رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكيف غلاب».. سر خلطات الأدوية الرخيصة فى زيادة أعداد المدمنين

جريدة الدستور

خطة قومية وضعتها الحكومة؛ لمحاربة المواد المخدرة وعلاج مدمنيها، بدأتها بتوقيع الكشف الطبي على المدمنين في المصالح الحكومة، وتبعتها بوضع قائمة بـ90 صنفًا دوائيًا في جدول المخدرات، رغم أنها أدوية لعلاج بعض الأمراض العضوية، ولكن بعد ثبوت احتوائها على مادة «البريجبالين» والتي يبتاعها المدمنون للحصول على النشوة من الأدوية رخيصة السعر.
ومؤخرًا أصدرت وزيرة الصحة والسكان، قرارًا بإضافة مادة البريجبالين ونظائرها ومستحضراتها إلى الجدول الخاص بقانون مكافحة المخدرات؛ نتيجة لإساءة استخدامها خلال الشهور الماضية كمادة مخدّرة.
ونصّ القرار الذي حمل رقم 475 لسنة 2019، على إضافة مادة البريجبالين نظائرها وأملاحاها إلى الفقرة (د) من الجدول رقم 3 الملحق بقانون مكافحة المخدرات رقم 183 لسنة 1960.
«الدستور» في التقرير التالي بحثت عن سر خلطات الأدوية الرخيصة، والتي يخلطها المدمنون ببعضها، وتسبب الإدمان لمن يتناولها بجرعات عالية، وتحدثت مع بعض ضحايا، والخطة الكاملة للحكومة لوضع هذه الأدوية في الجدول.

آلاء رشاد، 40 عامًا، من مدينة المنصورة، أحد متناولي تلك الأدوية، قالت، إنها تتناولها نتيجة بعض الضغوط النفسية التى مرت بها لم تكن تستطيع النوم، وكان من الممكن أن يمر أسبوع كامل دون أن تنام ولو لحظة، حتى شعرت بأن جسمها لم يعد يتحمل.
أضافت «نصحتني إحدى جاراتي بتناول منوم، وأن أرخص دواء ممكن أن أحصل عليه ويساعدني على النوم هي أدوية الكحة وعلاج الحساسية، لأنها ستجعلني أنام أكثر من 12 ساعة متواصلة، وكلما زدت الكمية حصلت على قدر كبير من النوم.
وتابعت، بالفعل اشتريت دواء للحساسية عبارة عن أقراص صغيرة، وبدأت في تناول حبايتين وكنت أنام لساعات طويلة، وكلما جاءتني حالة الأرق أتناول منها حتى بدأت ألحظ أنني في كل مرة أزيد الجرعة حتى أستطيع النوم.
في إحدى المرات سألت «آلاء» الصيدلي عنها وقالت له حجم الجرعة التي تتناولها حتى تنام، ونصحها بالتوقف عنها لأنها في طريقيها إلى إدمانها، ونصحها بالمتابعة مع طبيب مخ وأعصاب ونفسية لأخذ منه الدواء المناسب لحالتها، وبالفعل ذهبت للطبيب الذي أكد لها أن دواء الحساسية الذي كنت تأخذه كان سيحولني إلى مدمنة.
رضا غانم صيدلي، قال إن الشباب تعتمد على نوعية جديدة وغريبة للإدمان، موضحًا أنه بعد ارتفاع أسعار المواد المخدرات، لجأ الشباب إلى استخدام مواد دوائية طبية لتعويضهم عن المواد المخدرة، والتي لها تأثير يشبه المواد المخدرة ولكن لا يمنع القانون صرفها.

وتابع بعض الشباب يستخدم قطرات العين المضادة للحساسية، وقطرات توسيع حدقة العين، وهي من مشتقات مادة «الاتروبين»، والتي تعمل بشكل مباشر عند تناولها بجرعات كبيرة على إحداث هلوسة سمعية وبصرية عند حقنها الوريدي.
واستطرد، هناك مواد طبية خاصة بأمراض علاج الشلل الرعاش ولكن يُساء، استخدامها من قبل المدمنين، وهي الأقراص التي تنتمي لعائلة «الكولينات» ولها فاعلية شديدة، في علاج الشلل الرعاش، ولكن عند استخدامها بتناول جرعات كبيرة يسبب هلوسة سمعية وبصرية مما يجعل المدمن يشعر بالاسترخاء والسعادة المؤقتة.
حنان أبوالعنين، 38 عامًا من محافظة الدقهلية، قالت لأكثر من 3 سنوات كاملة لم أكن أنام إلا بالمهدئات وعندما أيقنت عائلتي وضعي المأسوي بدأت أذهب لطبيب نفسي وتوقفت بالفعل لمدة عام كامل.
وتابعت، مع بعض الضغوط النفسية التي أعاني منها أصبح عقلي يعمل ليلًا نهارًا، ولا أستطيع النوم سوى ساعات قليلة متفرقة لا يتوقف فيها عقلي عن التفكير، ولكنني كنت حريصة على عدم تناول مهدئات مرة أخري، وتحولت لمدمنة لدواء دوبلكسيل للكحة، والذي أصبحت أتناوله يوميًا مع بعض الأدوية الخاصة بالحساسية حتى أستطيع النوم.


وسام محمد، صيدلانية، قالت إن المكون الأساسي لأدوية الكحة وبعض أدوية الحساسية، هو مادة «الديكستروميثورفان»، والتي تثبط الكحة الجافة، وهذه المواد مشتقة من الأفيون، موضحة أن الجرعات الطبيعية منها لا تسبب التوهان، لكن بعض الشباب يقومون بتناول الزجاجة كاملة مما يشعرهم بالتوهان والنعاس والنشوة والخمول.
ووضعت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، خطة كاملة لعلاج مدمني بعض الأدوية الطبية ومنها «الليرولين، ليريكا» برامج علاجية لعلاج مدمني الأدوية التى تحتوي على هذه المواد الفعالة أو الأدوية المعتمدة فى مادتها الفعَّالة على «بريجابلين».

ويتم علاج المريض على عدة مراحل، أولاها علاج «أعراض الانسحاب»، وفيها يتناول «المريض»، أدوية تُقلل من تأثير أعراض انسحاب المادة الإدمانية من جسده، ثم تأتي خطوة «التأهيل النفسى حتي لايعود للإدمان مرة أخرى.