطت مباحث التموين بالجيزة، مالك مصنع لتعبئة المنظفات الصناعية بالعمرانية، لاتهامه بتعبئة كميات من المنتجات المغشوشة، وضبط بحوزته 3 أطنان و954 كيلو من المنظفات.