رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خاص.. جيران قاعدة "نيونوكسا" الروسية يروون تفاصيل مرعبة أثناء الانفجار النووي الغامض

جريدة الدستور

استيقظ العالم، الخميس الماضى، على وقع أنباء متداولة عن انفجار نووى فى قاعدة «نيونوكسا» قرب مدينة سيفيرودفينسك الروسية، وتصدر الخبر نشرات الأخبار الدولية، الأمر الذى أثار الخوف والهلع من احتمالية تكرار مأساة «تشيرنوبيل» مجددًا.
وفى أول تعقيب لها على الحادث، اعترفت السلطات الروسية بطبيعته «النووية»، وتسببه فى قتل ٥ علماء كانوا يعملون فى قاعدة «نيونوكسا»، مطالبة السكان المحيطين بموقع الانفجار بتركه فورًا بعد ارتفاع مستوى الإشعاع فى الجو إلى ١٦ ضعفًا.
وتسعى روسيا إلى تطوير سلاح نووى تعتقد أنه الأقوى على الإطلاق، وهو صاروخ من نوع «بوريفيستنيك»، يعمل بتقنية جديدة لم تكشف عنها موسكو، لكن الولايات المتحدة الأمريكية، قالت إنها تمتلك تقنية متقدمة تتفوق على تلك التى تحاول روسيا اختبارها وتسببت فى الانفجار الهائل.
وكشف عدد من السكان المحليين بمدينة «سيفيرودفينسك»، لـ«الدستور»، عن لحظات الخوف والهلع التى عاشوها وقت الانفجار الضخم.



فيكتور يوليا: موسكو تُصنع أكثر الأسلحة فتكًا.. ونتوقع الانفجارات


قال فيكتور يوليا، ٣١ عامًا، مبرمج بإحدى الشركات فى المدينة: «اعتدنا على سماع أصوات ضخمة، نظرًا إلى وجود تجارب عسكرية تحدث فى القاعدة، سواء كانت تجارب برية أو بحرية، ونشعر بفخر لوجود مثل تلك القوة التى تمتلكها روسيا، ووقوع انفجار مثل الذى حدث، الخميس الماضى، شىء طبيعى، نظرًا إلى إجراء اختبارات على الأسلحة التى يتم تصنيعها، وليس من فراغ أن تصبح روسيا الأفضل والأقوى لما تمتلكه من سلاح، ودولتنا تصنع دائمًا الأسلحة الأكثر فتكًا وقوة فى العالم».
وأوضح «يوليا» أن «الصاروخ الذى تم اختباره وتسبب فى الانفجار، سيُصبح واحدًا من أقوى الأسلحة فى العالم، إن لم يكن أخطرها على الإطلاق، وانتشار الخبر ليس بالأمر السيئ.. الآن العالم يعلم جيدًا ما تسعى له روسيا، وهو سلاح لا يمتلكه أحد سواها».
وعن لحظة الانفجار، قال: «سمعنا صوتًا عاليًا جدًا، وبعض المواطنين شعروا بالخوف الشديد من الانفجار، لأن هيئة الانفجار وقوته كانتا تُشبهان انفجارًا نوويًا بالفعل، ومع انطلاق صفارات الإنذار بالمدينة زادت الشكوك، وحاول البعض الهروب إلى المدن المجاورة والبعيدة، ولكن المحافظ خرج سريعًا ليؤكد أنه لا يوجد خطر من الانفجار، وأن المواطنين آمنون».

لاباروف: شاهدت دخانًا كثيفًا.. وغادرت المدينة فور وقوع الحادث


قال سيرجى لاباروف، ٤٦ عامًا، مزارع: «عادة ما نسمع أصواتًا كتلك نظرًا إلى وجود منطقة عسكرية مجاورة، ولكن هذه المرة كان الانفجار مرعبًا، شعرنا بالخوف والهلع، فمدينتنا لا يوجد بها سكان كثيرون، نحن لا نتخطى الـ١٥٠ ألفًا، وقد نكون أقل من ذلك على مساحة ١٢٠٠ كم مربع فقط». وأضاف: «توجهنا نحو النوافذ لرؤية سبب الصوت، فاكتشفنا أن هناك شرارة هائلة تنبعث من اتجاه المنطقة العسكرية، ثم لحقها انفجار كبير وصل إلى السماء، ثم رأينا نيرانًا هائلة ودخانًا ضخمًا وصل ارتفاعه كمبنى مكون من ٦٠ طابقًا، ويمكن رؤية ذلك من مسافة بعيدة، ثم أخذ الدخان فى التوسع عرضًا، وأصبح يُشبه الفطر».
وتابع: «كنتُ أقف بالقرب من النافذة أنظر باتجاه القاعدة نحو الدخان، وركضت زوجتى نحوى، وقالت علينا أن نرحل من هنا سريعًا ونتوجه إلى منزل والدتها بمدينة (ميرنى)، التى تقع بذات المحافظة على بُعد بضعة كيلومترات من موقع الانفجار، وشعرت بالخوف من أن يكون انفجارًا نوويًا يتسبب بوفاة الجميع إن استنشقناه أو لامسنا هذا الهواء السام». وواصل «سيرجى» حديثه، قائلًا: «بدأنا سريعًا فى حزم أمتعتنا، وتوجهت أنا وزوجتى نحو والدتها، وخلال سيرنا فى الطريق رأينا سكان المدينة ينظرون أيضًا من النوافذ وبعضهم يشرع فى الرحيل مثلنا، وما جعل الجميع يشعر بالخوف هو انطلاق صفارات الإنذار فى كل أنحاء المدينة، كان الأمر كأن الألمان يقصفون الاتحاد السوفيتى».


