رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسراء الغريب.. قنبلة فى وجه مرضى «الذكورة القاتلة»

جريدة الدستور

أثارت قصة الفلسطينية إسراء غريب، غضبًا واسعًا على مستوى البلاد العربية، بعد أنباء عن وفاتها نتيجة التعذيب من ذويها، وسط ارتفاع الأصوات المطالبة بالقصاص من أشقائها وبنت عمها التى حرضت بشكل مباشر على قتلها.

«القصة.. خروجة قلبت بموت»

تقدم شاب لخطبة إسراء، التى تعمل بأحد صالونات التجميل، واتفقا على الخروج معًا بأحد الأماكن العامة للتعارف بشكل أكبر، وذلك بمعرفة الأسرة.

قاموا بالتقاط فيديو قصير لهما، وتم نشره عبر "إنستجرام"، إلا أن ابنة عمها التي شاهدت المقطع قامت بإبلاغ والدها وأشقائها والتحريض على الفتاة بحجة خروجها مع شاب قبل عقد القران، الأمر الذى أستفز إخواتها، حيث قاموا بضربها ضربًا مبرحًا أدى إلى كسر بالعمود الفقرى.

ولم يكتف أخواتها بذلك، بل قاموا بالتعدى عليها داخل المستشفى، ما تأزمت معه حالتها الصحية، التى لم يقدر جسدها الصغير تحملها، وفارقت الحياة عن عمر "21 عامًا".

انتشرت الكثير من الدعوات للمطالبة بالقصاص من المجرمين الذين تسببوا فى مقتل الفتاة، حيث طالب عدد من الحقوقين بالقصاص من شقيقها والذى هرب على كندا، مطالبين السلطات الكندية بالقبض عليه.

«إسراء ليست الأولى.. فتيات قتلن بسبب أزمة شرف»

لم تكن حادثة إسراء الأولى، بل سبقتها الكثير من الحوادث التى كان البطل فيها "شرف البنت" والعار الذى يلاحق الأسرة بسبب معرفة شاب.

ففى سوريا وقعت حادثة مشابهة، بعدمًا أقدمت فتاة على الانتحار، بعدما قام الأهل بتوبيخها ومعاملتها معاملة سيئة لشك الأسرة فى سلوكها.

وعندما وجدت الأسرة الفتاة مشنوقة داخل غرفتها، قاموا بدفنها، وظلت الجريمة غامضة لسنوات، حتى أسدل الستار عنها واعترف الأب وأخواتها بالجريمة.

«غسلت عارى بيدى، إحنا صعايدة والشرف عندنا ثمنه الدم».. وفى مصر بمحافظة سوهاج قتلت فتاة على يد أبيها، بعد الشك فى سلوكها ومعرفتها بشاب آخر، ما دفعه للتخلص منها.


«مطالبات نسوية.. لنص قوانين تحمى المرأة من العنف الأسرى»

على مدار سنوات لم تكل الناشطات فى المطالبة بنص قوانين يحمى النساء من العنف من قبل الأسرة، آخرها عندما كتبت الإعلامية السورية، "روشان بوظو" عبر حسابها بإنستجرام "شقيق إسراء سيتحول إلى بطل، بسبب عدم وجود قوانين تحمى المرأة".

فيما طالبت المخرجة آلاء حمدان، بضرورة نص قوانين تحمى الفتيات العربية من العنف الأسرى، الذى تفشى بشكل كبير فى المجتمعات العربية.

وقالت الناشطة النسوية انتصار الميالي: "نحن كنسوة نعيش حالة من التحدي ضد المجتمع الذكوري، ولا بد من اعتراف أن المراة نصف المجتمع"، مطالبة بضرورة نص قوانين يحمى من العنف الأسرى أسوة بالغرب.

«الطب النفسى: العنف الأسرى ظاهرة عربية تحتاج إلى دراسة»

"الفكر الذكورى يضاعف من جرائم القتل بحجة الدفاع عن الشرف" هذا ما أكده الدكتور أحمد هلال، استشارى الطب النفسى، الذى أكد أن ظاهرة العنف الأسرى تفشت بشكل كبير فى المجتمعات العربية، خاصة تجاه الفتيات.

وأشار هلال إلى أن السبب فى تفشى هذه الظاهرة هو سيطرة فكرة "الذكورة" على الكثير من الرجال، مضيفًا أنها تسمى بعلم النفس بـ"الرجولة القاتلة".

وأوضح أن أشقاء الفتاة الفلسطينىة، يعانون من هذا المرض، الذى يتسبب فى حالة من التفكير فى الذات والأنانية، مطالبًا بأخذ كل الإجراءت القانونية تجاه هؤلاء المجرمين حتى يكونوا عبره لغيرهم.