رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهيئة العامة للاستعلامات: الرئيس يواصل مهمته من أجل إفريقيا برئاسة قمة "يوكوهاما"

جريدة الدستور

يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمته كرئيس للاتحاد الإفريقي، وكزعيم يحظى باحترام وتقدير العالم سياسته وبلاده ودورها البناء في منطقتها وقارتها والعالم، من خلال المشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في إفريقيا "تيكاد 7"، الذي يعقد خلال الفترة (28-8 -30-8-2019)، مدافعًا بقوة عن حق إفريقيا في شراكة عادلة من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والمساواة. 

وتعد هذه هي الزيارة الثالثة للرئيس إلى اليابان منذ عام 2014 والثانية خلال هذا العام، حيث كانت الزيارة السابقة في شهر يونيو الماضي لحضور قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، كما تأتي الزيارة الحالية تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي"، الذي سيعقد الرئيس السيسي معه القمة الخامسة، بعد أن عُقدت القمة الأولى بينهما في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014، والقمة الثانية في مصر في عام 2015، والثالثة في اليابان في 2016، والرابعة يونيو الماضي في أوساكا باليابان.

يأتي انعقاد المؤتمر هذا العام بمدينة "يوكوهاما"، تحت رئاسة مشتركة يابانية - مصرية، في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي، الأمر الذي يدعم التعاون بين مصر واليابان في إفريقيا، بما يسهم في تحقيق التطلعات التنموية لإفريقيا، كما أن قمة "تيكاد" فرصة لتكثيف تبادل وجهات النظر بين البلدين في هذا الإطار، فضلا عن أن "تيكاد" تعد إحدى أهم القمم والتجمعات من أجل التعاون في تنمية وتطور القارة السمراء.

وترى مصر أن قمة "تيكاد 6" الأخيرة التي عقدت في إفريقيا قد فتحت فصلًا جديدًا من التعاون المتبادل مع اليابان، وتسعى من خلال مؤتمر "تيكاد" كآلية مفتوحة وشاملة يمكنها تعبئة المزيد من الدعم العالمي لتنمية إفريقيا، من خلال المشاركة مع العديد من الجهات المعنية بما في ذلك القطاع الخاص، كما تحرص مصر على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب" والتعاون الثلاثي في إطار برامج التنمية الوطنية والإقليمية في جميع القطاعات، لا سيما في مجال بناء القدرات والأمن البشري، وتؤكد مصر دوما على أهمية بناء السلام وأهمية التكامل الإقليمي، وتعزيز استخدام العلم والتكنولوجيا والابتكار، وأخيرًا إعطاء الأولوية لجدول أعمال إفريقيا لعام 2063، والدعوة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع إيلاء اهتمام خاص للصحة والتعليم وتمكين المرأة والشباب.

وتناقش القمة السابعة لـ"تيكاد" في اليابان، ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بتسريع التحول الاقتصادي، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار من خلال إشراك القطاع الخاص، وكذلك بناء مجتمعات مستديمة، وتكريس أسس الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.

ومن المنتظر أن تشارك فيها نحو 40 دولة إفريقية، على مستوى رئيس دولة أو رئيس حكومة، من بينها مصر والجزائر والسنغال والكاميرون وغانا وبوركينا فاسو ومالي والغابون وجنوب إفريقيا.

العلاقات اليابانية– الإفريقية:

تعود العلاقات اليابانية- الإفريقية إلى عشرينيات القرن الماضي، ففي عام 1928 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر واليابان، لكن علاقاتها بالقارة الإفريقية عمومًا لم تفعّل إلا في نهاية السبعينيات، إذ كانت مقتصرة على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الإفريقية المستقلة حديثًا.

وتركز سياسة اليابان تجاه إفريقيا على الشق التنموي، حيث أصبحت اليابان، بوصفها دولة رئيسية مانحة، تؤدّي دورًا مهمًا في تقديم المساعدات الرسمية للدول الإفريقية من خلال "برنامجٍ المساعدات من أجل دعم التنمية في القارة الإفريقية"، حيث تشير الإحصاءات إلى أن اليابان أصبحت خلال أربعة عقود فقط أحد المصادر الأساسية للمساعدات الخارجية للقارّة الإفريقية، ففي يونيو 2013، تعهدت اليابان للزعماء الأفارقة بدعم القطاعين العام والخاص بقيمة 32 مليار دولار، لتعزيز النمو في القارة وتشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار هناك في خمس سنوات، وتتضمن الحزمة مساعدات رسمية بقيمة 14 مليار دولار و6.5 مليار دولار دعما في مجال البنية التحتية.

كما التزمت اليابان باستثمار نحو ثلاثين مليار دولار في إفريقيا خلال ثلاث سنوات "2016-2019"، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، للعمل على تنفيذ تدابير تركز على تطوير بنية تحتية عالية الجودة، وتعزيز النظم الصحية، وذلك خلال مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية إفريقيا "تيكاد"، الذي عقد للمرة الأولى على أرض إفريقية في العاصمة الكينية نيروبي، عام 2016.

