رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية "إيمان الجنيدي".. أول امرأة تقود فرقة أوركسترا في الصعيد

جريدة الدستور

بقلوب مفعمة بالأمل، تدرك النساء حجم المعركة الشرسة اللواتى يتعرضن لها يوميا، ومع ذلك فهن يبذلن قصارى جهدهن للحاق بركب بناء مستقبلهن الواعد، وهذا ما فعلته المايسترو إيمان الجنيدى أول امرأة تقود فرقة أوركسترا فى صعيد مصر التى نالت صيتا واسعا خلال الفترة الماضية.

وبالنظر إلى السؤال الذى يطرحه الكثيرون على الساحة: "كيف تسطيع امرأة أن تتفوق فيما احترفه الرجال على مر السنوات"، فمن النادر فى العالم أن نرى أوركسترا مكونة من سيدة تبلغ ستين عاما، مع فرقة تضم مجموعة من الفتيات.

أجابت إيمان لـ" الدستور" بأنها تعرضت للعديد من الأزمات بدءًا من عدم وجود أكاديمية موسيقية في المدينة من أجل دراسة الموسيقى، لذلك كان عليها الانتقال إلى القاهرة والعيش في نزل لمدة خمس سنوات حتى أكملت دراستها في كلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان.

وأعربت عن مدى صعوبة أن يكون قائد الأوركسترا سيدة، وبالرغم من أنها مهنة تتكون أساسا من الرجال، والذين كانوا أكبر منها سنا، فإن بعض الرجال أطاعوا تعليماتها، والبعض الآخر لم يفعل، وهذا جعل من الصعب عليها قيادة المجموعة، ولكن مع مرور الوقت تغيرت الأمور وبدأوا في معاملتها كشخص متمرس في مجالها.

وتابعت أن البحث عن فتيات للعمل معها فى الفرقة، والانتقال من محافظة إلى أخرى كان شاقا ومرهقا للغاية، كما أنها عانت من قلة وجود العازفين لبعض الآلات الموسيقية مثل الكمان والقانون والناى فى المسابقات والمهرجانات والليالى الرمضانية.

وأضافت أن العمل كمايسترو يتطلب الكثير من الوقت والجهد، والفكر، والذكاء، كما أنه يحتاج إلى تدريب مجموعات، وليس شخصًا واحدًا أو شخصين، وقد تستمر البروفات في بعض الأحيان لمدة 10 ساعات، حيث يصبح من الصعب على أى سيدة ان تترك عملها لأيام، ولكنها تخطت ذلك بتكوينها فرقة من 20 موسيقيا من مختلف المحافظات، حاصلة على العديد من الجوائز.

نشأت في بني سويف في منزل مليء بالموسيقى والشعر، فكانت تلعب البيانو مع أخوتها، والعود مع والدها، ثم درست فى كلية التربية الموسيقية الزمالك، لعشقها للموسيقى، وكانت متفوقة أثناء دراستها، وتخرجت منها عام 1984، ثم سافرت الكويت وعدت إلى مصر وتزوجت، وعينت بالتربية والتعليم مدرس موسيقى، ثم سافرت مرة أخرى إلى سلطنة عمان إعارة مع زوجى وأولادى.

وحصلت إيمان على سبع جوائز منها، الجائزة الثانية فى مسابقة أفضل مايسترو بمهرجان الفيوم وذلك بمشاركة 32 مايسترو رجل، ومازالت تعمل ابنة الصعيد كموجة تربية موسيقية في وزارة التربية والتعليم في بني سويف، وتقدم ذخيرة ما درسته وتعلمته فى الموسيقى لطلابها.