رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعتراف عمره 33 عاما.. الشعراوي: الإخوان أعدائي

جريدة الدستور

كان يغضب كلما وصلت إليه رسائل يطلب فيها أصحابها معونات مادية وينسون دوره الدعوى.
طلبتُ منه إهداء على مصحف أعطانى إياه فقال: «القرآن هدية وهدى وإهداء ولا يُكتب عليه شىء».
«الحمد لله، هذا أسعد يوم فى حياتى، لقد التقيت إمام عصره الشيخ الشعراوى».. هكذا سجلت فى أوراقى القديمة، فقد كان اللقاء به أمنية حتى قبل أن أكون صحفيًا، فقد بعثت إليه رسالة وأنا طالب بالجامعة أعبر له فيها عن إعجابى وأدعو الله أن يأخذ من أعمارنا ليطيل فى عمره، حتى ينتهى من خواطره الإيمانية حول آخر آية من القرآن الكريم، ولم أكن وحدى، فقد بعث إليه آخرون خطاباتهم يبدون فيها هذه الملاحظة، وقد رد عليهم وطمأنهم بأن تكرار بعض الآيات والمعانى لحكمة مقصودة فى كتاب الله تعالى سيجعله يمر عليها سريعًا، اعتمادًا على شرحه لها فى آيات سابقة، ما يختصر الوقت. وقد شجعنى وأطمعنى فى التعجيل بالسعى لمقابلته أننى بدأت حياتى الصحفية بإجراء حوار مع شيخ الكتاب توفيق الحكيم، فذهبت إلى الشيخ الشعراوى وهو يسجل إحدى حلقاته بمسجد الإمام الحسين وسلمته خطابًا مغلقًا، أقول له فيه إن توفيق الحكيم سمح لى بأن أجرى معه حوارًا، فأرجو أن تسمح لى بإجراء حوار مع فضيلتكم، وكان ذلك لسوء الحظ أثناء معركة «الشعراوى» مع توفيق الحكيم حول أحاديثه مع الله، وكانت نتيجة الرسالة معروفة مسبقًا، حتى منحنى يحيى حقى الفرصة لمقابلة الشيخ.
حمدت الله أن يحيى حقى قد اختار الشيخ الشعراوى من بين من يهديهم أحد مؤلفاته، وكان يحملنى دائمًا إهداءاته من كتبه إلى من يريد إهداءهم، وكان كتابه الذى وقع عليه اختياره ليهديه إلى الشيخ هو «من فيض الكريم»، وهو عبارة عن مقالات جمعت تحت هذا العنوان الجميل، ونظرًا لضعف بصر يحيى حقى كان يملينى إهداءاته ثم يوقع عليها، وكان إهداؤه إلى إمام الدعاة «إلى الشيخ الشعراوى نفع الله به الأمة»، وكان ذلك أسعد الهدايا والإهداءات، فقد أعطانى «صاحب قنديل أم هاشم» مفتاحًا فى ضوء قنديله لأفتح به الطريق إلى الإمام الشعراوى، وفرغت نفسى تمامًا من أى ارتباطات فى هذا اليوم الموعود؛ للذهاب إلى بيت الشيخ فى الباب الأخضر فى رحاب الإمام الحسين، ووصلت إلى هناك حوالى الساعة الحادية عشرة صباح يوم الثلاثاء من مطالع أيام جمادى الآخرة ١٤٠٦، وفى مدخل الطريق إلى بيت الشيخ وجدت أحد المكلفين بحراسته جالسًا، رغم أن الشيخ نفسه لا يرغب فى أى نوع من الحراسة، حتى إنه حينما كان وزيرًا، وخرج من بيته ليؤدى الصلاة بالمسجد تبعه حارسه الخاص، فأوقفه الشيخ ليقول له: «لماذا تأتى خلفى.. هل ستصلى معى»، فقال له الحارس: «جئت وراءك لحراستك»، فقال له الشيخ: «وأنت من يحرسك يا بنى، إن الله يحرسنا جميعًا».
