رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فضيلة الرضا من حياة العذراء مريم".. مقال للبابا تواضروس الثاني

جريدة الدستور

أمنا العذراء مريم كنز من الفضائل ومهما تحدثنا عنها لم نوفيها حقها، هى من نتشفع بها ونعتبرها فخر جنسها.

ونتكلم اليوم عن فضيلة حياة الرضا من حياة أمنا العذراء ونلاحظ فى هذا الزمان أن حياة التذمر تزداد وتتسع فأنظر الى القديسة العذراء مريم.

" ليس أني أقول من جهة إحتياج، فإني قد تعلمت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه " (فى 4: 11)

بعض الناس يمتلكون كل شئ لكنهم غير فرحين بل متذمرين، هذا النوع من التذمر قد يصيب الكثير من الناس المتزوجين والمخطوبين ومن يعيش فى بلادنا أو فى الخارج.

ما معنى الرضا؟
• الرضا هو شعور إيمانى إيجابى، هو شعور القلب الهادئ، فهو يعبر عن قبول الإنسان للحياة التى يقدمها له الله فيشكر الله على كل شئ.

• هو شعور أن الله يدبر هذا الكون، جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا اتزعزع".

جوانب حياة الرضا:-
1- هى طبيعة شخصية: تكونت من خلال نشأة الإنسان وتربيته وهذه من أهم الفضائل التى يجب أن نزرعها فى تربية أولادنا.

2- هى أسلوب حياة: ممارسة يومية فى حياة الإنسان فى العمل، الدراسة، الخدمة.
نرى أمنا العذراء عندما اخبرها الملاك بالبشارة الفريدة من نوعها فى التاريخ، نجد أن ردها يعبر عن حياة الرضا التى تحياها "هوذا أنا امة الرب ليكن لى كقولك".

3- هو علامة نجاح: الإنسان الراضى دائما ناجح فى حياته.
أنا لم أقصد بالرضا الإنسان المستكين، هذا اسلوب سلبى، الاحساس بالرضا يبدأ عندما نعرف أن الله هو كل ما نحتاجه،طوبى للإنسان الذى يملئ قلبه الله.

4- هو حياة الإكتفاء: وهذا أصعب درس يتعلمه الإنسان فى الحياة لأنه دائما فى حالة إحتياج، فعند الإكتفاء يصل إلى القمة، لذلك حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا مثل الابن الضال.

"النفس الشبعانة تدوس العسل" هذا الشبع صورته الرضا، فيابخت كل إنسان يشعر بهذا الرضا.
القلب البشرى لن يملأه شئ كما يقول الفلاسفة "الإنسان بئر من الرغبات"
الإنسان الذى يتذمر دائما

صفات حياة الرضا:-
1- الشعور بالرضا فى القرارت المصيرية: عندما تكون راضيًا ستكون ناجحًا "من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء".

مثل راعوث المؤابية (معنى اسمها الجميلة) برغم كل ما تعرضت له لكنها كانت راضية فاستحقت أن يذكر اسمها فى سلسلة أنساب السيد المسيح.

2- الرضا بالخدمة والمسئولية: المقارنة بالآخرين تتعب الإنسان، لابد أن تعرف أن لكل إنسان وزنة مختلفة عن الآخر.
يمكن أن يتذمر الكاهن على خدمته، يكمن أن يتذمر الإنسان على عمله، فلا يستمر فى عمل أكثر من شهرين مثلا "كثير التنقل قليل الثمر" كما يقول الآباء.

3- الرضا بالآخر: ربما يكون فى الزواج أو العمل أو الخدمة.
"اثنان خير من واحد لأنه إن سقط أحدهما يقيمه الآخر"، لكل إنسان مسئولية ودور فى هذه الحياة.
بعض الناس يسمونهمtrouble maker صانع مشاكل والبعض الآخر peace maker صانعى سلام، فأى من الاثنين تريد أن تعمل معه.

4- الرضا بالظروف أو البيئة المحيطة: كيف لا يتذمر الإنسان رغم ما يحيط به من ظروف ومشاكل،
أن تشعر أن لله ترتيب لكل يوم لحياتك يستخدمه لخلاصك.