رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بنات مصر».. قصة 4 لاعبات كرة محترفات في دوريات العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«كرة الشارع» هى العنوان الرئيسى لبداية مسيرة نجوم مصر فى كرة القدم، وهو الأمر الذى لم يتوقف عند الرجال فحسب، بل ظل هو الرابط الأبرز فى قصص ٤ فتيات، وقعن فى حب الساحرة المستديرة وتحدين الأهل والأصدقاء من أجل ممارسة «لعبة الرجال» كما يشاع عنها، ليحققن نجاحات كبيرة وصلت إلى الاحتراف خارجيًا والتألق فى صفوف الأندية العالمية.
«مها» و«ماجى» و«منة» و«مهيرة».. ٦ نماذج حققت إنجازات كبيرة داخل المستطيل الأخضر، إلا أن حلم عودة المنتخب الوطنى يبقى أكبر أمنياتهم وأزماتهم أيضًا، بعد تجميد منتخب الكرة النسائية الأول.
«الدستور» التقت بطلات مصر، وحاورتهن حول بدايتهن وأحلامهن المستقبلية، فى السطور التالية

مهيرة على: حققت حلم أبى وحصلت على الدورى الكندى
كشفت مهيرة على الدنبوكى، صانعة ألعاب المنتخب الوطنى ونادى أوكيفيل بلو ديفيلز الكندى، أنها بدأت مسيرتها الكروية فى نادى مصر للمقاصة بقيادة الكابتن عمر الهوارى، وكانت تبلغ حينها ٨ سنوات، كما أنها لعبت فى نادى «جولدى» قبل تجميده، ثم انتقلت بعدها إلى نادى الصحة والعبور تحت قيادة الكابتن محمد عايد.
وأعربت عن فخرها باللعب فى جميع صفوف المنتخب المصرى، ابتداء من منتخب الناشئات وصولًا إلى المنتخب الأول، قائلة: «تدربت تحت قيادة نخبة من المدربين المصريين، منهم طارق السياجى ومحمد سعد وتامر عبدالحميد ومحمد مصطفى وغانم سلطان، فى المراحل المختلفة».
وأشارت إلى فوزها بجائزة أفضل لاعبة فى منتخب مصر خلال مشاركة المنتخب ببطولة كأس الأمم الإفريقية ٢٠١٦، بعد الفوز على زيمبابوى وصناعتها الهدف الذى أحرزته زميلتها سلمى طارق، وهو اللقب الذى تعتبره أفضل الجوائز التى حصلت عليها حتى الآن، موضحة أن مدرب المنتخب لقبها حينها بـ«أبوتريكة».
وأضافت «مهيرة» أنها انتقلت إلى صفوف نادى الإعلاميين، بعد انتهاء موسم ٢٠١٦ وتوقف النشاط الرياضى للمنتخب، واختفاء نادى الصحة والعبور التابع لوزارة الصحة، ثم بدأت مشوارها مع الاحتراف فى الدورى الكندى، حينما انضمت إلى نادى بلو ديفيلز: «الحمد لله، ظهرت هذا العام بمستوى جيد فى فريقى الكندى، ونجحنا فى الحصول على الدورى هذا الموسم قبل نهايته بمباراتين، وتمكنت من إحراز ١٥ هدفًا مع فريقى حتى الآن».
وأشارت «مهيرة» إلى الصعوبات التى واجهتها فى حياتها الاحترافية، قائلة: «عانيت فى بداية فترة إقامتى بكندا بسبب اللغة، ولكننى صممت على استكمال مشوارى هنا، وكانت وفاة والدى سببًا رئيسيًا فى ذلك، لأنه كان يحلم باحترافى».
وتابعت: «تعرضت لصدمة حياتى بعد وفاته ووفاة نجل شقيقتى، الأمر الذى جعلنى أرغب فى السفر خارج مصر، وساعدتنى فى ذلك صديقتى رنا حمدى، زميلتى فى المنتخب وفى أوكيفيل بلو ديفيلز الكندى».


مها الدمرداش: بدأت مع «الولاد» فى الشارع ومستقبل الكرة النسائية فى مصر ليس له ملامح
قالت مها الدمرداش، حارسة مرمى فريق طرابزون التركى الملقبة بـ«الوحش»، إنها عشقت لعبة كرة القدم منذ طفولتها، وبدأت فى ممارستها مع الأولاد بالشارع فى سن مبكرة، رغم عدم تقبل المجتمع ذلك وقتها، بمن فيهم عائلتها التى كانت ترفض الأمر بشدة.
