رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكالة البلح الأخيرة.. «الدستور» تكشف سر الحرائق المتكررة بمحلات الأقمشة (صور)

اثر حريق وكالو البلح
اثر حريق وكالو البلح


حطام محترقة، أعمدة حديدية منصهرة، أثواب من الأقمشة صبغت جميعها بلون الحريق الأسود، هكذا بدا المشهد في واحدة من أعرق الأسواق المصرية، التي اشتهرت قديمًا ولازالت بأسعارها المخفضة.

بالأمس القريب، شبّ حريق في وكالة البلح في منطقة بولاق أبو العلا، ليكشف عن افتقارها عوامل الآمن والسلامة، واحرقت معظم البضائع والأقمشة في المحلات والمخازن.

«الدستور» كانت لها جولة هناك عقب ساعات من الحريق، كشفت افتقار تلك المحلات التي تتشابه مع محلات الأقمشة في الأزهر والعتبة لأبسط عوام الآمن والسلامة، والتي تقضي بوجود طفايات حريق في كل محل، ووجود مطافىء قريبة من موقعها.

احترق محل أقمشة يمسى "دانتيلا لاسيه"، بالكامل والموجود في مقدمة حي وكالة البلح، بعدما طاله الحريق الهائل، وأدى إلى انهياره واحتراق كل البضاعة بداخله دون خسائر بشرية.
الواقعة كانت ستمثل كارثة حقيقية بحي الأقمشة، لولا سيطرة قوات الحماية المدنية التي حالت دون امتداد النيران للمحال الأخرى، بحسب طلعت ثابت صاحب المحل هنا الذي قال: "النار مسكت في المحل وفي 10 دقايق كان الدخان مالي السماء ومعرفناش نطفيه بالطفايات".

يوضح أنه في الساعة الثالثة عصرًا، ىفوجئ الجميع باشتعال النيران بمحل الأقمشة، مما أدى إلى هرع الجميع فورًا من زبائن وعاملين إلى الخارج محاولين إطفاؤها، ولكن دون جدوى.

ويضيف أن النيران كادت أن تصل إلى داخل المحال المجاورة،م مرجحًا أن يكون سبب الحريق هو ماس كهربائي ناتج عن احتراق كابلات أحد التكييفات بالمحل المحترق.

عبد الله رضا، أحد مالكي محال القماش، قال أن البداية كانت باشتعال أحد التكييفات بالدور العلوي، موضحًا أن المطافئ لم تأت إلى موقع الحريق إلا بعد نصف ساعة كاملة من احتراق على الرغم من قربها الجغرافي من المنطقة.
يرى عبدالله أن هذا هو السبب الذي أدى إلى تضخم الخسائر بالمحلات، مقدرًا إياها بمبلغ 3 مليون جنيهًا على الأقل، لكون الحريق استمر لمدة ساعتين كاملتين.

أما أحمد عمر، أحد أصحاب المحال المجاورة، يؤكد أن المحلات تفتقر لخراطيم المياه، متسائلًا كيف لحي مثل وكالة البلح والمعروف بتواجد الأقمشة الذي تعد من المواد سريعة الاشتعال ألا يوجد بشوارعه حنفيات للحريق تستخدم في مثل هذه الظروف.

أضاف أن ما أدى إلى تفاقم النيران وزيادة الخسائر بالمحل هو مجئ سيارات الإسعاف بعد الحريق، بحوالي ربع ساعة وتم الدفع بأربع سيارات كان من بينهم سيارتين بهما عٌطل فلم تتمكنا من ضخ المياة بالشكل الكافي.

تابع أن الحريق كاد أن يمثل كارثة بسبب تواجد مولد كهربائي خاص بمشروع حفر محطة المترو بجواره، مؤكدًا على أن عمال المحطة هم أول من ساهموا بإطفاء النيران، وكان من بينهم أحد المهندسين الفرنسين الذي أمسك بطفاياتين للحريق وأخذ يطفئ بها النيران.

أمام الحطام المحترق جلس "س.م" صاحب المحل الذي اشتعلت به النيران، وبعيون ملأها الحسرة والحزن أخذ ينظر فقط إلى أثواب الأقمشة المحترقة التي يلقيها العمال من الدور العلوي منه إلى عربة نصف نقل لإعدامها، والتي كانت بالأمس القريب مصدرًا لرزقه ومفروشات فاخرة يتوافد عليها الزبائن.
لم يسفر الحريق عن وجود أي ضحايا أو مصابين، لكون الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة دفعت بـ 2 خزان مياه استراتيجي إضافية للسيطرة على حريق محال المفروشات بوكالة البلح.

وعن أسباب زيادة الخسائر بالمحال التجارية وخاصة البضائع سريعة الاشتعال، يكشف اللواء علاء عبد الظاهر مساعد الوزير للحماية المدنية السابق، أنه عدم التزام أصحابها باشتراطات الحماية المدنية، والذي يعد من أهمها تركيب أجهزة إنذار آلي ومبكر، تعمل أثناء ارىفاع معدلات الحرارة بالمكان، وعند بداية وجود أي آثار للأدخنة، كما تساعد على إطفاء شعلات الحرائق ببدايتها.

ويضيف: "ينبغي على صاحب المنشأة، إتباع الإجراءات الوقائية السليمة لتفادي الحرائق ومنها التأكد من سلامة كابلات الكهرباء وملائمتها لقوة الأجهزة المستخدمة مثل التكييفات وخلافه".

ويتسطرد: "وكذلك العمل على الصيانة الدورية لهذه الأجهزة بشكل مستمر، وتوفير طفايات حرائق صالحة لاستخدامها في مثل هذه الأوقات، وكذلك وجود مصدر للمياة داخل المنشأة متصل بخرطوم يستطيع الوصول لأي جزء بالمنشأة حال اشتعال النيران به وعدم التدخين بها».

ويشير مساعد وزير الحماية المدنية السابق إلى أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة من قبل المواطنين تؤدي إلى زيادة اشتعال الحرائق وتضخم خسائرها على الرغم من حرص الحماية المدنية الدائم على الحد منها وعلى رأس هذه السلوكيات الخاطئة ما يتم حيال حنفيات الحريق المثبتة بالشوارع والتي تتعرض للسرقة والتخريب المستمر.