ليليانا فلانتاين: اعتقدنا أننا نتعرض لهجوم.. وسارعنا لشراء اليود


وصفت ليليانا فلانتاين، ٢٤ عامًا، الانفجار بـ«المرعب»، قائلة: «كنت أجلس فى غرفة المعيشة أشاهد التلفاز مع صديقى، ونتحدث حول أحداث الفيلم، وكان من نوعية أفلام الرعب، ومع مرور الوقت أصبحت الأحداث والمشاهد مرعبة، وشعرت بالخوف وأنا أشاهد بعض اللقطات، ثم فجأة سمعت صوت الانفجار الضخم وصفارات الإنذار، وركضت نحو النافذة لأرى الأمر، وكان هناك دخان كثيف».
وأضافت: «لم نكن نعلم سبب الدخان الكثيف، اعتقدت فى البداية أن هناك هجومًا على القاعدة العسكرية المجاورة التى تقع بالقرب منا، وركضت نحو الداخل وأغلقت الأضواء، لأننى شاهدت قبل ذلك فى أحد الأفلام أنه إذا وقعت الحرب، فيجب إطفاء الأنوار، ثم ساد الهدوء مرة أخرى، وأثناء ذلك تلقيت مكالمة هاتفية من صاحبة المنزل الذى أستأجره تخبرنى بالانفجار النووى».
وأشارت «ليليانا» إلى أن زوج صاحبة المنزل يعمل بتلك القاعدة وأخبرها بأن هناك خطرًا كبيرًا وعليهم التوجه فورًا لأقرب منفذ طبى أو صيدلية لشراء «اليود»، الذى يُستخدم فى الحد من آثار التعرض للإشعاع، مضيفة: «عندما توجهنا نحو الصيدلية، وجدت العشرات يقفون فى طوابير لشراء اليود أيضًا».
وتابعت: «سكان المدينة نشأوا وهم يعلمون أن هناك قاعدة للأبحاث النووية بجوارهم، لذا فهم يتوقعون دائمًا حدوث هذا الأمر، وكانت هناك كميات كبيرة من اليود بالصيدلية، والكثير منهم لجأ إلى شرب عدد من حبوب اليود لحماية الغدة الدرقية والجسم من الإشعاع».
وواصلت: «أثناء انتظارنا أمام الصيدليات، تم إخطار الجميع عبر المكبرات بأنه لا يوجد خطر من الانفجار، وأنه استمر لمدة ساعة ثم خفت الوميض والدخان أيضًا، وقالوا إن الانفجار كان أثناء تجربة سلاح جديد وإشعاعه لن يؤثر على أحد.


يولاندى بفيروفين: الأيام المقبلة ستظهر حقيقة تأثرنا بالإشعاع أم لا


ذكر يولاندى بفيروفين، ٣٩ عامًا، طبيب، أن الانفجار لم يكن سهلًا أو هينًا، لأن الطبيعى لا يجب أن يتعرض شخص لأكثر من ٠.٦ فى أقل من ساعة، مشيرة إلى أنه فى ذلك اليوم وصل حد الإشعاع إلى ٢ مايكروسيفيريت، واستمرت أصوات الانفجارات تتوالى والانفجار كان نوويًا بالفعل.
وأضاف «بفيروفين»: «قبل الانفجار كان هناك دخان كثيف ينبعث من القاعدة ثم تلاه انفجار يشبه الموجود فى الأفلام الوثائقية، واستمرت الأدخنة لمدة عدة أيام، والسماء كانت مختلفة تمامًا عما كانت موجودة عليه من قبل».
وأشار إلى أن السكان شعروا بخوفٍ شديد للغاية، ووقفوا بكثافة أمام المنافذ الطبية، وكل أشرطة اليود بمختلف أنواعها نفدت، كما توجهت سيارات الإسعاف من مختلف المدن المجاورة إلى القاعدة النووية، وحتى هذه اللحظة لا نعلم إذا كنا تعرضنا للخطر أم لا، فمع الوقت ستتضح الأمور، لأن الأعراض ستظهر بالتدريج إذا كانت هناك خطورة».
أغسطس الجارى وقع الانفجار