أصرت «مها» على استكمال مشوارها فى لعبة كرة القدم حتى احتراف اللعبة بشكل رسمى، وهو ما تحقق لها فى سن ١٧ عامًا، حين انضمت لفريق نادى المنصورة الذى وصل لمراتب متقدمة فى ترتيب جدول دورى الكرة النسائية، ولم تكتف بذلك وتألقت بشدة حتى حصلت على جائزة أفضل حارسة مرمى فى الدورى موسم ٢٠١٠، بجانب تحقيق الجائزة نفسها فى بطولة كأس مصر للموسم ذاته.
لكن رحلة «مها» مع فريق المنصورة لم تستمر طويلًا، إذ توقفت عن ممارسة اللعبة فى عام ٢٠١١ مع تجميد الفريق، ومع ذلك آمنت بأنه «رب ضارة نافعة». تقول: «كانت الخطوة التالية فارقة فى حياتى، إذ انتقلت إلى صفوف فريق وادى دجلة، وحققت معه الكثير من الإنجازات والألقاب».
وخلال وجودها مع وادى دجلة، تأثرت كثيرًا بموهبة الكابتن عصام الحضرى، حارس مرمى المنتخب الوطنى والنادى الدجلاوى فى ذلك الوقت: «كنت أتابعه فى فترة التمرين بالنادى، لأبذل قصارى جهدى لأكون حارسة مرمى منتخب مصر للسيدات».
ولتحقيق ذلك الهدف، واصلت «مها» التألق مع فريق وادى دجلة، وتمكنت من التتويج معه بلقب الدورى المصرى ٥ مرات، ولقب كأس مصر ٦ مرات، فضلًا عن جائزة أفضل حارسة مرمى فى الدورى المصرى للسيدات لموسمين، الأمر الذى ساعدها فى النهاية للانضمام بالفعل إلى صفوف منتخب الكرة النسائية.
وأوضحت: «عام ٢٠١٦ شهد تحقيق أحد أهم أحلامى، وهو حراسة عرين المنتخب الوطنى فى بطولة أمم إفريقيا للكرة النسائية التى استضافتها الكاميرون، لكن حلمى الأكبر هو قيادة منتخب مصر فى كأس العالم كلاعبة أو مدربة».
وأضافت «مها»: «فوزى بالألقاب مع وادى دجلة، ثم انضمامى للمنتخب الوطنى، ساعدنى كثيرًا على تغيير ثقافة عائلتى، التى كانت ترفض ممارستى كرة القدم فى البداية، ثم بدأت مع تلك الإنجازات فى التقبل التدريجى لفكرة احترافى العبة».
وواصلت: «فى النهاية، حصلت على تشجيع الأسرة بالكامل، حتى حققت حلمى عام ٢٠١٧ بالاحتراف فى صفوف نادى طرابزون التركى، الذى يحتل المركز الخامس فى جدول ترتيب الدورى، وأقدم معه مستويات جيدة».
وعن الصعوبات التى واجهتها فى بداية مشوارها الاحترافى خارج مصر، قالت «مها»: «ربما واجهت بعض المصريات أزمات فى طريقهن إلى الاحتراف، لكن بالنسبة لى الأمر لم يكن صعبًا، إذ يحرص النادى على توفير كل ما أحتاجه وأنا سعيدة هنا».
ورأت أن مستقبل الكرة النسائية فى مصر ليست له ملامح، فلا يجد دعمًا من الإعلام، واتحاد الكرة أوقف النشاط منذ سنوات، بعد أن كان الدورى يقام فى ٤ أشهر فقط من العام، دون أن يكون هناك أى نشاط لبقية العام، معتبرة أن لاعبات الكرة النسائية افتقدن مجهودات الدكتورة سحر الهوارى، التى تولت ذلك الملف.
واختتمت بقولها: «أتمنى أن يبادر مسئولو اتحاد الكرة الحاليون بإعادة النشاط وتطويره، وتأسيس منتخبات نسائية فى جميع المراحل السنية، خاصة بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مؤتمر الشباب الأخير، عن منتخب الكرة النسائية، وسؤاله عن مصيره».

ماجى مجدى: صعيدية من بنى مزار.. وأحرزت 15 هدفًا فى مباراة
ذكرت ماجى مجدى، لاعبة المنتخب المحترفة فى صفوف النادى الأرثوذكسى الأردنى، إنها ابنة إحدى قرى مدينة «بنى مزار» فى محافظة المنيا. وبالنسبة لفتاة من الصعيد، واجهت رغبتها فى ممارسة كرة القدم رفضًا شديدًا، ورغم ذلك، بدأت «ماجى» لعب الكرة مع بعض جيرانها فى الشارع والمدرسة، وبعد أن أنهت مرحلة التعليم الثانوى سافرت إلى القاهرة والتحقت بالجامعة، وهناك ذهبت إلى نادى المعادى وخضعت للاختبارات فى فريقه لكرة القدم النسائية، فتم قبولها فى صفوفه وتعاقدت معه لمدة موسمين. وقالت: «نادى المعادى كان يلعب وقتها فى الدرجة الثانية، وحصلت خلال موسمى الأول معه على لقب هداف الفريق والدورى وأفضل لاعبة فى المسابقة، وفى الموسم التالى حافظت على لقب هداف الفريق».
