رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة لمنزل محمود ياسين: الجيل الحالى موهوب بالفطرة ودون خبرة مكتسبة

جريدة الدستور


بصوته الرخيم وأدائه المميز حفر الفنان الكبير محمود ياسين اسمه بين كبار فنانى مصر على مر عصورها الفنية، وقدم خلال مشواره ما يقرب من ٢٠٠ عمل فنى، ما بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة. ولد ونشأ بمحافظة بورسعيد الباسلة، وسافر إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، وبعدها مباشرة التحق بالمسرح القومى، ليبدأ مشواره الفنى بالتقدم لمسابقة فى المسرح القومى، متصدرًا الترتيب الأول فى ٣ تصفيات متتالية، لينطلق بعدها بفترة قصيرة إلى عالم الأضواء والشهرة الواسعة، حتى وصفت الصحافة المصرية والعربية مراحل السبعينيات والثمانينيات الفنية بـ«زمن محمود ياسين». تزوج اللورد من الفنانة المصرية شهيرة، وأنجبا عمرو ورانيا، اللذين أصبحا فيما بعد من نجوم الشاشة المصرية، التقت «الدستور» أسرة الفنان الكبير، لتفتح خزائن ذكرياته وعلاقاته بعائلته وزملائه وجمهوره الكبير، وذلك لصعوبة التواصل معه حاليًا.



رانيا: نخفى عنه أنباء رحيل أصدقائه.. ويسأل عن حسين فهمى وهنيدى للاطمئنان عليهما


قالت الفنانة رانيا محمود ياسين إن والدها «إنسان بشكل غير طبيعى، سواء معى أو مع أى شخص آخر، ومع كل خطوة لى فى الوسط الفنى، أرى حب الناس له»، مضيفة أنها تشعر خلال وجودها بالمسرح القومى بأن حوائطه تتحدث عن إنسانية محمود ياسين، والجميع يحكى بسعادة عن ذكرياتهم معه، وكيف كان شخصًا طيبًا يحاول إرضاء الجميع.
وحول ذكرياتها معه فى أولى تجاربها التمثيلية، كشفت عن أنه كان معارضًا دخولها المجال الفنى، بسبب خوفه من انشغالها بالتمثيل وإهمال الحياة الدراسية «خاصة أننى لم أكن قد وصلت للمرحلة الجامعية، إلا أن والدتى وقفت بجانبى حتى أقنعته بدخولى المجال، ومن هنا انطلقت فى حياتى الفنية، وركزت فى دراستى أيضًا».
وأضافت أن الفنان الكبير دائما ما كان يحتويها، ويحاول دعمها للتركيز على تحقيق الأفضل، مشيرة إلى تعاونهما الفنى فى عمل فنى بعنوان «رياح الشرق»، الذى ألفه بشكل كامل، معتمدًا على اللغة العربية الفصحى، حتى إن نجومًا كبارًا أمثال أشرف عبدالغفور ورشوان توفيق، استصعبوا هذه اللغة العربية القيمة للغاية، وقالوا إن هذا العمل سابق لعصره، رغم أنه تناول حقبة مهمة فى تاريخنا الإسلامى، قبل أن تتم صناعة المسلسل التركى «حريم السلطان».
وواصلت: «لقد ساندنى عندما اخترت الزواج من الفنان محمد رياض، ولم يعترض، رغم أن رياض كان فى بداية حياته الفنية، وقال لى وقتها إنه شخص محترم وطيب، ووافقت حتى تبدآن حياتكما المهنية معًا، فكانت لهذه الكلمات وقع السحر علىّ فى حياتى، ورأيت كيف أن محمود ياسين فنان عظيم، وأنه شخص حنين ورائع فى تعاملاته مع الجميع».
وحول أكثر الفنانين الذين تواصلوا معه مؤخرًا، قالت «رانيا» إن الكثير من أبناء جيله كانوا يتناوبون على زيارته، ومن بينهم الراحلان محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى، مضيفة: «نخفى عنه أنباء موت أصدقائه حتى لا يصعق نفسيًا».
وكشفت عن أن أكثر الفنانين الذين يسأل «ياسين» عن أحوالهما حسين فهمى ومحمد هنيدى، مشددة على أن الجميع يحاول الاطمئنان عليه خلال هذه الفترة، عرفانًا بالجميل والدعم الذى قدمه لهم خلال فترة وجوده على الساحة الفنية.


