رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة والفن وحماية المرأة



فى إطار ورشة العمل الخاصة بتعزيز وحماية حقوق ومشاركة المرأة والتى أقامتها مؤسسة وسائل الإتصال من أجل التنمية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة فى (29 إلى 31 يوليو 2019) تناولت الورشة فى يومها الثالث والأخير عددا من الجلسات الهامة حول دور الأدب والفن والثقافة والرواية والترجمة والسينما والمسرح فى تعزيز وحماية حقوق المرأة.
أود أن أشير فى البداية إلى أننى كتبت عددا من المقالات عن دور الثقافة والفنون والإعلام فى توعية المجتمع ونشر القيم والفكر التنويرىفى مواجهة الأفكار المتشددة التى تعادى المرأة وتعادى الآخر فى المجتمع وتنخر فى أساس مجتمع المواطنة المبنى على المساواة وعدم التمييز والعدالة الاجتماعية ليسقط فى براثن الجهل والفقر والتطرف وينهار بفعل العنف والإهمال والفساد والمحسوبية والتفرقة بين أبناء البلد الواحد.ومن هنا جاءت أهمية هذه الورشة فى يومها الثالث والتى شملت ثلاث جلسات كان فيها الحوار ثريا بين المبدعين والحاضرين من ممثلى منظمات المجتمع المدنى من أحزاب وجمعيات أهلية وشخصيات عامة وصحفيين.
فى الجلسة الأولى وتحت عنوان (الفن والثقافة وقضايا المرأة) تحدث الأستاذ الدكتور أنور مغيث الكاتب ورئيس مركز الترجمة حول علاقة المرأة بالترجمة وعلاقة الترجمة بمسيرة تحرر المرأة وأكد على أهمية الترجمة كمدخل لمعرفة إتجاهات الفكر العالمى واللحظة المعاصرة واستشراف مستقبل البشرية وأهميتها فى تنمية الوعى بقضايا العالم ومنها وضع المرأة فى دساتير العالم المختلفة ومدى نيل المرأة لحقوقها فى التعلم والعمل وحق الترشح والانتخاب وأشار إلى دور المرأة المصرية وخروجها فى 1919 واستمرارها فى النضال من أجل نيل حقوقها الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ومواجهتها للأفكار الظلامية التى حصرت دور المرأة فى الإنجاب وتربية الأطفال.
كما تحدث فى نفس الجلسة الشاعر الكبير والمثقف القدير شعبان يوسىف عن (تجليات القضايا النسوية فى الرواية).وتناول حديثه المرأة عند نجيب محفوظ وتسلسل حالها عبر الزمان والمكان مع الخلفية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فى كل مرحلة عبر روايات الثلاثية (بين القصرين وقصر الشوق والسكرية) والقاهرة 30 وزقاق المدق وميرامار.كما استعرض المرأة عند الروائية لطيفة الزيات فى رائعتها (الباب المفتوح) ورصدها لتمرد المرأة ورفضها أن تكون ديكورا وثورتها على التقاليد البالية والخروج للعمل وذلك فى الفترة 1946 إلى 1956.
وفى الجلسة الثانية (السينما وقضايا المرأة –التحديات والأولويات-) تحدث كل من الناقدة السينمائية الأستاذة ماجدة موريس والناقد السينمائى الدكتور ياقوت الديب وتناولا علاقة السينما المصرية بالمرأة وكيف أن فن السينما قام على يد المرأة فى الإنتاج والتمثيل ومنهن عزيزة أمير والتى أنتجت فيلم ليلى 1927 وفاطمة رشدىومارىكوينىوبهيحة حافظ وأسيا داغر التى قامت بإنتاج واحد من أهم أفلام السينما المصرية الناصر صلاح الدين.كما ركزت الأستاذة ماجدة موريس على أهمية دور الدولة فى إنتاج أفلام عن طريق المؤسسة العامة المصرية وذلك بعد ثورة 1952 وازدهرت السينما المصرية وكان لها دورا كبيرا فى نشر الفنون والثقافة واللغة فى المنطقة العربية ولكن للأسف تم إلغاء المؤسسة فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع صعود الانفتاح فتدنى الإنتاج السينمائى.
وانتشر ماأطلق عليه أفلام المقاولات فى ثمانينات القرن الماضى.ولكنماحفظ ماء وجه السينما المصرية بروز جيل تناول موضوعات واقعية هامة امثال عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد والآن تكمن الأزمة فى وجود مخرجين متميزين ومخرجات متميزات يتناولوا قضايا حقيقية ولايجدون منتجين. هذا بجانب نقص دور العرض السينمائية نقصا كبيرا ففى بلد تعداده يزيد عن 100 مليون لايزيد دور العرض عن 500 هذا بجانب أن هناك محافظات لايوجد بها اصلا دار سينما!.وأثار الدكتور ياقوت قضية هل سينما المرأة هى السينما التى تصنعها المرأة من الناحية الموضوعية والفنية؟ أم السينما التى تتناول قضايا المرأة ومشاكلها؟
واستكمل دكتور ياقوت الحديث عن السينما التى تتناول قضايا المرأة ومنها أفلام مخرج الواقعية المصرية صلاح أبو سيف (بداية ونهاية، وشباب إمرأة، والزوجة الثانية) والمخرج هنرى بركات (الحرام، ودعاء الكروان) والشموع السوداء لعز الدين ذو الفقار، ويوم حلو ويوم مر لخيرى بشارة وعرق البلح لرضوان الكاشف والعديد من الأفلام السينمائية التى أشارت إلى قضايا المرأة ومنها إمبراطورية ميم وأفواه وأرانب ومراتى مدير عام ونحن لانزرع الشوك وشىء من الخوف وأحلام هند وكاميليا ومن الأفلام الحديثة يوم للستات و(678) والذى سلط الضوء على قضايا التحرش والعنف ضد المرأة.
واشاد المتحدثان إلى الإهتمام الذى حدث فى السنوات الأخيرة بعقد مهرجانات سينمائية مصرية وعربية منها مهرجان القاهرة السينمائى لأفلام المرأة، وأسوان لأفلام المرأة.
وانتهت هذة الندوة بعدد من التوصيات التى نتمنى أن تجد آذانا صاغية وإرادة لتنفيذها ومنها:
عودة دور الدولة فى إنتاج أفلام هامة تنشر التوعية والمتعة والفكر والبهجة.. زيادة عدد دور السينما وعودة فتح قاعات السينما الموجودة فى قصور الثقافة المنتشرة فى كل المحافظات.
دعم ومساندة المبدعين والمبدعات من المخرجين والمخرجات لترى مشروعاتهم وأفلامهم النور مع الاهتمام بالسينما التسجيلية وإتاحة دور العرض لها.. دعم ومساندة المهرجانات السينمائية لأفلام المرأة.