رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدى سلطان ومحمد فوزي أشقاء فرقهما الفن وجمعهما المرض

جريدة الدستور

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة "هدى سلطان"، خلال مسيرتها الطويلة في عالم الفن استطاعت أن تثبت أنها أيقونة فريدة من نوعها، كانت تتمتع بصوت طربي جميل لا يقل عن شقيقها المطرب محمد فوزي، الذي عارضها وعارض مشوارها الفني.

عاشت "هدى" مع شقيقها محمد فوزي بالقاهرة بعد طلاقها ووفاة والدها، كانت تحلم بتعلم الموسيقى
شاهدت في بيته كبار الفنانين والشعراء والموسيقيين، وبدأت ممارسة هوايتها بالغناء في حفلات أعياد الميلاد والزواج، درست على يد الملحن "أحمد عبد القادر"، وسمعها الموسيقار "رياض السنباطي" وتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء، وأبدى استعداده للتلحين لها، وكانت المطربة الوحيدة التي شاركته بطولة فيلمه السينمائي الوحيد "حبيب قلبي".

تقدمت عام 1949 لإجتياز اختبار لجنة اختيار المطربين بالإذاعة المصرية، واعجبوا بصوتها، وأصبحت واحدة من نجمات برنامج جلال معوض "أضواء المدينة"، في عام 1950 أُعجب المنتج السينمائي جبرائيل نحاس بموهبتها، وأقنعها أن تعمل في فيلم "ست الحسن"، ووقع معها عقد احتكار لثلاث أفلام، وحينما علم فوزي أقام الدنيا ولم يقعدها، واعترضت أسرتها بشدة، حيث تقبلوا دخولها الفن بأن تكون "صوت" بلا صورة ينطلق من الإذاعة فقط، لا يشاهدها الملايين عبر الشاشات، وعندما قابلت فوزي تبرأ منها، وهددها أن يقتلها بالرصاص، فقررت أن لا تنفذ العقد، ومضت عدة أشهر وكلما وافقت إحدى شركات الإنتاج على أن تعمل لحسابها تفاجئ بفوزي يتدخل ويمنع الاتفاق ويهدد كل من يعمل معها.

الأمر تطور لما هو أكثر، عندما أبلغ فوزي أسرتهم بطنطا، فقد اجتمع فوزي بشباب العائلة وحرضوه على ضرورة التخلص من شقيقته، وأعلن أحد شباب العائلة تحمله للمسئولية الجنائية ولحكم الإعدام بالشنق.

أرادت أن تخرج من تلك الدائرة، فتزوجت من المنتج "فؤاد الجزايرلي"، لكن لم يدم الزواج، وعرض عليها فريد شوقي الزواج، وعندما أراد فريد أن يتمم إجراءات الزواج منها ذهب لشقيقها فوزي ليطلب يدها منه طبقا للأصول المتعارف عليها، لكن فوزي قال له: "أنا معنديش أخت اسمها هدى سلطان عشان تطلب إيدها مني".

قالت هدى في حوار لها: "علمت في أحد الأيام أنه مريض، وكان ذلك قبل مرضه الخطير بفترة، فرغبت في التواجد بجانبه، فاتصلت بزوجته مديحة يسري، وأخبرتها أنني أريد أن أراه لكني أخشى من رد فعله عند رؤيتي، فقالت لي: تعالي وهو هيحصل إيه يعني، وبالفعل ذهبت لزيارته، وفور أن رآني فتح ذراعيه، وضمني في أحضانه، وقالي: "وحشتيني أوي"، وهكذا انتهى الخلاف بيننا".

ظلت تجمعهما علاقة خاصة، وكانت في كل أزماته الأقرب إليه، وأنتج فوزي لها فيلم "فتوات الحسينية" وعندما اشتد المرض به، وأصابه الفيروس سافرت معه إلى نيويورك ولندن للاطمئنان عليه، إلى أن توفى.