رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من قلب النجع".. "السيجة" لماذا أحبها الصعايدة ولماذا اندثرت؟

جريدة الدستور

من المعروف في أي مكان فى العالم أن الألعاب مرتبطة بالأطفال غير أن هذه القاعدة لا تنطبق على أهل الصعيد رغم اشتهارهم بالرجولة بل وبالشدة. فالألعاب فى صعيد مصر تعد عاملا مشتركا بين الكبار والصغار إلا فيما يخص كل فريق منهما. وفى السطور التالية سنشرح بالتفصيل أنواع الألعاب فى الصعيد مابقى منها وما اندثر.

"السيجة"
لم تقتصر لعبة السيجة، على الصغار فى الصعيد، بل كان يلعبها الكبار أيضا، خاصة فى فصل الشتاء، وقت السهراية.
والسيجه لعبة حسابية، يقال أن أصلها فرعونى، وهى من التراب وتختلف باختلاف عدد العيون، فمنها الثلاثى وتكون من ثلاثة صفوف طولية، وثلاثة عرضية، ليكون الناتج تسعة عيون، يتنافس فيها اثنان، كل منهما يختار لون من الطوب وتسمى الطوبة بالكلب، والحقيقة أننى لا أعرف سبب هذه التسمية، واذا استطاع اللاعب أن يجعل ثلاث طوبات، فى صف واحد يكون قد ربح.

أما النوع الثانى من السيجة، فهو السيجة الخماسية، وهى عباره عن خمسة عيون عرضية، وخمسة طولية، ويبدا اللعب من العين التى تتوسط السيجة، ويكون التنافس على أن يضع اللاعب، كلب منافسه بين كلبين له، أو حجر المنافس بين حجرين له، حتى تنتهى اللعبة، والذى يحتفظ بعدد أكبر من حجارته، أو كلابه يكون هو الرابح.

أما النوع الثالث من السيجة، فهو سيجة الطاب، والطاب عبارة عن أربعة عصى من الجريد، طولهم شبر تقريبًا. وتقسم السيجة إلى أربعة صفوف، طول الصف اثنى عشر عينًا، ويلعب المتنافسان بالطاب، ويكون العدد على حسب اللون، فوجه الطاب هو اللون الأخضر، أما ظهره فهو الأبيض، فاذا جاءت عصى الطاب باللون الاخضر يكون العدد ستة، فيتحرك اللاعب ست خطوات، ويأكل ما هو أمامه من طوب المنافس، "كلابه" واذا جاء الطاب أبيض كاملًا يحسب أربعة، أما اذا جاء الثلاث بلون أخضر وواحده بلون أبيض فيحسب ولد، وهو الشرط الرئيس لفتح اللعب، فلو لم يأت اللاعب بالولد، لا يتحرك، حتى وإن أكل خصمه كل مالديه، شريطة أن يكون منافسه قد أتى بالولد. وفى ظنى أن الصعايده سموا مفتاح اللعب أو النصر بالولد، لما للذكور من مكانة عندهم تفوق مكانة الإناث بكثير.

ولكل لاعب فرصة بالطاب، ثم يعطيه لمنافسه، إلا إذا حصل على الولد أو رقم أربع أو ست فله الحق، فى فرصه أخرى. قد تتكرر إذا عادت نفس الأرقام.

ورغم عشق الصعايدة فى العقود الماضية لهذه اللعبة المسلية، وغير المكلفة لأنها تتكون من طوب وتراب، ولا يتجاوز صنعها أكثر من ثلاث دقائق، إلا أن هذه اللعبه بدات فى الاندثار منذ ثلاث عقود تقريبًا، جدير بالذكر أن هذه اللعبة بدأت فى الظهور على شبكات الإنترنت بأسماء مختلفة.