رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدولار هو السبب».. سر الانخفاض الحاد في أسعار الأدوات الدراسية هذا العام (صور)

جريدة الدستور


استعدادات على قدم وساق من الجميع، مع اقتراب حلول العام الدراسي الجديد، ولكن مع انخفاض سعر الورق عالميًا، كان لمصانع إنتاج الأدوات الدراسية لاسيما التي تنتج مواد ورقية مثل الكشاكيل والكراسات، استعدادًا من نوع آخر.

فما تأثير تغير أسعار الورق عالميًا على مصر، خاصة وأن العام الدراسي على مشارف الدخول، فكثيرون من أصحاب تلك المنتجات الورقية، رأوا أن تغير السعر العالمي سيعود بالخسارة عليهم، ومنهم من رأى فيه أملًا للتخلص من الإنتاج الضخم المُخزن لديهم.

"الدستور" في التقرير التالي، قامت بجولة مصورة على بعض مصانع إنتاج الكراسات والكشاكيل، إلى جانب المكتبات، للاقتراب أكثر من تأثير ذلك القرار على حركة البيع والشراء وأيضًا الإنتاج، وكانت الجولة في شارع الفجالة للتعرف على تأثير انخفاض سعر الورق االفعلي على الأسعار ومدى إقبال المواطنين على الشراء.

"خسائر فادحة تحملناها منذ انخفاض سعر الورق بنسبة 20 % بشهر 2 الماضي"، قالها محمد محمود، صاحب مصنع الحسام بالمنصورة لتصنيع الورق الدراسي، موضحًا أن السبب في ذلك هو أن جميع أصحاب مصانع الأدوات المكتبية لابد أن يوجد لديهم مخزونًا ضخمًا من إنتاجهم طوال العام.

وأضاف: "وذلك نظرًا لطبيعة عملهم التي تعتمد على تخزين عدد كبير من الإنتاج ليوزع على التجار والموزعين وقت الطلب، الأمر الذي تسبب في تحمل كل صاحب مصنع لخسارة كبيرة، بعد انخفاض سعر الورق، وفي ظل وجود حالة كبيرة من الركود وعدم الإقبال على الشراء".

أوضح، أنه مع اقتراب موسم العودة إلى المدارس هذه الأيام، بدأت الأزمة تنفرج ببيع هذا المخزون، مشيرًا إلى أن أصحاب المصانع، سيتراجعون عن إنتاج كميات كبيرة تفيض عن حاجة السوق؛ حتى لا تتكرر نفس المآساة.

أما الحاج سيد أحمد محمد، صاحب مصنع محمد وأميرة "للكراسات والكشاكيل"، أشار إلى أن هذا الانخفاض في طريقه للاستمرار، موضحًا أن أن الأسعار تراجعت بنسبة حوالي 10%، ومن المرجح انخفاضها حتى 15 %.
 
ورأى أن ذلك سيمثل خسارة فادحة لأصحاب المصانع، إذ لم يتخلصوا من الكميات الكبيرة من إنتاجهم المُخزن، موضحًا أن مبادرة كلنا واحد التي اطلقتها الدولة لبيع الأدوات المكتبية ستسهم بشكل كبير في حل هذه الأزمة، عن طريق فتح سوق إضافي لأصحاب المصانع لبيع بضائعهم بسعر مُخفض، ما يزيد الإقبال عليها من قبل المواطنين، وبالتالي يتم التخلص من إنتاجهم المُخزن.

على العكس يرى "محمد أحمد" صاحب مصنع الحسن للأدوات المكتبية، أن انخفاض سعر الورق سيصب في مصلحة أولياء الأمور، رغم ضرره على أصحاب مصانع الورق، مبينًا أن أصحاب المصانع لابد أن تتأقلم مع الأسعار العالمية، وتحاول تحقيق الأرباح في ظل هذه الأسعار.

بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال والخردوات، قال إن أسعار الأدوات المدرسية من كراسات وكتب خارجية تأثرت بانخفاض أسعار الورق العالمية، والتي بلغت هذا العام 15 ألف جنيه للطن، بدلًا من 18 ألف جنيه في العام الماضي.

وأوضح أن أسعار المنتجات التي تدخل في صناعتها الورق ستنخفض بنسبة تصل إلى 20%، ما سيوفر الكثير على أولياء الأمور الذين بدأوا في تجهيزات المدارس وشراء الكراسات والكشاكيل والكتب الخارجية.
 
وأضاف أن 70% من الورق المستخدم في السوق المصري مستورد، مشيرًا إلى أن مصر بها مصنعين فقط لإنتاج الورق، وإنتاجهم مقتصر على أنواع محددة أقل جودة من الورق المستورد الذي يعتمد على تكنولوجيا عالية غير متوفرة في المصانع المصرية، والتى تساعد في خروج الورق الأبيض بجودة مرتفعة.

وتابع رغم أن الورق المستورد، يتم إضافة شحن ورسوم جمركية عليه وضريبة قيمة مضافة، إلا أن سعره أقل من المحلي بحوالي 400 جنيهًا، فالمستورد تكلفته 15000 جنيهًا، بينما يصل المحلي إلى 15400 جنيهًا؛ نتيجة التزام المصانع المحلية بحد معين للانخفاض لا تستطيع أن تتخطاه، ويشكل المحلي 30% فقط من سوق الورق، ويدخل في صناعات بسيطة؛ لأنه ليس ناصع البياض مثل المستورد.

ذلك كان الحال في المصانع التي تنتج الورق بالجملة، أما التجار في شارع الفجالة بمنطقة رمسيس، والذين يبيعون بشكل فردي، فأكدوا على أن انخفاض السعر العالمي، أثر بشكل كبير على أسعار الكشاكيل والكراسات، هذا العام.

أحمد علي، صاحب إحدى المكتبات يقول: "الكشكول 100 ورقة نزل سعره من 15 جنية إلى 12.50، ورغم كدة السوق نايم ومفيش إقبال من أولياء الأمور".

كذلك يوضح حسن نور، صاحب مكتبة، أن السبب الحقيقي وراء انخفاض سعر الورق هو انخفاض سعر الدولار، والذي أدى بالنهاية لتراجع أسعار الكشاكيل والكراسات، وهو ما يراه حسن أمرًا إيجابيًا بالنسبة للتجار والموزعين على عكس أصحاب المصانع.

وأثناء الجولة بالفجالة كان من الواضح عدم الإقبال الكبير على الشراء، وهو ما فسّرته علياء أحمد، إحدى أولياء الأمور، التي جاءت لشراء مستلزمات الدراسة لابنتها، بأنه نتيجة وجود بعض الوقت المتبقي لدخول المدارس.

توضح أن الحركة الشرائية من المؤكد أنها ستنشط بالأيام المقبلة، عن هذه الأيام مع اقتراب الدراسة أكثر، وعن الأسعار تقول علياء أنها أرخص بكثير من نظيرها بالمكتبات الخارجية وكذلك أرخص من نظيرها بالعام الماضي.

أحمد خالد، موظف، وأحد أولياء الأمور، قال أن هناك انخفاضًا ظاهرًا بجميع أسعار المستلزمات المدرسية؛ مما جعله يشتري كميات أكبر عن سابقيها بالأعوام الماضية، موضحًا أنه يفضل دائمًا الشراء بالجملة.