"تيكاد": النشأة والأهداف
تم إطلاق "مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية" "تيكاد" عام 1993 بمبادرة من حكومة اليابان، بهدف تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركائهم في التنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الأفريقية، والتركيز العالمى على أهمية القضايا الإفريقية، حيث بدأت فكرة القمة عقب انتهاء الحرب الباردة لحث البلدان المتقدمة على الاهتمام بإفريقيا وتقديم المساعدة لها.

وقد شكل إطلاق مؤتمر "تيكاد" عاملًا محفزًا لإعادة التركيز الدولي على احتياجات التنمية في إفريقيا، وعلى مدى الـ26 عامًا الماضية، تطور مؤتمر "تيكاد" ليصبح حدثًا عالميًا رئيسيًا متعدد الأطراف لحشد واستدامة الدعم الدولي لتنمية إفريقيا.

ويشارك فى تنظيم اجتماع مؤتمر "تيكاد":
حكومة اليابان
مكتب الأمم المتحدة للمستشار الخاص بشئون إفريقيا (UN-OSAA)
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)
مفوضية الاتحاد الإفريقي (AUC)
البنك الدولى (WB). 

ويتولى المنظمون المشاركون وبصورة متكافئة مسئولية ضمان نجاح مؤتمر "تيكاد"، ويشمل ذلك كافة أوجه المشاركة والمهام على المستويات التشغيلية والتقنية والمادية.

الأهداف الرئيسية:
يستهدف مؤتمر "تيكاد" تحقيق الأهداف التالية:
تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين القادة الأفارقة وشركائهم.
حشد الدعم لمبادرات التنمية الخاصة بإفريقيا.
تقديم مبادئ توجيهية أساسية وشاملة بشأن التنمية الإفريقية.
إيجاد إطار دولى رئيسي لتسهيل تنفيذ المبادرات الرامية إلى تعزيز التنمية الإفريقية بموجب مبدأ الشراكة الدولية.
تركيز التعاون بين آسيا وإفريقيا لتعزيز التنمية الإفريقية.

منذ عام 1993 ومؤتمر "تيكاد" يعقد كل خمس سنوات، حتى عام 2013، ثم أصبح يعقد كل ثلاث سنوات بالتناوب بين اليابان ودولة إفريقية، حيث تم عقد (6) مؤتمرات على مستوى القمة، فضلا عن اجتماعات على المستوى الوزارى لتحضير وترتيب اجتماع الرؤساء المشاركين.

مؤتمرات "تيكاد"
"تيكاد 1"

عقد المؤتمر الأول في طوكيو (5-6 101993) ليجسّد بداية مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ العلاقات اليابانية الإفريقية، وبناء توافق في الآراء حول أولويات التنمية الإفريقية بمشاركة 48 دولة إفريقية وآسيوية، و12 دولة مانحة، و8 منظمات دولية، وقد تبنّى المؤتمر الأول إعلان طوكيو للتنمية في إفريقيا، وهو بمثابة إطارٍ عام للتنمية؛ مؤكدا أهمية دعم إفريقيا لذاتها.

"تيكاد 2"

عقد المؤتمر الثانى في طوكيو (19-20101998)، بمشاركة 80 دولة و40 منظمة دولية و22 منظمة غير حكومية، واعتمدت "خطة عمل طوكيو" لتوجيه التنفيذ الملموس للسياسة من قبل البلدان الإفريقية وشركائها نحو التنمية الإفريقية في القرن الحادي والعشرين، وأعربت اليابان عن التزامها بالأهداف المتفق عليها في مجالات التنمية الاجتماعية (التعليم، الصحة والسكان، تدابير لمساعدة الفقراء) والتنمية الاقتصادية (تنمية القطاع الخاص، التنمية الصناعية، التنمية الزراعية، الديون الخارجية) وأسس التنمية (الحكم الرشيد ومنع نشوب النزاعات، والتنمية بعد انتهاء الصراع).

"تيكاد 3"

جاء انعقاد المؤتمر الثالث في الفترة (299 – 110 2003) بطوكيو، بمشاركة 89 دولة منها 23 دولة إفريقية، و47 منظمة دولية وإقليمية، وقد أعلنت اليابان عن توجهاتها الجديدة لمساعدة الدول الإفريقية من أجل تحقيق التنمية، وذلك بترسيخ الأمن والسلام، وهذه التوجهات الجديدة تُرجمت فعليًّا بإعلان رئيس الوزراء الياباني بتخصيص مليار دولار لإعانة الدول الإفريقية خلال خمس ‏سنوات، وذلك في قطاعات: الماء، والصحّة، والتربية، كما تم تبادل الآراء بشأن اندماج إفريقيا في الاقتصاد العالمي.

"تيكاد 4"

عقد المؤتمر الرابع في يوكوهاما (28 – 30 52008) شاركت فيه 51 دولة إفريقية، كما حضر المؤتمر ممثلو 34 من الدول الشريكة في مجموعة الثمانية والدول الآسيوية، و74 منظمة دولية وإقليمية، وخلاله أعلنت اليابان عن مضاعفة المساعدات الإنمائية الرسمية لإفريقيا بحلول عام 2012، كما تعهدت بتقديم ما يصل إلى 4 مليارات دولار من قروض المساعدة الإنمائية الرسمية لمساعدة إفريقيا في تطوير بنيتها التحتية بشكل رئيسي، وكذلك مضاعفة منحة التعاون التقني على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما تعهدت بتقديم دعم مالي قدره 2.5 مليار دولار، بما في ذلك تأسيس "بنك اليابان للتعاون الدولي" (JBIC)، واتخاذ تدابير أخرى لتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في إفريقيا.

