رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: الأبناء سبب رئيسى للسعادة

جريدة الدستور

كثيرًا ما نسمع عن الفرح والبهجة التي يبثها الأولاد في حياة أهاليهم وأقاربهم، وفي كثير من الأحيان نسمع الآباء على وجه التحديد يقولون إن الأطفال يجلبون لهم السعادة، ولكن هل هذه حقيقة بالفعل؟

ربما بالنسبة إلى البعض قد يكون هذا صحيحًا، غير أنه بحسب دراسة حديثة نشرت مؤخرًا، فإن الأبناء يتسببون للآباء بقلق مالي وتوتر وضغط كبير.

ومع ذلك، ورغم الضغوط والقلق الذي يجلبه الأبناء للآباء، فقد كشفت هذه الدراسة أن الأطفال يجعلون الناس أكثر سعادة بالفعل، لكن بمجرد مغادرتهم المنزل، بحسب ما جاء في صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ووجد الباحثون، بقيادة الأستاذ في جامعة هايدلبرغ الألمانية، كريستوف بيكر، أن الأشخاص الذين كبر أطفالهم وانتقلوا للعيش بمعزل عنهم يشعرون بارتياح أكبر في الحياة، وتقل لديهم مؤشرات الاكتئاب، وذلك لأنهم صاروا هم يعتمدون على أطفالهم لمساعدتهم ماليًا وتوفير الرعاية لهم، وهو ما يفوق أسباب الضغط لديهم.

وشملت الدراسة، 55000 شخص، تزيد أعمارهم على 50 عامًا يعيشون في 16 دولة أوروبية، طلب منهم تقييم مدى رضاهم عن الحياة من صفر (غير راضٍ تمامًا) إلى 10 (راضٍ تمامًا).

ووجد العلماء أن البالغين، الذين لديهم أطفال في طور النمو، سجلوا ما بين 0.02 و0.56 نقطة على مقياس الرضا.

وقال كريستوف بيكر لصحيفة إندبندنت: «هذا بالطبع ليس فرقًا كبيرًا للغاية، لكنه يأتي من مجموعة بيانات تضم آلاف المشاركين. وبالتالي، في حين أن الأطفال قد لا يكونون أكبر محرك للسعادة والرضا عن الحياة، إلا أنه في المتوسط لا يزال له تأثير كبير».

ووجد العلماء أيضًا، أن البالغين الذين لديهم اتصال منتظم مع أبنائهم هم أكثر سعادة من الآباء الذين ما زالوا يعيشون مع أطفالهم، أو لم يكن لديهم أبناء أبدًا.

وفي هذا الشأن، قال بيكر: «نحن نبني على الكثير من الأدبيات الموجودة مسبقًا، وبدلًا من العثور على نتيجة جديدة فريدة تمامًا للأطفال، نقدم أدلة إضافية على الأدبيات التي تشير إلى أن الأطفال يرتبطون بسعادة أعلى في ظل ظروف محددة».

ووجد الباحثون أيضًا أن الزواج كان مرتبطًا بشكل إيجابي مع الرفاهية ونقص أعراض الاكتئاب.

وتشير النتائج إلى أن الشبكات الاجتماعية هي أيضًا عامل محدد مهم للرفاه والسعادة، فالأمر لا يتعلق بالزواج أو إنجاب الأطفال فحسب، بل أيضا بجعل الناس يتشاركون المشاعر والأفكار أيضًا.

وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة «بلص وان» فإن جميع النتائج توحي بأن «الشبكات الاجتماعية قد تكون مهمة للرفاه والصحة العقلية في الشيخوخة. وغالبًا ما يكون الأزواج والشركاء والأطفال أساسًا لشبكات اجتماعية طويلة الأمد، والتي يمكن أن توفر الدعم الاجتماعي لكبار السن.

وتضيف الدراسة أنه «في حين أن النتائج بشأن الأبوة قد تكون مثيرة للجدل وتعتمد على عمر السكان الذين شملتهم الدراسة، هناك اتفاق واسع النطاق على أن الدعم الاجتماعي يرتبط بارتياح أعلى في الحياة، وأن الشبكات الاجتماعية هي عامل مهم للرفاهية».