ويبدو أن وجود حراس على بيت الشيخ ما هو إلا نوع من السكرتارية التى تنظم مقابلاته، أو تحمل إليه الرسائل التى تصله، وإلا لو تركت الأمور هكذا فإن وقت الشيخ لن يسعفه لمقابلة كل من يريد لقاءه، وقد رأيت صبيحة أحد الأيام عددًا كبيرًا من الناس قد تجمعوا أمام بيت الشيخ يريدون مقابلته، فكان الحراس يسمحون لواحد تلو الواحد بالمثول ببن يدى الشيخ ليبثه سؤاله أو مسألته، وإن كان وجود الحراسة فى حد ذاته أمرًا ضروريًا لرجل بأهمية الشيخ الشعراوى، الذى يحظى بنصيب وافر من الأعداء الذين حددهم بقوله: «أعدائى هم الشيوعيون والإخوان المسلمون».
أما الشيوعيون فلم يكن غريبًا أن تخرج صحيفتهم ذات صباح؛ لتقول فى أحد تحقيقاتها الصحفية إن الشيخ الشعراوى يسيطر على التليفزيون، ويساعد بأحاديثه على تطرف الشباب، وفى جرأة تحسد عليها طلبت من وزير الإعلام التقليل من الوقت المخصص للبرامج الدينية فى الإذاعة والتليفزيون، بحجة أن المساحة المتاحة لهذه النوعية من البرامج تشجع على التطرف، ذلك فى الوقت نفسه الذى يشكو فيه الكثيرون من قلة تلك البرامج، وأن نقصها يتيح الفرصة للفكر المتطرف أن يسود، ولم يكن غريبًا أيضًا أن يكتب أحد كبار الكتاب الصحفيين المشهور بنفاقه وحرق البخور لذوى السلطة والسلطان، فيقول فى أحد كتبه عن الشيخ الشعراوى- دون أن يجرؤ على تسميته- إنه أسهم بأحاديثه، سواء عن قصد أو غير قصد، فى شحن الجماهير والمساعدة على التوتر الذى ساد البلاد فى أواخر عهد السادات، وانتهى بالمأساة الدامية.
أما الإخوان المسلمون فقد كان الشيخ الشعراوى يكرههم ويكرهونه؛ لأنه كان عضوًا فى جماعتهم ثم خرج عليها، بعد أن اكتشف حقيقتهم، يقول: «إن الإخوان المسلمين لا يسمعون الإسلام إلا من حناجرهم، إن قام واحد ليقول فى الإسلام وليس منهم فلا يسمعون حديثه».
ويضيف الشيخ: «لقد كنت من الإخوان المسلمين، وأول منشور طبع للشيخ حسن البنا سنة ١٩٣٧م كان من إنشائى وبخطى، واسألوا فى هذه الواقعة الشيخ الباقورى، لكنى اختلفت معه.. لماذا؟.. لأننى وجدتهم متحاملين على الحزب الذى كنت أعرف أنه الحزب الذى يجب أن أنضم له، وهو حزب الوفد، وجدت أن خصومتهم لحزب الوفد شديدة وولاءهم للأحزاب الأخرى واضح، فقلت لهم تعالوا نستعرض رجال الأحزاب ونرى أقربهم إلى الله، وكان أقربهم إلى الله هو مصطفى النحاس، ولكنهم عادوه.. لماذا؟ قالوا لأنه صاحب حزب الأغلبية وله جذوره، أما الأحزاب الأخرى فببصقة منا نطفئها، فعرفت أنها مسألة سياسية، وخرجت عليهم، وقد كان ذلك فى سنة ١٩٣٧م».
أما التنظيم السرى للإخوان فيقول عنه الشيخ الشعراوى: «حين أوجد تنظيمًا أقوى به على غيرى، آمن ألا يقوى علىَّ هذا التنظيم، إن هذا ما حدث للشيخ حسن البنا، حدث أن التنظيم الذى كان يريد أن يقوى به على غيره، أن قوى عليه هو، وانتهت المسألة وحل الإشكال، مثل ما شكونا من مراكز القوى، مراكز القوى بهم كانت وعليهم آلت».
