رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محرك الأحوال الجوية.. كيف تؤثر "حرائق الأمازون" على مناخ الأرض؟

جريدة الدستور

"كارثة على كوكب الأرض" ذلك هو الوضع الحالي داخل غابات الأمازون، التي تشهد أضخم موجة حرائق منذ عام 2004، بالإضافة إلى تأثرها الشديد بتغير المناخ، ومرورها بأسوأ موجة جفاف منذ نحو مائة عام.

وأعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، اليوم السبت- وبعد مرور ثلاثة أسابيع على استمرار الحرائق- السماح للقوات المسلحة بمواجهة الحرائق الضخمة في غابات الأمازون، موضحًا أنه لا يجب استغلال هذه الحرائق لفرض عقوبات دولية.

يأتي قرار بولسونارو بعد ضغط كبير من القوى الدولية لوقف الحرائق داخل "الأمازون"، والتي تعد أضخم الغابات حول العالم.

- رئة الأرض
وتعد الأمازون أكبر الغابات الممطرة حول العالم، وتمتد في ثمانية بلدان، فهي تغطي 40% من أمريكا الجنوبية، وتمثل نحو ثلثي الولايات المتحدة، فيما يعيش أكثر من 30 مليون شخص في تلك المنطقة.

وتضم تلك الغابات أعدادًا كبيرة من مختلف الحيوانات مثل: الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف، معظمها كائنات نادر وجودها، للمرحلة التي يجعلهم يكتشفون نوع جديد من النباتات أو الحيوانات هناك كل يومين، حسبما نشرت شبكة "CNN" الأمريكية.

وتنتج "الأمازون" نحو 20% من الأكسجين على الأرض، لذا غالبا ما يشار إليها باسم "رئة الكوكب".

- جحيم "الأمازون"
تهدد الحرائق في غابات الأمازون، والتي يقع ثلثاها في البرازيل، النظام البيئي للغابات المطيرة، بل إنها تؤثر على المناخ في العالم بأكمله، إذ وصفها علماء أمريكيون بأنها "محرك الأحوال الجوية".

وأكدت الدراسات الحديثة أن زيادة إزالة الغابات لديها القدرة على تغيير أنماط هطول الأمطار، وتهدد إنتاج الغذاء، حسبما نشرت شبكة "NBC News" الأمريكية.

وكشفت المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء "INPE" 73.843 حريق في البلاد منذ بداية العام الحالي، أكثر من نصفهم كان داخل غابات الأمازون، قائلا: "هذا يعني أن أكثر من ملعب كرة قدم واحد في غابات الأمازون يتم تدميره كل دقيقة يوميًا".

وأكد "INPE" أن هناك زيادة في إزالة الغابات بنسبة 80% حتى الآن، وهو ما يهدد بأضرار كبيرة على التغييرات المناخية والبيئية.

وتعد الغابات المطيرة بؤرة كربونية هائلة، لكونها تنتج الأكسجين، وتمتص غازات دفيئة من شأنها أن تفسد الغلاف الجوي، وتسهم في تغيير المناخ بشكل رئيسي.

وقال الصندوق العالمي للطبيعة إن غابات الأمازون - حاليًا- تعد بؤرة لغاز ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الناتج بشكل رئيسي من حرق الوقود، مثل: الفحم والنفط والغاز الطبيعي.

وأكد أن حرق الأمازون يؤدى إلى منع الغابة من امتصاص هذا الكربون في المستقبل فقط، بل إنه يطلق الكربون الذي كانت تخزنه لعقود، مشيرًا إلى أن النباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو من أجل عملية التمثيل الضوئي، فينتج عنه "كربون" ليسمح للنباتات بالنمو وإطلاق الأكسجين مرة أخرى في الهواء، وبالتالي، ومع الحرائق الحالية، تطلق الغابة هذا العنصر الآن.

-ارتفاع درجات الحرارة
ويقول العلماء إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المفرطة تسهم في ارتفاع حرارة كوكب الأرض بأكمله، موضحين أن 20% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم ناتجة عن إزالة الغابات.

وأضاف صندوق الحياة البرية العالمي أن الأمازون أطلقت نحو 0.5 مليار طن متري من "الكربون" سنويًا، بسبب إزالة الغابات، وهو ما يسهم في ارتفاع درجة الحرارة، وفقًا لصندوق الحياة البرية العالمي.

وقالت منظمة "السلام الأخضر" البيئية العالمية، إنه يمكن للأمازون أن تبدأ في إضرار الأرض عن طريق إصدار كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في تغير المناخ، وهو ما يزيد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، ويهدد توازن المناخ.

- "كراهية" بولسونارو
كشف وثائق مسربة عن أن حكومة بولسونارو تعتزم استخدام خطاب الرئيس البرازيلي الذي يحرض على الكراهية عزل الأقليات التي تعيش في منطقة الأمازون، وذلك بتنفيذ مشاريع قد يكون لها تأثير بيئي مدمر، حسبما نشر موقع "Open Democracy" البريطانية.

وتظهر الوثائق أن حكومة الرئيس البرازيلي حددت أحد أهم أولوياتها بالاحتلال الاستراتيجي لمنطقة "الأمازون"، لمنع تنفيذ مشاريع تسمى "Triple A" للحفاظ على تطوير أطراف الغابات المطيرة.

وتنص الوثائق على ضرورة تنفيذ مشاريع في حوض الأمازون لدمجها في بقية الأراضي البرازيلية من أجل محاربة الضغوط الدولية لتنفيذ خطة "Triple A"، ومن هذه المشاريع محطة لتوليد الكهرباء، وبناء جسر فوق نهر الأمازون، وتدشين طريق سريع يصل إلى الحدود مع سورينام.