رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الستات بيعرفوا يسوقوا».. «الدستور» داخل أول مركز لتعليم القيادة النسائية (فيديو)

الستات
الستات

المعتقد الدائم في عالم قيادة السيارات، هو أن السيدات لا يعرفن القيادة، والرجال أجد منهن في ذلك الأمر، بناء على أرقام وإحصائيات عدة، أكدت أن معظم الحوادث التي تقع في الطرقات يكون ورائها امرأة، بيد أن تلك الفرضية في طريقها للتغير.

لاسيما أنه تم إنشاء أول مرز مدربات قيادة للنساء في مصر باسم " U-TURN"، وتعود فكرة تأسيسه إلى إحدى السيدات المصريات التي فكرت في إنشاء أول مركز متخصص لتعليم القيادة للسيدات، ليكون جميع المدربين به سيدات.

"الدستور" قضت يومًا كاملًا داخل ذلك المركز في مدينة نصر بالقاهرة، لمعرفة قصة إنشاؤه والبطولات النسائية في القيادة التي تخرجت فيه، وأيضًا التعرف على السيدة التي انشأته.

من 3 مدربات إلى 45 مدربة.. يوتيرن تعليم القيادة النسائية
كابتن رباب حسن، مديرة مركز قيادة النساء، عبرت في البداية عن حبها الشديد للقيادة، موضحة أنها تركت العمل بمجال الإعلام وإعداد البرامج التليفزيونية بعد أن راودتها فكرة إنشاء المركز، من أجل حل أزمة القيادة النسائية في مصر.

توضح أن معظم مراكز السيارات تعتمد على الرجال في فكرة تعليم القيادة، لذلك قامت بالعمل في العديد من مراكز تعليم القيادة الأخرى؛ للتعرف على طرق التعليم المختلفة، ووجدت أنهم لا يقومون بتعليم السيدات أساسيات القيادة بشكل صحيح.

تقول: "كان هذا دافعًا أكبر لي للاستمرار في خطوات إنشاء المركز، وبدأت في شراء العديد من السيارات اللازمة للتدريب، والتوسع بالإعانات في المحافظات"، مبينة أن طاقم التدريب لمدة 3 سنوات كان 5 سيدات فقط.

ومع النجاح الكبير لهذه التجربة أنشئت كابتن رباب، أول فريق مدربات لتدريب القيادة النسائية بمصر، وعملت على تطويره إلى أن ضم العديد من المدربات بلغ عددهم 45 مدربة على مستوى عالي من الكفاءة.

المفاجأة في ذلك المركز، ما كشفته رباب، بإنهم يرحبون أيضًا بالحالات النسائية التي تعاني من بعض الإعاقات الجسدية، ويساعدهم بالدعم النفسي والجسدي حتى يتمكن من قيادة السيارات، وتم تأسيس جزء خاص بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعلمون على سياراتهم.

مدربات تركن المناصب من أجل القيادة
المدربات التي تعتمد عليهم كابتن "رباب" معظمهم خريجي مدرستها، والذين تعلموا فيها ودرسوا القيادة وأصبحوا يلقونها لغيرهم من النساء، منهم "صفاء إبراهيم" إحدى المدربات بالمركز، خريجة اقتصاد وعلوم سياسية.

تقول: "تركت العمل بمجال دراستي لحبي الشديد للقيادة، فلم أجد المتعة بالعمل في مجال دراستي مثلما وجدتها في العمل بتعليم القيادة للسيدات، لكوني أؤدي رسالة نادرة ومطلوبة".

تمارس السيدة القيادة منذ 20 عامًا، ولكن عندما ألتحقت بالمركز للعمل كمدربة اكتشفت أنها كانت تمارس بطريقة خطأ، ومع التدريب الذي تلقته داخل المركز أصبح لديها خبرة في القيادة.

توضح أن من مزايا المركز، أنه يرفع الحرج عن السيدات اللاتي يرغبن بتعلم القيادة من أن يعلمهن رجلًا، لما يحتاجه تعلم القيادة من التحكم بيد المتدرب والاقتراب دائمًا منه للسيطرة على السيارة.

الكابتن مي عبد السلام، إحدى أساتذة المركز، عملت لسنوات كمدير مالي بإحدى الشركات، إلا إنها مللت العمل الروتيني، لذا لجأت إلى الالتحاق بالعمل في مركز "يوتيرن" لتدريب القيادة للسيدات.

تضيف أنها تلقت داخل المركزالعديد من الكورسات التعليمية في فن القيادة، موضحة أن أغلب ما يعاني منه السيدات اللاتي يترددن على المركز هو الخوف الشديد من القيادة بسبب أزواجهم.

الكورس بالمركز مدته 8 حصص لمدة 12 ساعة، وتوجد كورسات يحصل عليها المدربات أيضًا من أجل تطوير مستوياتهم، بالتعاون مع المعهد الفني للسلامة المدنية ببريطانيا.

شاهيناز ابراهيم، إحدى مدربات المركز، والتي عملت سنوات طويلة مهندسة معمارية، إلا أنها فضلت العمل في مجال تدريب القيادة النسائية، موضحة أنها دومًا ما تشعر بالمسؤولية تجاه السيدات اللاتي يرغبن في التدريب.

متدربات جُدد: "نشعر براحة نفسية داخل المركز"
أما عن المتدربين الجدد، فتقول سميرة علي 33 عامًا، موظفة بأحد البنوك، أنها ذهبت إلى ثلاث مراكز لتعليم القيادة، وكان بهم المدرب رجل، وعلى الرغم من ذلك لم تستفد إلا ببعض المعلومات القليلة، موضحة أنها كانت كثيرًا ما تشعر بالإحراج من التعامل مع الرجل أثناء عملية القيادة.

أما "هناء علي" 30عامًا، تقول أنها كانت لديها "فوبيا" من القيادة بسبب موت شقيقها الأصغر بحادث سيارة منذ فترة، وجاءت إلى مركز "يوترن" لتعلم القيادة؛ نظرًا لأنها عانت كثيرًا من ركوب المواصلات، وأرادت أن تشعر بالخصوصية والحرية أيضًا.