شهيرة: منحنى كامل الحرية خلال مشوارى الفنى.. «كنت بغير عليه كثيرًا».. وصحته مستقرة نوعًا ما الآن

قالت الفنانة شهيرة إن صحة النجم القدير مستقرة نوعًا ما خلال الفترة الحالية، مشيرة إلى رفضها أى زيارات له، حفاظًا على صحته وعدم إرهاقه.
وأضافت أن هناك الكثير من النجوم الكبار والشباب يحرصون على السؤال عن صحته بشكل دائم، لافتة إلى أنه حرص على متابعة الأجيال السينمائية الجديدة، حتى سنوات قليلة مضت، وأنه كثيرًا ما يقول عن الجيل الحالى إنه «جيل موهوب بالفطرة، ودون خبرة مكتسبة».
وذكرت «شهيرة» أن محمود ياسين استطاع أن يضع نفسه ضمن كبار النجوم فى عالمنا العربى، حتى إن الصحافة أيام نجوميته أطلقت على المرحلة السينمائية وقتها «زمن محمود ياسين»، مشيرة إلى أنه موهبة كبيرة على جميع الأصعدة، فإلى جانب التمثيل فهو مؤلف كبير شارك فى العديد من الأعمال على مستوى التأليف دون أن يكتب اسمه.
وقالت إنه شخص متواضع بشكل زائد عن المطلوب، موضحة: «أتذكر أنه ساند كل من حوله فى الأعمال التى قدمها، فعلى سبيل المثال، رأيته وهو يتعامل مع مساعده الخاص، فكان يهتم بأن يلازمه فى الفندق الذى يمكث فيه خلال سفره لتصوير الأعمال الفنية، وكان يطالب بألا تختلف نوعية وجباته عن وجبات زملائه خلال أوقات البريك الخاص بالتصوير».
وأضافت أن الجانب الإنسانى لـ«ياسين» عظيم، لافتة إلى أنه حرص على إرضاء جمهوره على حساب نفسه، فضلا عن انشغاله بالبسطاء وقضايا المهمشين والغلابة.
وحول طقوسه العائلية قالت: «هو شخص محب للمنزل بشكل مبالغ فيه، لكننى حين كنت أطلب منه الخروج لزيارة الأصدقاء والأقارب أو السفر كان يوافق على ذلك، بناءً على رغبتى ورغبات أبنائنا، كما أنه كان يخصص شهر أغسطس للعائلة فقط، وكان يوقف أى عمل خلال تلك الفترة، لأنها كانت فترة مقدسة فى حياته منحها لعائلته، فكنا نسافر خلال هذه الفترة لكل بلدان العالم، ومؤخرًا كنا نسافر رفقة أحفادنا وأبنائنا للاستجمام والخروج من ضغوطات الحياة».
وروت أنها قابلته لأول مرة وهى لا تزال فى معهد التمثيل، بينما كان هو منطلقًا فى حياته الفنية، إلا أن علاقتهما كانت «عاقلة» بسبب إلمامها بطبيعة الحياة الفنية خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أنها كانت تغار عليه كثيرًا. وعن تعامله معها فى لوكيشن التصوير كشفت: «أعطى لى كامل الحرية فى كل اختياراتى الفنية، حتى إنه كان يرفض بعض الأعمال، لكننى كنت أقنعه بالاشتراك فيها، وبعدها يكتشف أننى كنت محقة بعد نجاح هذه الأعمال على المستوى الجماهيرى».
وواصلت: «على المستوى الشخصى أراه متوازنًا فى اختيارته الفنية، فأنا أحب أن أشاهد العديد من أفلامه مثل (سونيا والمجنون) و(رحلة النسيان)، وغيرهما من الأعمال التى جعلته واحدًا من أهم ممثلى مصر على مر تاريخها.
وتابعت: «محمود ياسين فى رأيى حقق كل أحلامه خلال مسيرته الفنية، بفضل ما قدمه من أعمال مبنية على روايات لأساطير الكتاب فى عالم الأدب».