ولأن الشيخ رفض ألاعيب السياسة، التى انتهجها الإخوان، كما رفض أى دعوة تنحرف بأصحابها إلى العنف، فقد امتدت يد آثمة لواحد من الشباب، الذين غررت بهم الجماعات الإرهابية التى خرجت جميعها من كنف الإخوان، أراد بتكليف من الذين ضللوه أن يحرق منزل الشيخ الشعراوى، بأن يلقى عليه كرة مشتعلة بالنار، وشاءت إرادة الله أن يتنبه الجيران، وأن يسارعوا إلى القبض عليه وهو ممسك بأداة الجريمة، وأن يسلموه إلى رجال الأمن، وقد اكتشف هذا الشاب ما كان عليه من زيف، عندما واجهه الشيخ الشعراوى فى قسم الشرطة، وطلب فضيلته من المسئولين اعتبار الأمر كأن لم يكن، وأعلن تنازله عن حقوقه المدنية والجنائية إيمانًا منه بأن هذا الشاب إنما هو ضحية لعصابة إرهابية، وقد كانت هذه الواقعة، التى عفا فيها الشيخ عند المقدرة مظهرًا فيها سماحة الداعية المسلم، سببًا فى عدول العديد من الشباب الذين ضللهم وغرر بهم قيادات الجماعات الإرهابية.
وإذا كان الشيخ قد نجا من محاولة الإحراق فإنه لم ينج من محاولة السرقة، رغم أنه كان ينفق سرًا وعلانية، فقد سرقت منه مجوهرات تخص أولاده من دولاب بغرفة نومه وستون ألف جنيه، كان قد أعدها داخل مظاريف لتوزيعها على الفقراء، وهى أمانة ائتمنه عليها بعض أهل الخير ليؤديها إلى من يستحقونها.
ودارت خيوط البحث والتحريات حول أحد جيران الشيخ، وفوجئوا برفض الشيخ اتهامه؛ لأن الإسلام يحث على حسن الجوار، وحينما تم القبض على اللصوص واعترفوا بالسرقة قال الشيخ الشعراوى: «الحمد لله، والله الذى لا إله إلا هو، إننى لا أفرح بهذه الأشياء التى وجدت، ولكنى أحمد الله أن الله برأ ساحة كل من دخل بيتى، وكل من حامت حوله الظنون من أحبابى والذين يترددون على منزلى، وأحمد الله أن بصيرتى لم تسئ إلى جارى المتهم، وقد صممت على أن أذهب إليه فى محله وأصررت على ركوبه سيارتى معى».
وأضاف: «وأحمد الله الذى لطف بنا لطفًا كبيرًا، فلم أدخل أنا وابنى وقت وجود السارقين، خاصة أن الطبنجة كانت من بين المسروقات ومعمرة، وأحمد الله فقد تقاضيت الثمن مضاعفًا من لطف الله»، ودعا الشيخ الشعراوى إلى إنشاء صندوق تخصص حصيلته لمكافأة رجال الأمن المتميزين فى مكافحة الجرائم، وأعلن تبرعه لهذا الصندوق المقترح بمبلغ عشرة آلاف جنيه.
كان طبيعيًا إذن أن تكون على الشيخ الشعراوى حراسة، فحياة الرجل مستهدفة من كل أعداء الإسلام، لذلك كان سؤال الحارس لى عما أريد سؤالًا طبيعيًا، رغم أننى أعلمته بأننى صحفى، ولكن لم يكن هذا كافيًا، فأخبرته بأن معى رسالة إلى الشيخ الشعراوى من الأستاذ يحيى حقى، فسألنى عمَّن يكون، فقلت له إنه أديب وكاتب يؤلف قصصًا، فسألنى عن الرسالة التى أريد تسليمها للشيخ، فقلت له إنها عبارة عن كتاب، فطلب منى حارس آخر يقف بجواره أن أعطيه الكتاب ثم أنتظر حتى يأتى ويسمح لى الشيخ بمقابلته، فبدت على وجهى خيبة الأمل، فأخرجت الكتاب من حقيبتى بيد واهنة وأعطيته للحارس، الذى أشفق على حالى واصطحبنى معه، وأنا أكاد أطير من الفرح، فها أنا ذا قاب قوسين أو أدنى من لقاء الشيخ الإمام، ولا أكاد أصدق نفسى أننى خرجت من عنق الزجاجة.