"تيكاد 5"

عقد المؤتمر الخامس في يوكوهاما (315-362013) تحت عنوان: "يدًا بيد مع إفريقيا أكثر ديناميكية"، حيث شارك فيه ممثلو 51 دولة إفريقية و31 دولة شريكة في التنمية وبلدان آسيوية، وممثلو 72 منظمة دولية وإقليمية، وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، وأكد المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية: أولًا: تأكيد اليابان على حلّ مشكلات إفريقيا؛ لكسب ثقة المجتمع الدولي. ثانيًا: أهمية أن تقوّي اليابان علاقتها الاقتصادية بإفريقيا؛ بوصفها سوقًا واعدة مع معدلات نموٍّ مرتفعة، وموارد طبيعية غنية. ثالثًا: التعاون مع إفريقيا لحلّ قضايا أخرى؛ مثل إعادة هيكلة مجلس الأمن الدوليّ والتغير المناخي، هذا بالإضافة إلى مساهمة وكالة اليابان للتعاون الدولي JICA في حزمة مساعدات تتمثل في الدعم المالي بما مجموعه 6.5 مليار دولار أمريكي لتسريع تطوير البنية التحتية، وتعزيز الموارد البشرية من خلال تدريب 30000 مواطن إفريقي في مجال التنمية الصناعية، وتحسين بيئة التعلم لـ20 مليون طفل إفريقي، كما عقدت جلسة "حوار مع القطاع الخاص" للمشاركة المباشرة بين القادة الأفارقة وممثلي القطاع الخاص الياباني للمرة الأولى.

"تيكاد 6"

عقد المؤتمر السادس في نيروبي (27-288 2016)، وهي أول مؤتمر يعقد خارج اليابان وينظم فى دولة إفريقية، شارك فيه ممثلو 53 دولة إفريقية، بالإضافة إلى الدول الشريكة في التنمية والبلدان الآسيوية والمنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع، وشهد المؤتمر توقيع 73 اتفاقًا تجاريًا بين شركات يابانية وأخرى إفريقية بهدف تسريع العمل على تصنيع المواد الأولية في القارة السمراء بدلًا من الاكتفاء بتصديرها، وتغطي الاتفاقات الموقعة قطاعات عدة مثل الطاقة والغذاء والبنى التحتية والصحة وأيضا بعض الأمور المالية والأمنية، كما أعلن رئيس الوزراء الياباني عن جملة من التعهُّدات تعود بالنفع على القارة الإفريقية تمثلت في:

استثمارات بقيمة 30 مليار دولار خلال السنوات 2016-2019 من قبل القطاعين العام والخاص من أجل تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة.
-إنشاء منتدى اقتصادي ياباني إفريقي للقطاعين العام والخاص، (عقد دورته الأولى في مايو 2018 بجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا).
-تدريب حوالي 1500 مواطن إفريقي والمساعدة على تدريب 30.000 مهندس وتقني، للمساهمة في تركيز دعائم الصناعة في البلدان الإفريقية.
-الالتزام بتدريب 20.000 من المهنيين في قطاع الصحة لمجابهة الأمراض المُعدية، وإنشاء صندوق بقيمة 500 مليون دولار لتعزيز الأنظمة الصحية في إفريقيا بدعم من البنك الدولي.
-السعي لإدخال مفهوم الــKAIZEN الذي يقوم على مبادئ ومفاهيم مُبتكرة لتحسين الإنتاج. 

أجندة "تيكاد 7" 

تشمل أنشطة قمة التيكاد السابعة عددًا من المحاور والأنشطة المهمة، من بينها:

- (27-2882019) انعقاد الدورة الثانية لندوة القطاعين العام والخاص حول البنية التحتية عالية الجودة بين اليابان وإفريقيا، تُنظّمها وزارة التهيئة الترابية والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية بمشاركة 14 دولة إفريقية، من بينها مصر وتونس والمغرب وكوت ديفوار وإثيوبيا وغانا.

- (2882019) ندوة حوارية وزارية حول العلوم والتكنولوجيا والتجديد، وكذلك ورشة عمل حول منتدى "العلوم والتكنولوجيا في المجتمع"، تنظّمهما وزارة التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية بمشاركة الوزراء الأفارقة المعنيين.

- مائدة مستديرة وزارية تنظّمها وزارة الشـئون الداخلية والاتصالات اليابانية، تحت عنوان "تكنولوجيات المعلومات والاتصال في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستديمة في إفريقيا".

- (2982019) منتدى اقتصادي ياباني- إفريقي بتنظيم من المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO) بمشاركة 150 شركة يابانية مختصة في جميع المجالات الاقتصادية.