رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيضان السودان يقترب من حدود مصر.. و"الرى": مستعدون للمواجهة

جريدة الدستور

أعلن مركز الإنذار المبكر والحد من الآثار الطبيعية المتعددة، فى السودان، ارتفاع منسوب النيل الأزرق الرافد الرئيسي لنهر النيل في محطة الديم بولاية القضارف جنوب شرق السودان إلى 13.55 متر الأربعاء، بعد أن شهد انخفاضا في الأيام الماضية.

وقال المركز، في بيان نشرته صحيفة السودانية الإلكترونية، إن هذا الارتفاع في المنسوب يقترب من حد الفيضان العالي، مضيفًا أن المنسوب شهد ارتفاعا خلال الفترة الماضية، وأن هناك مخاطر متوقعة حتى يوم الأحد المقبل، بسبب السيول التى تجرف كل ولايات السودان، وتتمثل في غمر للمساكن والمرافق العامة خاصة المنخفضة جنوب الخرطوم وبعض أجزاء ولاية الجزيرة.

وأشار المركز إلى تواصل هطول الأمطار في معظم أنحاء البلاد بمعدلات عالية، في ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل والشمالية والخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض وشمال وجنوب وغرب كردفان.

بدأت موجة السيول والفيضانات المتكررة سنويا على السودان، خلال أغسطس الجارى، والتى نتجت عن هطول الأمطار بمعدلات عالية.

وإستعدت وزارة الموارد المائية والرى فى مصر لمواجهة الفيضان تنفيذا لاتفاقية مياه النيل المشتركة بين مصر والسودان الموقعة عام 1959، التى تبدأ أول أغسطس سنويا مع بداية الفيضان، بينما تبدأ فى السودان أول يوليو،كما يتم التأكيد على جاهزية بحيرة ناصر والسد العالى وخزان اسوان لمواجهة الفيضان، مع توقع إستمرار معدلات الأمطاربكثافة حتى 18 أغسطس الجارى، مما يزيد من ارتفاع مناسيب النيل الأزرق.

واستعرضت لجنة إيراد نهرالنيل خلال إجتماعها الأخير، تقريرًا شاملا حول موقف الفيضان الجديد من خلال بعثة الرى بالسودان، والإستعدادات التى تمت مع الخرطوم، لمتابعة مناسيب الخزانات والسدود والتصرفات بالسودان، ومتابعة صور الأقمار الصناعية من خلال مركز التنبؤ بالفيضان وتقارير الأحوال الجوية والأمطار على السودان والهضبة الاثيوبية.

وقال المهندس محمد السباعى المتحدث الرسمى لوزارة الموارد المائية والرى ل " الدستور "، إنه تم الاستعداد لموجة الفيضان من خلال مركز التنبؤ، وتحديد كميات الامطار على دول المنبع، وتم وضع خطط للتعامل معه.

وأوضح السباعى، أن السنة المائية ممتدة لمدة 3 شهور مر منها 16 يوما فقط، وفى كل الاحوال الأمطار والفيضان شيئ طبيعى فى هذه الفترة، وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة، والمتابعة مع البعثة المصرية فى السودان والتواصل المباشر.

ويقوم النيل الأزرق بمد نهر النيل بحوالى 60% من ايراده السنوى، الذى يبدأ من من بحيرة تانا على ارتفاع 1800 م فوق سطح البحر متجها نحو الحدود السودانية لمسافة 900 كم، ثم يتجه نحو الخرطوم وعندها يتقابل مع النيل الأبيض ليكون النيل الرئيسى ثم يتجه شمالا ليقابل آخر نهر اثيوبى "عطبرة" بعد حوالى 300 كم ثم الى أسوان، فى رحلة لمدة أسبوعين من الحدود الاثيوبية، بينما إستعدت بحيرة ناصر لإستقبال الفيضان الجديد منذ منتصف يوليو الماضى حتى نهاية أكتوبر المقبل.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية مصرع 46 شخصا، في أسبوعين، جراء الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في كافة أنحاء البلاد، التى نتج عنها تضرر 9 آلاف و260 منزل، فيما انهار 595 منزلا بشكل كلي، مع قطع العديد من الطرق الرئيسية.