وفى الطريق إلى شقة الشيخ أعاد لى الحارس الكتاب لأسلمه للشيخ بنفسى، ووصلنا إلى الباب، فطرقه الحارس، وترقبته، وفتح لنا من فتح ليقول لى الحارس بعد حديثه معه إن علينا أن ننتظر قليلًا، لأن الشيخ يتحدث فى التليفون، حتى إذا انتهى رأينا الشيخ مقبلًا علينا بنفسه، فسلمه الحارس بضعة خطابات من أصحاب المسألة، وقال الحارس للشيخ مشيرًا نحوى: «إن الأستاذ يريد أن يسلمك رسالة»، فسلمته كتاب يحيى حقى «من فيض الكريم»، فقال لتتفضل، وسألنى ممن تكون الرسالة، فأخبرته بأنه كتاب هدية من الأستاذ يحيى حقى، فسألنى: ومن يكون يحيى حقى؟ فقلت له: إنه أديب ناقد قصاص، فسألنى: وما علاقتك به؟ فقلت له إنه أستاذ وصديق، فسألنى بصيغة الجمع هذه المرة: كيف أحوالكم؟ فقلت: الحمد لله، وراح الشيخ الشعراوى يردد بعدها: الحمد لله، لك الحمد يا رب.
وأجل قليلًا النظر فى كتاب يحيى حقى، حتى ينتهى من فض الخطابات المرسلة إليه؛ فلعل بها شيئًا يستحق العجلة أو النجدة، وبين كل رسالة وأخرى يتناولها كان يقول قبل أن يفتحها: الحمد الله، اللهم صلى على النبى.
ورغم رهبة الموقف وجلاله وأنا أجلس بحضرة هذا الرجل المهيب لأول مرة، فإننى لاحظت أن حارسًا آخر بعد أن مضى الأول الذى أوصلنى لا يزال واقفًا بالباب ينتظر تعليمات الشيخ، ولاحظت غضبه بعد أن انتهى من قراءة الرسائل التى بين يديه وسلمها للحارس، وهو يقول له فى ضيق بدا عليه: «كلهم عايزين معونات، حولهم للشئون الاجتماعية، أنا حولت كل فلوسى للشئون الاجتماعية، يعملوا عنهم بحث ويدوهم المعونة اللى يستحقوها».
فالشعراوى يغضب ويحزن كلما وصلت إليه رسائل يطلب فيها أصحابها منه المعونات المادية، حتى المثقفون منهم كانوا ينسون رسالته كداعية ويرهقونه بطلبات غير معقولة، فأحدهم يطلب عيادة، وآخر يطلب صيدلية، وثالث يريد تكاليف العلاج والإقامة فى إسبانيا.. إلخ، وما أكثر ما تأتيه المسألة من أرباب النصب والاستغفال، يقول الشيخ: إن الصادق من أصحاب الحاجة والمسألة يجد حاجته تقضى فى وقتها فيلبيها لساعتها، لأنها تكون عنده.
أما أصحاب النوايا الخبيثة فإن الله يعطى الشيخ الفطنة لصدهم وكشفهم، وهو نفسه يحكى كم من واحد أتاه فأمات أمه وأباه أكثر من مرة ليطلب نفقات الجنازة، فيطلب الشيخ من أحد أعوانه أن يذهب معه للتكفل بنفقات الجنازة المزعومة، وعندما يشعر بأن أمره انكشف، فإنه يخفى خزيه بأن تسابق قدماه الريح ما إن يخرج من رحاب منزل الشيخ، ولهذا أعلن الشيخ قائلًا: «أريد من الجماهير أن تسألنى فى أمور دينها وألا تضغط علىّ بمطالب شخصية، لأن هذه المطالب ترهقنى ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها».
