رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتب تركية تطيح بعميد كلية اللغات والترجمة بالأزهر ورئيس قسم

جريدة الدستور

تسببت مجموعة كتب أهداها معهد «يونس إمره» التركى لقسم اللغة التركية، بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، فى أزمة كبيرة داخل الكلية، أحيل على إثرها العميد الدكتور طه بدر، والدكتور حازم سعيد، رئيس القسم، إلى التحقيق الذى انتهى إلى عزلهما من منصبيهما مع توقيع عقوبة اللوم على عميد الكلية.
وكشف مصدر بجامعة الأزهر عن أن المعهد التركى أهدى القسم نحو ١٧٠ كتابًا فى الأدب التركى، ثم أعلن أنه أنشأ أول مكتبة تركية فى الأزهر عبر وكالة الأنباء التركية شبه الرسمية «الأناضول».
وقال المصدر، الذى رفض نشر اسمه، لـ«الدستور»: «أساتذة القسم غضبوا بشدة بسبب تقرير (الأناضول)، وطلبوا فتح تحقيق لمعرفة كيف دخلت هذه الكتب إلى القسم، وكيف أُتيحت الفرصة للمعهد لأن يتكلم باسم الجامعة، ويقول إنه صاحب الفضل فى تدشين المكتبة»، مضيفًا أن الجامعة أرسلت بيانًا توضيحيًا للوكالة التركية يشير إلى أن المكتبة موجودة بالفعل منذ تأسيس القسم، إلا أنه قوبل برفض النشر.
وشدد على أن الكتب التى قدمها المعهد للقسم لم يقبلها العميد إلا بعد موافقة مجلس الكلية والقسم التركى، موضحًا أنه خلال مدة التحقيق تم تشكيل لجنة من خمسة من أساتذة القسم، وافق عليها كل من مجلس القسم ومجلس الكلية، لفحص هذه الكتب وكتابة تقرير مفصل عنها، وتم التنبيه على القسم كتابةً بأنه «لا يتم تداول الكتب إلا بعد رفع تقرير لجنة الفحص إلى الجامعة والجهات المعنية وصدور موافقة كتابية بذلك».
ولفت إلى أن العميد السابق تقدم بمذكرة تظلم إلى رئيس الجامعة، طلب خلالها تخفيف عقوبة اللوم عنه، لأنها تمنعه من تقلد أى مناصب إدارية مستقبلًا.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بروتوكولًا علميًا مُبرمًا بين معهد «يونس إمره» فى القاهرة وجامعة الأزهر. ويدرس فى الجامعة ما يقرب من ٥٠٠ طالب تركى، ويتعلم فى معهد «يونس إمره» حوالى ١٠٠ طالب مصرى من طلاب قسم اللغة التركية بالأزهر.
وحصلت «الدستور» على نسخة من تظلم العميد السابق، التى جاء فيها: «الدكتور محمد حسين المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، أتقدم لسيادتكم بتظلمى تجاه عقوبة اللوم، راجيًا إعادة النظر فيها، فقد ذكرتُ فى التحقيقات كل ملابسات زيارة الدكتور أمين بويراز، مدير (يونس إمره) للقسم وإهدائه بعض الكتب التعليمية للمكتبة، وأوضحت أنها تمت فى ضوء طلب السيد الدكتور رئيس قسم اللغة التركية وموافقة كل من مجلس قسم اللغة التركية ومجلس الكلية».
وأكمل: «إضافة إلى ذلك، فقد وافق اللواء مدير أمن الجامعة على الزيارة، ودورى بصفتى عميدًا للكلية وقتها لم يكن سوى عرض الأمر على مجلسىّ القسم والكلية لاتخاذ القرار، وفيما يتعلق بالكتب المهداة، فقد تم تشكيل لجنة من خمسة من أساتذة القسم وافق عليها كل من مجلس القسم ومجلس الكلية لفحصها، وكتابة تقرير مفصل عنها، وقمتُ بالتنبيه على القسم كتابةً بأنه «لا يتم تداول الكتب إلا بعد رفع تقرير لجنة الفحص إلى الجامعة والجهات المعنية وصدور موافقة كتابية بذلك».
وتابع: «فى ضوء ما ذكرتُه يتبين حُسن النية لدىّ، وما كانت استجابة مجلس الكلية (بعد موافقة مجلس القسم التركى) فى تقبّل هذه الكتب إلا بهدف الصالح العام والعملية التعليمية بالكلية، وعليه فكلى أمل أن تتكرموا فضيلتكم بإعادة النظر فى قرار توقيع عقوبة اللوم علىّ، لما لهذه العقوبة، إذا ما وُقّعت فى مثل هذه الملابسات، من آثار سلبية».