وكشفت عن أن أهم مباراة فى مسيرتها الكروية تلك التى جمعت نادى المعادى بنادى التنمية سبورت، وسجلت فيها ١٥ هدفًا، لينتهى اللقاء بفوز فريقها بنتيجة ١٨-٠.
ظل الاحتراف أحد الأحلام الكبيرة لـ«ماجى»، حتى تحقق بالانضمام إلى الدورى الأردنى، منذ شهر واحد فقط، بعد قبولها العرض المقدم من النادى الأرثوذكسى الأردنى، الذى يشارك فى دورى المحترفات، وفى بطولة كأس الأردن.
وانضمت اللاعبة الصعيدية لمنتخب مصر تحت ٢٠ سنة منذ عامين، وأوضحت: «كان وقتها توجد ٣ منتخبات كرة نسائية، منتخب تحت ١٧ سنة، وتحت ٢٠ سنة، والفريق الأول، فى ظل وجود اهتمام كبير من الاتحاد وقتها، وخوض معسكرات شهرية، لكن الآن لا يوجد أى مقومات لإقامة منتخب نسائى أول، فليس هناك دعم من اتحاد الكرة أو دعم إعلامى أو مشاركات فى البطولات الدولية، حتى إن لاعبات المنتخب لم تلتق منذ عام ٢٠١٦، ما أسفر عن عدم وجود منتخب مصرى للكرة النسائية على خريطة الرياضة، بعد خروجنا من التصنيف العالمى».

منة طارق: انطلاقتى فى عين شمس.. وأحلم بـ«البايرن»
قالت منة طارق، لاعبة المنتخب، إنها بدأت رحلتها الرسمية مع كرة القدم فى صفوف نادى الداخلية، بعد سنوات من ممارسة اللعبة فى الشارع مع أصدقائها فى حى «عين شمس» بالقاهرة، حيث شاهدها الكابتن سلامة سليم وطلب منها الذهاب للنادى الشرطى للخضوع للاختبارات، وبالفعل ذهبت إلى هناك وكان عمرها وقتها ٨ سنوات.
وأضافت «منة»: «لعبت لنادى الداخلية عدة سنوات، فزت خلالها بجائزة أفضل لاعبة ناشئة لـ٣ سنوات متتالية، وبعدها انتقلت إلى صفوف نادى وادى دجلة، الذى كان بوابتى للانضمام للمنتخب الوطنى للناشئات تحت ١٧ سنة»، مشيرة إلى فوزها بـ٤ بطولات دورى ناشئات، و٤ بطولات كأس سوبر، وبطولتى كأس مصر، خلال رحلتها فى وادى دجلة على مدى ٤ سنوات.
وبدأت «منة» مشوار الاحتراف منذ العام الماضى، حينما انضمت إلى نادى «فاتح الوطن سبور» التركى، وأحرزت خلال مشوارها مع الفريق ٥ أهداف، ثم عادت إلى مصر بعد انتهاء التعاقد، لتنضم بعدها إلى نادى الأرثوذكسى الأردنى، حيث تقدم مستويات طيبة مع الفريق.
وأشارت إلى تأقلمها على الحياة فى الأردن بشكل كبير، وتوفير النادى كل سبل الراحة منذ اليوم الأول لانضمامها، كما أن المدير الفنى ورئيس النادى يقدران موهبتها كثيرًا، ويحرصان على تشجيعها ودعمها، معربة عن أملها فى الاحتراف بأوروبا، خاصة فى صفوف نادى بايرن ميونخ الألمانى.
ونوهت بالفارق بين دعم الكرة النسائية فى مصر والدول التى احترفت فيها، قائلة: «الأمر مختلف تمامًا، ففى مصر نتعامل كهواة، وكأننا لسنا محترفات، لكن عندما لعبت بالخارج وجدت معاملة مختلفة واحترافية مع اللاعبات».
وحملت منة طارق مجلس اتحاد الكرة المستقيل مسئولية حل المنتخب المصرى وتجميد نشاط الكرة النسائية، رغم أن «مصر تمتلك لاعبات متميزات فى جميع الفئات العمرية»، مطالبة المجلس المقبل بتنفيذ أوامر الرئيس بإعادة بناء منتخب كرة نسائية لإعداده للمشاركة فى البطولات.