وبعد أن انتهى الشيخ الشعراوى من رسائله التى أغضبته، اتجه نحوى ليسألنى عن حالى، فقلت له: الحمد لله الذى أتاح لى هذه الفرصة للقائك، الذى أنتظره منذ زمن طويل.
وراح الشيخ يتناول كتاب يحيى حقى الذى أهداه إليه، وما إن قرأ العنوان «من فيض الكريم» حتى قال: ما شاء الله، اللهم صل على النبى، وأخذ يتصفح عناوين الكتاب مثل: لماذا أنا سعيد؟.. لأنى ولدت مسلما- فى مولد الرسول- فى سماء المدينة.. إلخ، وكلما قرأ الشيخ أو صافحت عيناه عنوانًا من هذه العناوين اهتز فرحًا وهو يقول: ما شاء الله، اللهم صل على النبى. وبعدها اقترحت عليه اقتراحًا- لأطيل من جلوسى معه أطول فترة ممكنة- فى صيغة تساؤل: هل تود فضيلتكم الاتصال بالأستاذ يحيى حقى؟ فطلب رقم تليفونه، فأمليته عليه، وسجله فى نوتة صغيرة يحتفظ بها فى جيبه، فإذا به قد حفظه وطلبه دون حاجة إلى نظر فى نوتة أو إملاء منى، وهنا تذكرت قوله تعالى «واتقوا الله ويعلمكم الله»، وعندما دق جرس التليفون على الجانب الآخر سأل الشيخ: هل هذا منزل الأستاذ يحيى حقى؟ فلما أجابه قال: أنا محمد الشعراوى، وصلتنى رسالتك الكريمة من رسولك الكريم، وأسأل الله كما سعدت بالإسلام أن يسعد بك الإسلام.
ويبدو أن يحيى حقى طلب أن يتحدث لى، فقد أعطانى الشيخ الشعراوى التليفون، فقال لى يحيى حقى: أشكرك جدًا يا إبراهيم على أنك أتحت لى هذه الفرصة للتحدث إلى الشيخ الشعراوى، فقلت له بامتنان: بل أنا الذى أشكرك جدًا لأنك الذى أتحت لى هذه الفرصة للقاء الشيخ الشعراوى.
وأخذ الشيخ الشعراوى التليفون منى؛ ليقول ليحيى حقى: أدعو الله أن أستوعب هديتك، وأن أمثلها للمسلمين لينتفعوا بها.
وقام الشيخ بتحيتى فأهدانى مصحفًا شريفًا طبعة الأزهر الشريف، فلما طلبت منه أن يكتب لى إهداء قال لى: إن المصحف نفسه هدية وهدى وإهداء، لا يكتب عليه شىء بعد المكتوب فيه من قول الله تعالى.
وفى مرة أخرى أطمعنى كرم الشيخ فى أن أطلب منه مقدمة لكتاب لى عن شهر رمضان فاعتذر لى، لأننى بذلك سوف أفتح عليه بابًا لا يمكن إغلاقه، ولكنه حتى يرضينى طلب منى أن أحضر إليه فى زيارة أخرى؛ ليراجع معى مخطوط كتابى، وقد لاحظ الإهداء «إلى رسول العالمين»، فطلب منى تصحيح الإهداء لأنه ليس رسول العالمين، لكنه رسول الله إلى العالمين.
وانتهزت فرصة إصدارى كتابًا بعنوان «الشعراوى فى رحاب الكعبة»، لأطلب منه أن يكتب لى كلمة بخط يده على الكتاب، وناولته القلم فكتب «يا إبراهيم، أسال الله أن يزيدك هدى وأن يؤتيك تقواك وجزاء الله عمَّا أذعت من علم، وجعل لك على كل مهتدٍ به ثوابًا. محمد متولى الشعراوى ٩١١٩٩٧م».